كانبيرا (پاکستان پوائنٹ نیوز 09 اكتوبر 2025ء) منذ أن سكن الإنسان الأرض يسعى إلى توثيق حياته التي يعشيها في كل عصر لتصبح يومًا ما تراثًا يروي قصته، وما يؤكد ذلك اكتشاف فريق بحثي أسترالي لمجموعة من النقوش الصخرية القديمة النادرة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، يُقدَّر عمر بعضها بأكثر من 12 ألف عام، مما يجعلها من أقدم الفنون المعروفة في العالم.
وحدث الاكتشاف من قبل فريق بحثي أسترالي-ألماني بإشراف جامعة أستراليا الغربية وجامعة فرايبورغ الألمانية، وبالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وذلك في منطقة كيمبرلي الواقعة ضمن ولاية أستراليا الغربية في أقصى شمال غرب البلاد، والتي تُعد من أكثر المناطق وعورة وبدائية في أستراليا.
ويُضاف هذا الاكتشاف إلى سلسلة المواقع الأثرية المعروفة بفن وانجينا (Wandjina) وغيون غيون (Gwion Gwion) اللذين يجسّدان معتقدات الأسلاف لدى المجتمعات الأصلية في كيمبرلي، ويعكسان عمق الموروث الثقافي والروحي للسكان الأوائل في القارة الأسترالية.
وأوضح خبير الآثار الأسترالي البروفيسور بيتر فيغرز من جامعة أستراليا الغربية أن النقوش المكتشفة تُعد من أندر الشواهد التي وصلتنا من عصور ما قبل التاريخ، إذ تُجسّد أولى محاولات الإنسان لتصوير عالمه الروحي والطبيعي قبل آلاف السنين.
وبيّن أن الرسوم تُظهر مشاهد ورموزًا متكررة تعبّر عن علاقة الإنسان بالبيئة والمناخ والمعتقدات القديمة، وتكشف جانبًا جديدًا من تطور الإدراك الفني والرمزي لدى المجتمعات البشرية الأولى.
وأضاف أن هذا الاكتشاف لا يثري فقط فهمنا للتاريخ الأسترالي، بل يعيد صياغة تصوّرنا عن بدايات الإبداع الإنساني على مستوى العالم.
ويُجري الفريق البحثي حاليًا أعمال توثيق وتحليل علمي للموقع استعدادًا لتقديمه إلى منظمة اليونسكو لاعتماده ضمن قائمة التراث العالمي، لما يمثله من قيمة أثرية وثقافية استثنائية في تاريخ الحضارات الإنسانية القديمة.
