جميلة .. طفلة في مواجهة "وحشية" الحوثي

جميلة .. طفلة في مواجهة

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 23 مايو 2018ء) تبرأ قيادي حوثي من أبوته وإنسانيته، واختار لابنته ذات الـ4 سنوات التحول إلى درع بشري يحميه وترساً يستقبل الرصاصة بدلاً عنه.

وجدت "جميلة" نفسها شريكة في عملية عسكرية - تهريب أسلحة - بأوامر من والدها، لتجد نفسها مجبرة على اعتياد رائحة البارود وصوت الانفجار ومناظر الدبابات.

ولولا العناية الإلهية التي قادت جميلة إلى قوات التحالف العربي التي سلمتها بدورها إلى السلطات الشرعية اليمنية، لكانت جميلة اليوم ضحية جديدة من ضحايا الإجرام الحوثي الذي لم تتوان منذ بداية الانقلاب على الشرعية في اغتيال براءة الأطفال واستخدامهم في الحروب كدروع بشرية.

وكانت قوات التحالف العربي في اليمن قد رصدت خلال المعارك الدائرة بين قوات الجيش الوطني اليمني ومسلحي الحوثي بمحافظة صعدة شمالي اليمن على طفلة تدعى "جميلة" وتبلغ من العمر 4 سنوات، والتي اتضح أنه تم إلباسها ملابس أولاد والزج بها في ميدان المعركة في إحدى المركبات لغرض استخدامها كدرع بشري لمعرفة ميليشيا الحوثي بقواعد الاشتباك وخاصة ما يتعلق بحماية الأطفال والتي تطبقها قوات التحالف.

وجاءت الحادثة لتعيد تسليط الضوء على التاريخ الإجرامي الحافل للمليشيات الحوثية بحق الأطفال عبر تجنيدهم قسرا والزج بهم في جبهات القتال لاتخاذهم كدروع بشرية ووقودا لحربها التي تستهدف خطف اليمن من محيطه العربي ووضعه في خدمة المشاريع التوسعية الإيرانية في المنطقة.

وتؤكد التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية أن المليشيات الحوثية دأبت منذ انقلابها على السلطات الشرعية في اليمن على إتباع سياستها الإجرامية بحق الأطفال واتخاذهم كدروع بشرية في الأعمال القتالية.

ووثقت الأمم المتحدة 1702 حالة تجنيد للأطفال منذ مارس 2015 ولغاية أغسطس 2017 في صفوف القوات الانقلابية الحوثية على الرغم من أن الحد الأدنى لسن الخدمة العسكرية في اليمن هو 18 سنة.

ويكاد لا يمر وقت طويل حتى تظهر إلى العلن حقائق ومعطيات صادمة عن عمليات تجنيد جماعية للأطفال على يد ميليشيات الحوثي الانقلابية، وفي هذا السياق تأتي الحادثة الشهيرة في شهر ديسمبر 2016 التي قام الحوثيون خلالها بتجنيد أكثر من 450 طفلا بعضهم لم يتجاوز 13 عاما من أبناء محافظة المحويت غرب صنعاء إجباريا، وأرسلوهم إلى جبهات القتال رغم ممانعة أهاليهم.

وجاء تجنيد الأطفال في تلك الحادثة عبر عملية اختطاف موصوفة نفذها في ذلك الوقت أمين عام المجلس المحلي بمديرية ملحان محمد يحيى عبده الموالي للحوثيين، والذي دعا نحو 50 طفلا لحضور دورة ثقافية ليقوم بعدها باعتقالهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.

وفي نوفمبر الماضي كشفت مصادر قبلية قيام المليشيات الحوثية باستدراج مئات الأطفال من قرى ومديريات جنوب العاصمة صنعاء واقتيادهم إلى معسكرات التدريب للزج بهم في المعارك وتعويض النقص الكبير بالمقاتلين الذي لحق بهم بعد الضربات القاصمة التي وجهتها لهم قوى المقاومة اليمنية الوطنية بإسناد من قوات التحالف العربي.

ويعكف الحوثيين على استغلال الأطفال واستدراجهم تارة تحت ستار الشعارات الدينية، وتارة أخرى عبر المال مستغلين الأوضاع المعيشية الصعبة للشعب اليمني، حيث يتم نقل هؤلاء الفتية المغرر بهم أو المختطفين قسرا على معسكرات التدريب التي تنتشر في العديد من المحافظات اليمنية وأشهرها تلك التي أقيمت في محافظات صعدة وعمران وحجة.

وبحسب مصادر حقوقية يمنية فإن عدد الأطفال اليمنيين الذين تم تجنيدهم قسرا من قبل المليشيات الحوثية الإيرانية والقوات الانقلابية بلغ 10 آلاف طفل تم الزج بهم في معارك ضد الحكومة الشرعية واستخدموهم كدروع بشرية.

وبدأت الأصوات الدولية تتعالى بشكل ملحوظ ضد الأعمال الإجرامية والانتهاكات الحوثية بحق الأطفال، حيث حذرت العديد من التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية من مغبة تجنيد الأطفال واستخدامهم وقوداً للنزاعات والحروب.