الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز 01 اكتوبر 2025ء) خرج اليوم الثاني من مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي نظّمته وزارة الثقافة بمركز الملك فهد الثقافي تحت شعار "من ثقافتنا نبني اقتصادنا"، بتوقيع عدة اتفاقياتٍ بين المنظومة الثقافية ومجموعة من المؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، وغير الربحي، إضافةً إلى إعلاناتٍ ثقافيّةٍ تضمّنت فرصًا استثمارية، وإنشاء مقراتٍ، وتأسيس تحالفٍ، وإطلاق أسطول نقلٍ نوعي للأعمال الفنية، مما يعكس حجم الاستثمارات الكبيرة في القطاع الثقافي، والفرص النوعيّة التي يُقدمها.
وجاءت الاتفاقية الأولى بين وزارة الثقافة وجمعية مجتمع الشباب؛ لتعزيز التعاون في مجالات دعم وتمكين الشباب والإبداع وريادة الأعمال الثقافية عبر برامج تدريبيةٍ، وهاكاثوناتٍ ثقافيّة، وورش عملٍ بما يسهم في تشجيع الأفكار الإبداعية وتطويرها، إلى جانب تبادل الخبرات والمعارف لتعظيم الأثر.
من جانبها وقعت هيئة الأدب والنشر والترجمة ثلاث اتفاقياتٍ مع شركاء بالقطاع الخاص لدعم فعاليات الهيئة، وهي: ذا شيفز، والمطار، وتاكت؛ لتعزيز تجربة الزوار وتوفير بيئةٍ ثقافيّة متكاملة عبر رعاية معارض الكتاب، وملتقى الترجمة، ومهرجان الكُتّاب والقراء في دورتها القادمة، وهي منصات ثقافيّة بارزة تجمع المهتمين من مختلف أنحاء العالم، وتُعزز ثقافة القراءة، وتدعم صناعة النشر.
ووقعت هيئة التراث -بدورها- اتفاقيةً مع غرفة الطائف للتعاون في دعم روّاد الأعمال في القطاع التراثي؛ لتعزيز التكامل بين الجهتين عبر تفعيل التعاون في إقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية، ودعم التوعية المجتمعية بأهمية التراث، وتقديم التسهيلات الممكنة لتمكين الحرفيين وأصحاب المشاريع الصغيرة من عرض منتجاتهم وممارسة نشاطهم في بيئة محفزة.
ومن جانبها، وقّعت هيئة الفنون البصرية مذكرةَ تفاهمٍ مع شركة فن جميل للتعاون المشترك في تطوير برامج فنية مبتكرة، وتعزز التواصل الثقافي، وتمكّن المواهب المحلية في هذا المجال الإبداعي لصناعةِ جيلٍ مبدع عبر توفير برامج تنموية، وفرص مهنية مستدامة، إضافة إلى التعاون في تطوير مبادراتٍ فنيّة، وتوفير مساحاتٍ عمل إبداعية للممارسين والفنيين، وتنظيم معارض وفعالياتٍ مشتركة. في حين وقع الصندوق الثقافي اتفاقيةَ تعاونٍ مع الشركة السعودية للقهوة -إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة-؛ لاستكشاف الفرص التمويلية والاستثمارية المُتاحة، وفرص تمكين قطاع القهوة السعودي؛ للارتقاء بإنتاج القهوة المحلي، وتعزيز وصوله وتصديره إلى الأسواق العالمية، ورفع قيمته الاقتصادية.
وبدورها، استعرضت هيئة الموسيقى خلال المؤتمر فرصةً استثماريّة للقطاع الخاص لتشغيل وتطوير المركز السعودي للموسيقى، وتشتمل على تشغيل وتطوير ثلاثة مراكز رئيسة للموسيقى في كل من الرياض، وجدة، والدمام، تمثل هذه المواقع ركائز إستراتيجية لتقديم برامج موسيقية متخصصة تُلبي احتياجات المواهب المحلية، وتواكب أفضل الممارسات العالمية.
ومن جانبه، وقع المعهد الملكي للفنون التقليدية "وِرث" مع عدة جهاتٍ بالقطاع العام، والخاص، لدعم قطاع الفنون التقليدية بمختلف مكوناته، إذ وقع اتفاقيةَ تعاونٍ مع شركة حِرف السعودية في عدةِ مجالاتٍ تشمل تطوير المتاجر الإلكترونية، وتمكين الحِرفيين وطلاب المعهد لعرض منتجاتهم، وتصميم وإنتاج الهدايا الملكية.
