الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز 01 اكتوبر 2025ء) ضمن أعمال مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي تنظمه وزارة الثقافة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، أقيمت اليوم، ندوة بعنوان "الثقافة العالمية- النفوذ ورأس المال والقوة المرتبطة"، بمشاركة وكيل وزارة الثقافة للإستراتيجيات والسياسات الثقافية، البراء العوهلي، ووزير الثقافة الفرنسي الأسبق، رونو دونديو دو فابر، إلى جانب المدير التنفيذي لمؤسسة ألِف (ALIPH) فاليري فريلاند، ومؤسِّسة مبادرة GSG Impact جوفانا ميلاندري، فيما أدار الجلسة نيكولا بوريّو.
واستهل البراء العوهلي حديثه بتأكيد دور الثقافة في مواجهة التحديات والأزمات العالمية بوصفها مادة جامعة يمكن من خلالها توحيد الأطياف المختلفة ودفعها للتعاون، وإعادة بناء الثقة بين مختلف المجتمعات والأمم، مع تحفيزها للإبداع والابتكار والتوجه نحو المشروعات الريادية، لافتًا الانتباه إلى الأدوار الاقتصادية للثقافة، إذ تشير التقديرات إلى مساهمتها في نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم، وهو ما يعادل 2.3 تريليون دولار، إضافة لإسهامها في توفير ملايين الوظائف، معظمها للشباب.
وتحدث وزير الثقافة الفرنسي الأسبق رونو عن تجربته في تشجيع الاستثمار بالمشاريع الثقافية، التي يؤكد أنها ليست مجرد احتفاء بالثقافة والهوية، بل هي استثمار في النفوذ، وفي الجاذبية والتنمية الإقليمية، كما استعرض رونو تجربة إنشاء فرعين لمتحف اللوفر في شمال فرنسا، إضافة للعاصمة الإماراتية أبوظبي، لافتًا النظر إلى نجاح التجربة وإسهامها في فتح آفاق جديدة للحوار، وجذب الجمهور، وإيجاد آلاف الفرص الوظيفية.
وقبل أن ينتقل الحديث لفاليري فريلاند، الذي يدير مؤسسة تدعم أكثر من 550 مشروعًا في 54 بلدًا، إذ أشار إلى عملهم على حماية التراث الثقافي في مناطق النزاع، والتراث المتأثر بتغير المناخ في الدول الهشّة والأكثر ضعفًا، مشددًا على أهمية التركيز في هذا السياق على جوهر المبادرات الثقافية، ومحاولة تجنب الانخراط في الشأن السياسي لدى تلك الدول.
بينما تحدثت الإيطالية جوفانا ميلاندري عن العلاقة بين القطاعين العام والخاص فيما يتعلق بالاستثمار الثقافي، مؤكدةً أهمية تحديد أهداف تلك الشراكات منذ البداية، على ألا تقتصر على الجانب المالي والاقتصادي فحسب، بل تراعي الجوانب الاجتماعية والخيرية إلى جانب الاستثمار المادي في الثقافة.
يُذكر أن مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي تنظمه وزارة الثقافة خلال الفترة (29 – 30 سبتمبر) تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- يعكس المكانة المتنامية للقطاع الثقافي السعودي، وما يحمله من فرص استثمارية ومبادرات نوعية تعزز مرونة الصناعات الإبداعية واستدامتها.