مشاركة فاعلة في ندوة "يونا" ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية حول "معايير الاستعمال اللغوي العربي في وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي"

جدة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 30 سبتمبر 2025ء) نظّم اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي "يونا"، بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، اليوم، ندوة افتراضية بعنوان "معايير الاستعمال اللغوي العربي في وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي"، بمشاركة واسعة من ممثلي وكالات الأنباء الأعضاء في دول المنظمة وعدد من الإعلاميين من مختلف الجهات.

وفي كلمته خلال الندوة، شدّد المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي محمد بن عبدربه اليامي، على أهمية معايير الاستعمال اللغوي في وكالات الأنباء وسبل ضبطها وتجويدها، مؤكدًا أن الاهتمام بهذا الموضوع يُعد جزءًا من العناية باللغة العربية التي تمثل ركنًا أساسيًا من أركان الهوية الإسلامية.

وأوضح أن ضبط معايير الاستعمال اللغوي في وكالات أنباء دول التعاون الإسلامي يُعد من القضايا الشائكة، بالنظر إلى التحديات الكبيرة المرتبطة بالتنوع اللغوي واللهجي، واختلاف السياسات اللغوية والتحريرية من دولة إلى أخرى، وضعف التواصل بين الدول الأعضاء حول المسائل ذات الصلة، لافتًا إلى حرص الاتحاد على الإسهام في معالجة هذه القضية من خلال رصد واقع اللغة العربية في وكالات أنباء الدول الأعضاء غير الناطقة بالعربية، وتوثيق القضايا المتعلقة بالاستعمال اللغوي والتحديات المرتبطة به وسبل التعامل معها.

من جانبه، أكد رئيس قطاع التخطيط والسياسة اللغوية بمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الدكتور محمود المحمود، أن عقد الندوة يأتي دعمًا للجهود المؤسسية الرامية للارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وترسيخًا لدور اللغة العربية في صياغة الخطاب الإعلامي، وضمانًا لجودته واتساقه ومهنيته.

وأبان أنه في ظل مشهد إعلامي تتسارع فيه التغيرات، وتزداد فيه التحديات، تبرز الحاجة الملحة إلى لغة عربية دقيقة، ومعايير موحدة تُضبط بها أدوات التعبير وتصاغ بها الرسائل، وتقاس من خلالها جودة الأداء، مشيرًا إلى أن اللغة الإعلامية ليست شأنًا لغويًا صرفًا، بل أداة للتأثير ومصدر للمصداقية، مُبديًا تطلعه إلى أن تكون هذه الندوة بداية لمسار علمي مشترك يرمي إلى تأصيل معايير لغوية في الصياغ الإعلامي.

وتناولت الجلسة الأولى، التي قدّمها المستشار الإعلامي في اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي الزبير الأنصاري، تحت عنوان "تحديات ضبط الاستعمال اللغوي في وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي"، أبرز التحديات التي تواجه الأداء اللغوي الإعلامي في وكالات الأنباء، مُسلطًا الضوء على الأخطاء الشائعة في أخبار وكالات الأنباء غير العربية بالدول الأعضاء، والسبل الكفيلة بتجاوزها في ظل بيئات إعلامية تتسم بالتعدد والتغير السريع.

وفي الجلسة الثانية، المخصصة لمناقشة "المعايير اللغوية لضبط الاستعمال الإعلامي وأثرها في تجويد الممارسات اللغوية في وكالات أنباء دول المنظمات الدولية"، استعرض مدير إدارة السياسات اللغوية في مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الدكتور خالد القوسي، أهم المعايير اللغوية لضبط الاستعمال الإعلامي ودورها في تجويد الممارسات اللغوية، متحدثًا عن ثنائية اللغة والإعلام والتحديات التي يفرضها الإعلام المعاصر.

وخلصت الندوة إلى عدد من التوصيات، أبرزها تعزيز وتبادل المحتوى العربي بين وكالات الأنباء في دول منظمة التعاون الإسلامي، والتعاون في إعداد دليل لغوي موحّد لوكالات الأنباء في الدول الأعضاء يتضمن قواعد ومعايير دقيقة لضبط الاستعمال اللغوي في النصوص الإعلامية، وبناء معجم موجز للمصطلحات الإعلامية والسياسية عبر إنشاء قاعدة بيانات مشتركة تُراجع دوريًا وتُتاح لجميع الوكالات، وتنفيذ دورات تدريبية دورية لتعزيز كفاءة العاملين في وكالات أنباء الدول الإسلامية، وإعداد حقيبة تدريبية موجهة للعاملين في وكالات الأنباء بالمنظمات الدولية تتناول مهارات وضبط الاستعمال اللغوي العربي في العمل الإعلامي الدولي، ووضع معايير لغوية واضحة لضبط الاستعمال اللغوي الإعلامي وتفعيلها، وقياس أثرها لدى وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي.