دور البودكاست في تمكين الوعي حول الصحة النفسية على طاولة حوار "دبي بودفست"

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 30 سبتمبر 2025ء) شهدت فعاليات النسخة الخامسة من “دبي بودفست” جلسةً نقاشيةً بعنوان "دور البودكاست في تمكين الوعي حول الصحة النفسية".
شارك في الجلسة مجموعة من أبرز صُنّاع البودكاست في المنطقة : د. أفنان الغامدي، مقدمة بودكاست "كنبة السبت"، ود. كريم إسماعيل، مقدم بودكاست "بهدوء مع كريم"، وميس محمد، مقدمة بودكاست "لحظة مع ميس". وأدارت الحوار دعاء فريد، رئيسة البودكاست ومحررة ومنتجة تنفيذية في صحيفة "ذا ناشونال".
وتطرّق النقاش إلى الدور الحيوي للبودكاست كوسيلة مؤثرة قادرة على رفع مستوى الوعي بالصحة النفسية في المجتمعات العربية، من خلال تقديم محتوى يتناول تجارب شخصية وقصص إنسانية، ويسلط الضوء على التحديات والفرص في هذا المجال، حيث أكد المتحدثون أن الطابع المرن للبودكاست يجعله أداة قادرة على الوصول إلى شرائح وفئات مختلفة من المجتمع، ومعالجته للعديد من القضايا التي تهم الناس.
وتناولت الجلسة قدرة البودكاست على مناقشة الموضوعات النفسية التي كانت تُعد من القضايا الحساسة، وكيفية تحوّل الحوارات الصوتية إلى أدوات تمكين ودعم للفرد والمجتمع، كما ناقشت الجلسة المسؤولية الأخلاقية الملقاة على عاتق صُنّاع المحتوى عند التطرق إلى القضايا الحياتية، وضرورة الموازنة بين الجرأة والخصوصية في تناول هذه الموضوعات.
وخلال الجلسة، تطرقت د. أفنان الغامدي إلى تجربتها في عالم البودكاست من خلال برنامجها الممتد على مدار خمس سنوات، مؤكدة قدرته على الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع وطرح أفكارها ومعالجة أبرز القضايا النفسية بأسلوب مبسط وسلس، لافتة إلى المسؤولية المجتمعية الملقاة على عاتق صانع المحتوى النفسي في اختيار موضوعات تفيد أفراد المجتمع.
وأوضحت الغامدي أن صانع محتوى التوعية النفسية لا يمكن أن يحل مطلقاً محل الطبيب النفسي، لأنه قد يمتلك المعلومة لكنه لا يستطيع توظيفها بالشكل المناسب لكل شخص، باعتبار أن كل حالة تمثل تجربة متفردة لها ظروفها وخلفيتها الطبية. وهو ما دعاها إلى حث الجمهور، عبر حلقات برنامجها، على طلب المساعدة من المتخصصين للوصول إلى الطرق الأنسب التي تعينهم على تحقيق التوازن والوصول إلى بر الأمان.
من جهته، أكد د. كريم إسماعيل دور البودكاست كوسيلة مناسبة تمنحه الوقت الكافي لتوصيل رسائله، على عكس المنصات السريعة التي يبحث من خلالها صُنّاع المحتوى عن الانتشار وتحقيق أعلى نسب المشاهدة، مشيراً إلى أهمية التواصل بين صانع المحتوى والجمهور حتى يتمكن من معرفة ردود الفعل حول ما طرحه من موضوعات، وهو ما يساعده مستقبلاً على تطوير محتواه بشكل أسرع.
وحول اختيار موضوعاته، أكد إسماعيل أنه يفضل القراءة في موضوعات كثيرة، ومن ثم دراسة موضوع محدد وطرحه على الجمهور من مختلف أبعاده، لافتاً إلى أن البعض يبحث عن الموضوعات الرائجة ليكون جزءاً من "الترند"، لكنه يفضل طرح القضايا التي تقدم قيمة مضافة وتفيد الناس في حياتهم اليومية على الانتشار السريع وتحقيق نسب مشاهدة عالية.
أما ميس محمد، فأشارت إلى اهتمام الجمهور بالقضايا النفسية على منصات التواصل الاجتماعي وبرامج البودكاست، معتبرة أن هذه القضايا كانت لفترة طويلة من القضايا الحساسة في العالم العربي، لكن الصورة بدأت تتغير مع ارتفاع الوعي الصحي بشكل عام والتوعية المستمرة بالصحة النفسية.
ولفتت ميس إلى حرصها على طرح قضايا نفسية توعوية عامة يمكن للجميع الاستفادة منها، موضحة أن التطبيق يبقى رهين الخطوات المناسبة التي يتخذها الفرد لمساعدة نفسه، بينما هناك حالات معقدة لا يمكنها الاستفادة من محتواها، إذ تحتاج إلى طبيب نفسي متخصص لوضع بروتوكول العلاج المناسب.