الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز 01 اكتوبر 2025ء) ضمن أعمال مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي تنظمه وزارة الثقافة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، أقيمت مساء اليوم، جلسة حوارية بعنوان "الضيافة الغامرة - حيث الثقافة تصنع القيمة"، بمشاركة كلٍّ من الرئيس التنفيذي لشركة الحِرف السعودية إبراهيم الناصر، والرئيس التنفيذي لشركة فنادق شدا ريم قراش، ووكيل وزارة الثقافة للشراكات الوطنية وتنمية القدرات نهى قطان.
في مستهل الجلسة أوضح الرئيس التنفيذي لشركة الحِرف السعودية إبراهيم الناصر، أن القطاعين الثقافي والسياحي يُعدان من أسرع القطاعات نموًّا على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية استقبلت خلال العام الماضي ما يقارب 6.5 ملايين زائر عبر المواقع التراثية، مع تحقيق نمو بنسبة 60% في الفنادق التراثية خلال عام واحد.
وأكد أن زيادة المنتجات الحِرفية يعتمد على كيفية تنظيمها ودمجها في قطاع الضيافة، سواء عبر تصميم الفنادق أو تجارب النزلاء، أو من خلال منافذ البيع بالتجزئة، مشددًا على أن مراجعة الأداء المالي في هذا القطاع تتركز على ثلاثة عناصر رئيسة، تتمثل في زيادة الإنفاق لكل ضيف، وإطالة فترات الإقامة، ورفع إيرادات متاجر التجزئة.
وبيّن الناصر أن المنتجات الحِرفية لم تعد مجرد إبداع فني، بل تحولت إلى قيمة مضافة للقطاع الفندقي، تُسهم في تعزيز الحجوزات وتكرار الزيارات، وتُقدم فرصة لإضافة مجالات جديدة للأعمال والدخل المستدام للفنادق والحِرفيين على حد سواء.
وأضاف: "سجلت الشركة الحِرفية السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري تعاونًا مع أكثر من 600 حِرفي، وهو ما أسهم في زيادة منتجاتها من 200 إلى أكثر من 900 منتج خلال ثلاثة أشهر فقط، مما أتاح لها بناء شراكات واسعة مع جهات حكومية، وشركات خاصة، ومنظمات غير حكومية".
وتابع: "نتطلع للعمل مع المستثمرين والحِرفيين لتحويل منتجاتهم الوطنية إلى عنصر محوري في قطاع الضيافة العالمية، خصوصًا أن المنظومة الثقافية اليوم تشهد بداية حقيقية لتفعيل القوة الناعمة للمملكة".
من جانبها، أعلنت قطان خلال مشاركتها في الجلسة عن إطلاق برنامج الثقافة في مرافق الضيافة بالشراكة مع وزارة السياحة، موضحة أن البرنامج يهدف إلى جعل العناصر الثقافية جزءًا أساسيًّا من تجربة الزائر في المملكة، ابتداءً من الإقامة الفندقية وما تتضمنه من عناصر عديدة تشمل الموسيقى والطهي والمنتجات الحِرفية، وصولاً إلى تصميم سياسات ومخططات وحوافز تضمن دمج الثقافة بشكل متكامل في جميع مراحل رحلة الزائر.
وأكدت أن البرنامج لا يقتصر على الجانب الشكلي، بل يسعى إلى دمج المحتوى الثقافي بصورة عميقة في مختلف تفاصيل قطاع الضيافة، بما يعكس ثراء المكونات الثقافية الوطنية، ويجعلها عنصرًا محوريًّا في تجربة السائح.
وتناولت قراش جانب التحديات المالية، محذرة من المخاطر التي قد تترتب على الإفراط في استخدام التراث في المشاريع السياحية والفندقية، مشيرة إلى أنها اطلعت بنفسها على بعض التجارب المحلية التي عانت من هذه الإشكالية؛ مما يُبرز الحاجة إلى التوازن بين إبراز التراث واستدامة قيمته الاقتصادية والثقافية.
يُذكر أن مؤتمر الاستثمار الثقافي يأتي لتأكيد المكانة المحورية للثقافة في رؤية المملكة 2030، ودور وزارة الثقافة في تمكين الصناعات الإبداعية محليًّا ودوليًّا، بما يعكس التزام المملكة بتعزيز مكانة الثقافة رافدًا أساسيًّا للتنمية المستدامة والتواصل الحضاري.