دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز 30 سبتمبر 2025ء) استضاف "دبي بودفست " في دورته الخامسة 4 من مقدمي البودكاست الجنائي في جلسة نقاشية تناولت واحداً من أصعب أنواع البودكاست، لما يتطلبه من دراية ووعي واحترافية في التناول والتقديم.
عُقدت الجلسة تحت عنوان "البودكاست الجنائي بين التحقيق والسرد"، وشارك فيها كل من د. محمد البيز، مقدم بودكاست "جناية"، وديانا إبراهيم، مقدمة بودكاست "جرائم وغموض"، ومروة حجازي مقدمة بودكاست "هو فيه إيه يا جماعة"، وبشاير المطيري، مقدمة بودكاست "راوية الجريمة"، وأدار النقاش حكمت وهبي، مقدم بودكاست "حكمت وهبي".
وتناولت الجلسة دور الغموض والتشويق كعناصر جذب للجمهور، وانتشار هذه النوعية من البودكاست سواء عربياً أو عالمياً، ودورها ما بين التوعية والترفيه، ومتطلبات التميز فيها.
في البداية استعرضت بشاير المطيري العوامل التي جعلت هذا النوع من البودكاست أكثر انتشاراً بين الجمهور، أولها الفضول في معرفة سير التحقيقات وطبيعة الشخصيات والقصص الإنسانية ودوافع ارتكاب الجرائم، وثانيها طبيعة البودكاست نفسه كمنصة سردية تعتمد على السرد الصوتي الذي يمكن متابعته والاستماع إليه خلال قيادة السيارة وممارسة الرياضة وأداء المهام المنزلية، دون الحاجة لتفرغ بصري، وثالثاً المؤثرات الصوتية والموسيقية، أما رابع هذه العوامل فهو حب الناس للعدالة وبحثهم عنها، ما يخلق رغبة في متابعة سير الأحداث بالبودكاست الجنائي، وقالت إن المرأة أكثر متابعة من الرجل لهذا النوع من البودكاست لأنها تطمح للأمان والعدل في المجتمع.
وقالت مروة حجازي إن البودكاست الجنائي آخذ في الانتشار والتطور في العالم العربي بعد أن شهد انتشاراً واسعاً في الخارج، ولدينا نماذج عربية ناجحة مع وجود تحديات تتعلق بتقصي الحقائق.
وعما إذا كان البودكاست الجنائي وسيلة ترفيهية أم توعوية، قالت ديانا إبراهيم إن الأمر يعتمد على الشخص الذي يقدم البودكاست ويسرد القصة وقدرته على جذب المستمع من خلال الصوت والمؤثرات الصوتية وتناول التفاصيل ومدى نجاحه في تقديم رسائل معينة للمتابعين، وقال د. محمد البيز إن الصحافة الاستقصائية قطعت أشواطاً في الغرب أكثر منها في العالم العربي الذي لديه تجارب محدودة لكنها استطاعت أن تحدث فارقاً.
وعن كيفية المحافظة على المصداقية في البودكاست الجنائي مع توفر عامل الجاذبية والتشويق، قالت بشاير المطيري إن تحقيق التوازن بين "الحبكة السردية" بغرض التشويق، والحفاظ على المصداقية يمثل تحدياً كبيراً للإعلامي وقدرته على تقديم بودكاست جذاب دون أن يُخِل بالمصداقية والحفاظ على الحقائق واحترام معاناة الضحايا وذويهم وعدم المتاجرة بها بغرض الإثارة، مؤكدة على أهمية اكتساب ثقة الجمهور من خلال مصداقية التناول وتقديم الشخصيات بما لها وما عليها، ما يضمن الاستمرارية والنجاح.
واتفق د. محمد البيز مع هذا الرأي بتأكيده على تحقيق التوازن بين السرد القصصي والالتزام بالحقائق، مع التسليم باختلاف البيئة التي يجري فيها التحقيق في القضايا الجنائية وبيئة تقديم البودكاست وما تحتاج من عناصر التشويق للجمهور. كما أكدت ذلك مروة حجازي بقولها إن البودكاست الجنائي يحتاج لجانب التشويق والمؤثرات الصوتية والموسيقية وقت الضرورة. وأضافت "هناك خط رفيع للغاية بين جذب الجمهور وتقديم الحقائق بناءً على معلومات مؤكدة مع مراعاة مشاعر الضحايا وأصحاب القضايا التي يتم تناولها".