ووقع مذكرةَ تفاهمٍ مع هيئة تطوير الأحساء لتنمية القدرات البشرية في مجالات الفنون التقليدية، ودعم وتمكين القطاع الحرفي.
وأخرى مع نيوم للتعاون في تنمية القدرات الوطنية، وتطوير البرامج التعليمية والتدريبية، ودعم وتمكين القطاع الحرفي، وتنظيم الفعاليات والمعارض.
كما وقع "وِرث" عدةَ اتفاقياتٍ لتعزيز حضور الحِرف اليدوية في عددٍ من القطاعات تزامنًا مع مبادرة "عام الحِرف اليدوية 2025"، ومن بينها اتفاقية مع "رسيل"، وأخرى مع شركة "فلاورد"؛ لتعزيز حضورها بالمنتجات الإبداعية والهدايا، وأخرى مع مجموعة بوتيك لتنمية حضورها في مرافق الضيافة، ومثلها مع "رسلانية" لتعزيز حضورها في الضيافة الفاخرة.
ومع شركة عود العقارية لتعزيز حضورها في القطاع العقاري، وأخرى مع مصنع ارتقاء؛ لتوسيع حضورها في المنتجات والمجالات الصناعية ذات الطابع المحلي، ودعم وتمكين القطاع الحِرفي، وتنمية القدرات البشرية عبر مبادراتٍ إنتاجية وتدريبية مشتركة تُسهم في استدامة الحِرف وتعزيز حضورها في السوق، وتقديم حلولٍ مبتكرة في الطباعة والتغليف.
ووقع اتفاقيةَ تعاونٍ مع "سعودي إعمار" لدعم حضور الحِرف اليدوية في المنتجات الصناعية الوطنية، واتفاقيةً مع شركة السيف غاليري لتعزيز حضورها في الأسواق التجارية، وفتح قنوات بيعٍ جديدة للحرفين.
ومما وقعه المعهد اتفاقية تعاونٍ مع شركة عنوان القهوة لابتكار منتجاتٍ مستلهمة من الحرف اليدوية مثل تصميم الأكواب، وأدوات تقديم القهوة المزيّنة بنقوشٍ فنيّة تعكس الهوية الثقافية العريقة.
أما هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة فقد وقعت عدة اتفاقياتٍ استثمارية للقطاع الثقافي، من بينها مذكرة تفاهم مع مجموعة الأصول الثقافية لتطوير وإدارة وتشغيل مشاريع ثقافية نوعية عبر نماذج استثمارية مبتكرة، في خطوةٍ إستراتيجية نحو تطوير البُنية التحتية الثقافية بالمدينة.
وكذلك وقعت الهيئة مذكرةَ تفاهمٍ مع شركة جاهز لتمكين القطاع الثقافي في المدينة من الوصول إلى جمهورٍ أوسع عبر حلول جاهز الرقمية، ودعم المكتبات والمراكز الثقافية من خلال إدراجها في قائمة المتاجر المتاحة في تطبيق جاهز، وتوفير خدمات التوصيل للكتب والمصادر الثقافية.
ومن جانبه، وقع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" مذكرةَ تفاهمٍ مع جمعية السينما لتطوير صناعة الأفلام بالمملكة استمرارًا للتعاون المشترك بينهما في تطوير صناعة الأفلام والمشهد السينمائي، وتشمل تنظيم مهرجان أفلام السعودية الذي يقام في مركز إثراء بالظهران.
ووقع كذلك مذكرةَ تفاهمٍ مع شركة مطارات الدمام؛ لتفعيل مطار الملك فهد الدولي بتفعيلاتٍ فنيّة وثقافيّة عبر تنفيذ أنشطة مشتركة، وعرض أعمال فنية وتركيبات إبداعية داخل المطار، تثري تجربة المسافرين وتقدم لمسات ثقافية وفنية تعكس الهوية السعودية.
وشهد المؤتمر توقيع معهد مسك للفنون التابع لمؤسسة محمد بن سلمان غير الربحية عقدي رعايةٍ لمبادرة أسبوع مسك للفنون في نسخته التاسعة، أولها مع البنك السعودي الفرنسي، والثاني مع الشركة العربية للتعهدات الفنية.
