اثينا (پاکستان پوائنٹ نیوز 14 أغسطس 2025ء) لا تزال ألسنة لهب الحرائق تتطاير في مناطق واسعة من اليونان والبرتغال وإسبانيا مع استمرار الجهود لإخمادها، بينما تحسّن الوضع في فرنسا وإيطاليا، بعدما دُمّرت عشرات آلاف الهكتارات في الأيام الأخيرة في جنوب أوروبا.
وتُسهم الحرائق التي أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص -اثنين في إسبانيا وشخص في مونتينيغرو وآخر في ألبانيا- في تأجيج موجة حرّ قاسية يصاحبها جفاف شديد، فيما يعده خبراء يعملون مع الأمم المتحدة من تبعات التغير المناخي.
في اليونان، أوضح عناصر الإطفاء صعوبة الوضع اليوم، جراء هبوب رياح عنيفة أثناء مكافحتهم 23 حريقًا، أحدها على مشارف باتراس ثالث أكبر مدن البلاد.
وفي إشارة إلى الحرائق التي تمّت السيطرة على معظمها، اندلع أمس 82 حريقًا، وهو عدد كبير للغاية، اقترن برياح قوية وجفاف ودرجات حرارة مرتفعة، الأمر الذي رفع من مستوى صعوبة إطفائها.
وكانت اليونان طلبت مساعدة من الاتحاد الأوروبي لمكافحة أكثر من 100 حريق غابات تؤججها الرياح القوية والجفاف، في حين أتت النيران على أكثر من 20 ألف هكتار منذ يونيو.
واندلعت أخطر تلك الحرائق في جزيرة زاكينثوس السياحية الشهيرة، وفي أجزاء من غرب اليونان بينها منطقة أخيا في البيلوبونيز، وأُخليت قرابة 20 قرية، وفق مسؤولي الإطفاء.
وفي هذه الأثناء، اندلعت خمسة حرائق كبيرة في شمال ووسط البرتغال، ويشارك أكثر من 1800 عنصر إطفاء في احتواء الحرائق مدعومين بوسائل جوية، وشارك السكان في ري الأراضي المحيطة بمنازلهم على أمل إبطاء انتشار النيران.
وفي إسبانيا، يكافح رجال الإطفاء 14 حريقًا، معظمها في الشمال، وبدا أن الوضع يتحسن اليوم بفضل زيادة الرطوبة وبعض الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، إذ قالت المديرة العامة لوكالة الحماية المدنية فيريجينيا باركونيس للتلفزيون الرسمي:" الطقس سيكون في صالحنا لعدّة ساعات"، في حين أُجلي نحو 6000 شخص من 26 بلدة في منطقة قشتالة وليون شمال غرب إسبانيا.
ومنذ بداية هذا العام، شهدت البلاد 199 حريقًا دمّرت 99 ألف هكتار، أي ضعف عدد الهكتارات التي دُمرت العام الماضي، ولكن أقل بثلاث مرات من العام 2022 الذي يُعّد الأسوأ على الإطلاق.
وفي جنوب فرنسا، لا يزال التأهّب في أعلى مستوياته لمنع تجدد الحريق الهائل الذي أتى على 16 ألف هكتار قبل أن تسيطر عليه الأحد في مقاطعة أود، وكذلك أٌُُطلقت تنبيهات باللون الأحمر من موجة حر في الجزء الأوسط الشرقي من البلاد، وكانت الحال في إيطاليا والبرتغال واليونان وإسبانيا ومنطقة البلقان.
وفي إيطاليا، تحسّن الوضع بشكل كبير، وتمّت السيطرة في غضون خمسة أيام على حرائق على سفوح بركان فيزوف وصلت سحب دخانها إلى نابولي في الجنوب.
وتتسبب الحرائق في خسائر مادية وبشرية وأضرار على البيئة الطبيعية واضطرابات بالمناخ، إذ تبذل الحكومات والسكان كل الجهود الممكنة للحد من تلك الأضرار.