بمشاركة 27 دولة.. انطلاق أعمال الدورة الـ 27 لهيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى

بمشاركة 27 دولة.. انطلاق أعمال الدورة الـ 27 لهيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى

جدة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 29 سبتمبر 2025ء) انطلقت في جدة, اليوم، أعمال الدورة الـ 27 لهيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى، التي تستضيفها المملكة بتنسيق مشترك بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو), والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، بحضور الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر المهندس صالح العيادة، ومدير برنامج التعاون الفني بمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة نزار حداد، وممثلي الدول المشاركة.

وبدأت أعمال الدورة بكلمة افتتاحية للمهندس صالح العيادة, أكد خلالها أن التقديرات تشير إلى أن مساحة الغابات في إقليمنا تتجاوز (42) مليون هكتار، فيما تمتد المراعي الطبيعية على ما يزيد عن (303) ملايين هكتار، يعتمد عليها ملايين السكان في سبل العيش وحماية التنوع الحيوي, مضيفًا أنه رغم ذلك، فإن هذه الموارد تواجه تحديات كبيرة نتيجة التغير المناخي والتصحر وتدهور الأراضي، وتصل نسبة الأراضي المتدهورة عالميًا إلى (40%)، وهذا يؤثر على حوالي (3.2) مليارات من سكان العالم, ومتوقع أن ينتج عنه زيادة في أسعار الغذاء بنسبة (30%)، والتأثير على (75%) من المياه العذبة، وتهديد أكثر من (50%) من التنوع الأحيائي بسبب فقد موائلها, وكذلك زيادة (24%) من انبعاثات الكربون بسبب إزالة الغطاء النباتي.

وبيَّن أن المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي وتعزيز حفظ الموائل الأرضية التي أُطلقت من خلال ترأس المملكة لاجتماعات مجموعة العشرين عام 2020؛ تهدف إلى تخفيض هذا التدهور إلى (50%) بحلول عام 2040، عليه تعمل المملكة على تعزيز الغطاء النباتي وحماية مواردها الطبيعية، إذ تحتضن ما يقارب (2.7) مليون هكتار من الغابات, وأكثر من (146) مليون هكتار من المراعي.

وأشار المهندس صالح العيادة إلى أن المملكة أطلقت كذلك مبادرات طموحة مثل: السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر؛ التي تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة، بما يعادل تأهيل (40) مليون هكتار، و(50) مليار شجرة في المنطقة، مؤكدًا أنه تحقق بالفعل زراعة أكثر من (151) مليون شجرة حتى الآن ضمن البرنامج الوطني للتشجير بالتعاون مع مختلف القطاعات، وتم تأهيل أكثر من (505) آلاف هكتار من الأراضي المتدهورة.

وعَـدّ الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، انعقاد هذه الدورة بالفرصة الثمينة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون، وبناء إستراتيجيات عملية تسهم في الإدارة المستدامة لمواردنا الطبيعية، متطلعًا من خلال هذه الاجتماعات إلى صياغة توصيات فاعلة تحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة في دول الإقليم.

وتناقش الدورة على مدى ثلاثة أيام عددًا من الموضوعات المحورية من بينها: الأساليب المتطورة والحلول المتكاملة التي يمكنها إطلاق العنان للإمكانات الكاملة للغابات والمراعي في مواجهة تأثيرات تغير المناخ، وتعزيز النظم الغذائية المرتبطة بهما، إلى جانب دعم التنمية الريفية الشاملة والمستدامة، وبحث التكامل بين قطاع الغابات والقطاعات الأخرى كالزراعة الحرجية، ووضع أطر عمل متكاملة لاستعادة الأراضي والنظم الإيكولوجية المتدهورة، وتقديم الحلول الفعالة لمواجهة الجفاف والتصحر، مع التركيز بشكلٍ خاص على ظاهرتي حرائق الغابات والأنواع الغازية، وستُسلّط المناقشات الضوء على مبادرة المدن الخضراء وزراعة الأشجار في مكافحة العواصف الرملية والترابية، والتحول التكنولوجي، وتطبيق الذكاء الاصطناعي لدعم أنظمة الأراضي القادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ.

يُذكر أن المركز يعمل على تنمية مواقع الغطاء النباتي وحمايتها والرقابة عليها وتأهيل المتدهور منها حول المملكة، والكشف عن التعديات عليه، ومكافحة الاحتطاب، والإشراف على أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، مما يعزز التنمية المستدامة، ويسهم في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.