مؤتمر الاستثمار الثقافي يستعرض الطموحات العالمية في الفنون والتراث

الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 01 اكتوبر 2025ء) شهد مؤتمر الاستثمار الثقافي، الذي تنظمه وزارة الثقافة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، مساء اليوم، جلسة حوارية بعنوان "ما هي الثقافة المهمة" آليات اتخاذ القرار في الاستثمار العام بالفنون والتراث"، شارك فيها كلٌّ من مديرة متحف "ويلد آند داونلاند" للعيش التراثي الدكتورة تيلي بلايث، ورئيس قسم الفنون والسينما والدراسات البصرية بجامعة هارفارد الأستاذ ديفيد جوزيليت، وأستاذة دراسات التراث في جامعة كلية لندن (UCL) والمؤسِّسة والمديرة لمنظمة تراث القرن الأفريقي، الدكتورة سعدة مير، ورئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في دار كريستيز للمزادات الدكتور رضا مؤمني، وعضو لجنة المتاحف (MOC) والرئيسة الفخرية لمتحف غوغنهايم وصانعة الأفلام وعضو مؤسسات GMSG وDMINTI جينيفر ستوكمان.

وتناول المشاركون في الجلسة عددًا من المحاور المتعلقة بتحديد القيمة الثقافية، وأثر القرارات الاستثمارية في الفنون والتراث على الهوية والانتماء والأولويات الوطنية، إضافة إلى دور المتاحف والمؤسسات الفنية في المواءمة بين الطموحات العالمية ومتطلبات المجتمعات المحلية.

وأكدت جينيفر ستوكمان بأن نجاح المؤسسات الثقافية يرتكز على قدرتها في تحقيق التوازن بين العروض العالمية واحتياجات المجتمع المحلي، مشيرةً إلى أن تجربة متحف غوغنهايم بلباو تمثّل نموذجًا عالميًّا في هذا المجال.

من جانبه أوضح الدكتور ديفيد جوسيليت أن منظومة الفن العالمية تشكّل نظامًا بيئيًّا متكاملاً، من خلال قرارات الفنانين والنقاد والأسواق والمتاحف التي تُسهم في صياغة القيمة الثقافية.

فيما شددت الدكتورة تيلي بلايث على أهمية التكامل بين المعرفة الفنية والعلمية في دعم القرارات الاستثمارية، لافتةً إلى أن الخيال يمثّل محركًا رئيسًا للابتكار الثقافي والعلمي.

وتحدث الدكتور رضا مومني عن التحديات المرتبطة بمصطلح "فن الشرق الأوسط"، مؤكدًا ضرورة إبراز التنوع الثقافي والثراء التاريخي للمنطقة بما يعكس هويتها الأصيلة.

وأبرزت الدكتورة سعدة مير، دور المجتمعات المحلية في الحفاظ على تراثها، مشيرةً إلى أن التقنية أسهمت في تمكين الشباب وتوثيق الموروث الثقافي بطرق حديثة تضمن استمراريته.

وفي ختام الجلسة أكد المشاركون أن تنويع مصادر التمويل وزيادة مشاركة المجتمعات والجهات المعنية يمثلان ركيزة أساسية لضمان استدامة الاستثمار الثقافي وتحقيق أثره التنموي.

يُذكر أن مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي أقيم على مدى يومين يأتي تجسيدًا لمكانة الثقافة المحورية في رؤية المملكة 2030، ودور وزارة الثقافة في تمكين الصناعات الإبداعية محليًّا ودوليًّا، بما يعكس التزام المملكة بتعزيز الحضور الثقافي رافدًا أساسيًّا للتنمية المستدامة والتواصل الحضاري.