في حين وقع وقف لغة القرآن بجامعة الملك عبدالعزيز اتفاقيةَ تعاونٍ إستراتيجية مع شركة "مهارات الأطفال" السعودية -إحدى الشركات المتأهلة في مسرعة ابتكارات اللغة العربية في مَجْمَع الملك سلمان العالمي للغة العربية-؛ لتطوير برامج تعليمية وتفاعلية موجهة للأطفال تُسهم في إثراء اللغة العربية.
وبدورها، وقعت شركة أعالي التكنولوجيا السعودية اتفاقية تأسيس تحالف عالمي جديد تحت اسم "دي إن إيه جيولوجيكال السعودية"، بمشاركة ثلاث شركات متخصصة هي: إم سي بي (M.C.P) الإيطالية، والشركتان الأمريكيتان (Green Mountain Minerals)، و(Green Mountain Minerals)؛ لاستقطاب مجموعاتٍ عالمية نادرة من الأحافير، ومن ذلك هياكل الديناصورات المتحجرة، والأحجار الكريمة، والمعادن الثمينة، تمهيدًا لإنشاء متحف للتاريخ الطبيعي في المملكة بمستوى عالميٍّ ينافس أهم المتاحف عالميًّا، وعلى مستوى الإعلانات التي شهدها المؤتمر، أعلنت وزارة الثقافة والصندوق الثقافي إصدار النسخة الأولى من تقرير "آفاق السوق الثقافي السعودي 2025: الرؤية، الأثر، والفرص"، وهو تقريرٌ اقتصادي شامل أعدّه الصندوق بالمواءمة مع الوزارة، وبالتعاون مع "أوكسفورد بزنس ريفيو"، ويقدم رؤيةً تحليلية معمقة للقطاع الثقافي في المملكة؛ لتمكين المستثمرين من اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة وتحليلات موثوقة، واستكشاف الفرص الاستثمارية والممكنات المتاحة في مختلف القطاعات الثقافية في المملكة. ويستعرض التقرير أبرز المؤشرات الاقتصادية للقطاع الثقافي محليًا ودوليًا، وتحليلًا للاتجاهات الاستثمارية، وتقييمًا للبنية التحتية والممكنات الحكومية، وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع الثقافي.
وأعلن معهد مسك للفنون عن إنشاء مقره الجديد على مساحةٍ تتجاوز (18) ألف متر مربع، وبتكلفةٍ تقارب (560) مليون ريال، ويضم المقر مبنيين؛ أحدهما مركزٌ تعليميّ مجهّز بمعامل وأستوديوهاتٍ، ومساحاتٍ للورش الفنية، والآخر للمعارض يضم صالات عرضٍ، ومكتبةٍ فنيّة؛ ليستوعب المقر أكثر من ألف فنانٍ سنويًّا، ويستقطب نحو (840) ألف زائر.
ويتيح المعهد مساحات استثمارية داخل مقره الذي يفتتح خلال عام 2026.
في الوقت ذاته عرض مَجْمَع الملك سلمان العالمي للغة العربية فرصةً استثماريّة لبناء وتشغيل ثلاثة معارضٍ رئيسة للغة العربية في مدن الرياض، وجدة، والدمام؛ لإشراك وتمكين القطاع الخاص في توفير بيئاتٍ تعليميّة وترفيهيّةٍ متكاملة تُسهم في نشر اللغة العربية، وتعزّز حضورها عالميًا.
ومن جانب آخر، أعلنت شركة كونستانتين عن استثمارٍ إستراتيجي في المملكة لتطوير خدمات نقل وحفظ الأعمال الفنيّة عبر إنشاء مستودعاتٍ متقدمة بتحكمٍ مناخي تضمن أعلى معايير الحفظ والسلامة، وإطلاق أول أسطولٍ سعودي من الشاحنات المتخصصة في نقل الأعمال الفنية مصمّمة ومجهّزة محليًّا بما يتوافق مع متطلبات هذا المجال الحساس.
وتعكس هذه الاتفاقيات والإعلانات التي شهدها مؤتمر الاستثمار الثقافي، حجمَ الفرص الاستثمارية التي يُقدمها القطاع الثقافي ضمن مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.