صناع محتوى: فرص نمو كبيرة للبودكاست في المنطقة العربية

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 30 سبتمبر 2025ء) أكد إعلاميون وصُنّاع محتوى صوتي أن صناعة البودكاست أمامها فرص كبيرة للنمو في المنطقة العربية، وأنها ستكون منافساً قوياً للإعلام التقليدي خلال السنوات القادمة مع توفر المحتوى الجيد الهادف والاهتمام بالبنية التكنولوجية التي تتيح الوصول لقاعدة جماهيرية أكبر، خاصة أن حلقات البودكاست تتسم بأريحية التناول والحوار مع الضيوف ومتسع أكثر من الوقت مقارنة بالبرامج الإذاعية والتليفزيونية، لافتين إلى أن المحتوى هو العامل المشترك بين هاتين الوسيلتين الإعلاميتين (البودكاست والإعلام التقليدي).
جاء ذلك خلال جلسة حملت عنوان "صناعة البودكاست هل تسبق الشاشة؟"، التي عُقدت ضمن فعاليات "دبي بودفست 2025"، التجمع الأكبر لصُنّاع البودكاست في المنطقة العربية، الذي نظمه نادي دبي للصحافة بفندق ريتز كارلتون مركز دبي المالي العالمي، لمناقشة الموضوعات المتعلقة بمستقبل البودكاست والسبل الكفيلة بتنمية هذا القطاع الإعلامي الذي بات يستقطب اهتمام شريحة كبيرة من المتابعين عربياً وعالمياً.
تناولت الجلسة ثنائية البودكاست والإعلام التقليدي (إذاعة وتليفزيون) وأيهما يسبق الآخر، وتحدث فيها كل من الإعلامي مالك مكتبي مقدم بودكاست "احكي مالك"، والمخرج معتز التوني، مقدم بودكاست "فضفضة أوي"، والإعلامي محمد الحمادي، مقدم بودكاست "المحطة م"، وأدارت الجلسة الصحفية نور الحصني، مقدمة بودكاست "إضاءات"، وتناولت تجارب هؤلاء الإعلاميين والمذيعين الذين انتقلوا من المنصات التقليدية إلى فضاء البودكاست، وكيف غيّر هذا الانتقال أسلوبهم في صناعة المحتوى والتواصل مع الجمهور، وتوسيع فرص الإبداع والتأثير.
وقال الكاتب والإعلامي محمد الحمادي إننا اليوم في بداية مرحلة من الإعلام الجديد والمجال مفتوح لينمو هذا القطاع من حيث جهور المتابعين لأنه من أقوى أشكال الإعلام التي يمكن للإعلامي من خلالها إيصال رسالته بتأثير أقوى، طالما كان المحتوى هادفاً ومسؤولاً، مشيراً إلى تميز البودكاست بأريحية التناول والحوار مع الضيف واتساع مساحة النقاش عن الوقت المحدد المخصص للبرامج التي تقدم عبر وسائل الإعلام التقليدي، وإن كانت طبيعة ومصداقية المحتوى وطريقة التقديم هي التي تحدد عدد المتابعين.
وأشار إلى أن أمام البودكاست فرصا كبيرة للنمو مع توفر هذه العوامل، معتبراً أنه المستقبل في قطاع الإعلام، مشيداً بمبادرة نادي دبي للصحافة بتنظيم هذا المنتدى السنوي ورعايته للموهوبين الطامحين للنجاح وتوفيره فرص تدريبية لهم، وقال "نحن حالياً في تجمع لصناعة جديدة في العالم العربي"، مضيفاً أن البودكاست سيكون منافساً قوياً للإعلام التقليدي، حيث ينمو بسرعة في جذب الجمهور، ما يحتم على الإعلام التقليدي إعادة النظر في المحتوى وطريقة التقديم.
واتفق مع هذا الرأي المخرج والممثل معتز التوني الذي أكد على تميز البودكاست كوسيلة إعلامية باتساع مساحة الوقت وأريحية التناول والمقابلات التي يتم إجراؤها مع الضيوف، خاصة إذا كان صانع المحتوى الصوتي يقدم حلقات وموضوعات في تخصصه وإذا كان لديه المعرفة والدراية بالمجال. وقال إنه بعد تقديم 3 حلقات من بودكاست "فضفضة أوي" وجد نفسه أكثر حضوراً ونجاحاً مما كان يقدمه في التليفزيون، كما ازداد عدد متابعيه، مؤكداً أن المصداقية والتلقائية في التقديم والتناول كانت من أكثر عوامل النجاح.
بينما رأي مالك مكتبي أن الانتقال من الشاشة إلى البودكاست كان انتقالاً طبيعياً ومكملاً لما كان يقدمه على شاشة التليفزيون لسنوات، وقال إن ما ساعد على نجاحه في البودكاست الخبرة التراكمية والمصداقية والاجتهاد في تقديم محتوى جيد وقريب إلى الجمهور، مشدداً على أهمية تقديم المحتوى الجيد الملهم للجمهور.
وحول مساحة الحرية في التناول اتفق الإعلاميون الثلاثة على أن وعي مقدم البودكاست وإدراكه للمحتوى والموضوعات التي يطرحها على الضيف هي التي تحدد هذه المسؤولية بعيداً عن الإثارة والتضليل، مؤكدين أن الجمهور قادر على التمييز بين الغث والثمين، وأن ما يستمر هو المحتوى وما يسبقه من إعداد جيد.
وأكد مالك مكتبي أن الإعداد والمحتوى الجيد هو القاسم المشترك بين البرامج التي تقدم من خلال الإعلام التقليدي وحلقات البودكاست مع اختلاف طريقة التناول، حيث يتسم البودكاست بأريحية أكثر في التعمّق في شخصية الضيف، والوقت المتاح لتقديم الحلقة خاصة إذا كان موضوعها وطريقة تناوله ملهمين، بغض النظر عن اسم الضيف.
وحدد محمد الحمادي 4 عوامل لنمو ونجاح صناعة البودكاست واتساع نطاق انتشاره في المنطقة العربية، هي: المحتوى الجيد الهادف الجذاب، وتوفر البنية التحتية التكنولوجية لتمكين قطاع أكثر من الجمهور من الوصول إليه، ورقي مستوى الحوار ، وأخيراً الاستثمار في هذه الصناعة.
وعن مستقبل صناعة البودكاست وما إذا كانت بديلة عن الإعلام التقليدي، قال معتز التوني إنه مكمل للإعلام التقليدي بطريقة مختلفة، وقال مالك مكتبي إن المستقبل للمحتوى الجيد سواء كان الإعلام التقليدي أو البودكاست.