الإمارات هي الأكثر حماسا للتطبيع مع إسرائيل وزيارة هرتسوغ تأتي ضمن التصعيد الإقليمي-خبيران

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 31 كانون الثاني 2022ء) مصطفى بسيوني ونادر الشريف. اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة أن دولة الإمارات العربية هي الأكثر حماسا في المنطقة للتطبيع مع إسرائيل، وهو ما يفسر الزيارات المتبادلة بين البلدين، فيما وضع الباحث في مصري في العلاقات الدولية علاء فاروق، زيارة هرتسوغ للإمارات ضمن سياق التصعيد بين الإمارات وجماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن​​​.

وقام الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، أمس الأحد، بزيارة للإمارات هي الأولى من نوعها في ظل تصاعد المواجهة بين جماعة أنصار الله "الحوثيين" باليمن والتحالف العربي بقيادة السعودية، والذي يضم الإمارات، والتي تعرضت لهجمات صاروخية داخل أراضيها خلال الأيام الماضية.

واعتبر نافعة، في تصريحات حصرية لسبوتنيك، أن "زيارة رئيس إسرائيل للإمارات تأتي في أولا سياق المساعي الإسرائيلية الدائمة لتوسيع علاقاتها وتطبيعها في المنطقة وخاصة بين الدول العربية، وبالتالي تنتهز أي فرصة لإثبات أن مشكلة الدول العربية ليس القضية الفلسطينية، ولكن في الوقت نفسه إسرائيل تعتبر إيران عدوها الرئيسي، لذ فكلما تمددت علاقاتها قرب الحدود الإيرانية كلما حقق ذلك لها مصالح أكبر، وتحدثت إسرائيل بالطبع مرارا عن إصرارها على عدم تملك إيران لسلاح نووي واستعدادها لدخول حرب مع إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي".

وأضاف نافعة "زيارة رئيس إسرائيل للإمارات تأتي في هذا السياق، هناك رسالة لإيران، أن الإمارات أصبحت دولة حليفة لإسرائيل، وعندما تطلق صواريخ من اليمن على الإمارات خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي يصبح له دلالة معينة، وهو أن محور المقاومة الذي يضم سوريا وحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية، أصبح يضم الحوثيين أيضا، وبالتالي إسرائيل تقول إن هناك تحالفا تقوده إسرائيل في مقابل تحالف تقوده إيران، وإسرائيل مستعدة للعب هذا الدور".

وعن احتمال وجود تحالف عسكري مباشر بين الإمارات وإسرائيل، قال نافعة "يجب أن نلاحظ أن الإمارات هي الدول العربية الأكثر حماسا للتحالف مع إسرائيل، لذا ليس من المستبعد أن تذهب الإمارات في هذا التحالف لأبعد مدى ممكن، ولكن حكام الإمارات ليسوا أغبياء، هم يعرفون أن المشاعر العربية ضد تحالف من هذا النوع حتى الشعب الإماراتي لن يكون مرحبا بذلك، وهو ما يجب أن تأخذه دولة الإمارات في اعتبارها".

وأكد نافعة أنه "في كل الأحوال الإمارات بالفعل هي الدولة الأكثر حماسا في المنطقة للتعاون مع إسرائيل في كافة المجالات بما فيها برامج التجسس والزيارات من هذا النوع أصبح وارد، حتى أن بعض المشروعات المشتركة بين إسرائيل والإمارات قد تشكل ضررا لدول عربية أخرى مثل مصر".

من جانبه أوضح الباحث المصري في العلاقات الدولية علاء فاروق، في تصريحات حصرية لسبوتنيك، أن "زيارة رئيس دولة الاحتلال هرتسوغ إلى الإمارات الآن تحمل عدة رسائل من حيث التوقيت والتصريحات والمكان، فمن حيث التوقيت جاءت في خضم استهداف من قبل جماعة الحوثي المدعومة من إيران للعمق الإماراتي والمطارات والمؤسسات الحيوية في سابقة هي الأولى من نوعها. وكأن هرتسوغ يقول إن تل أبيب مع أبوظبي يدا بيد ورافضين عمليا لأي استهداف فهي رسالة أمنية".

وأشار فاروق إلى "التصريحات التي أطلقها الرئيس الإسرائيلي وبعض المعلومات التي كشفها وأهمها، أن تل أبيب عرضت بالفعل يوم 18 يناير الجاري دعما أمنيا ومخابراتيا للإمارات لمواجهة هجمات الطائرات المسيرة في أعقاب الهجوم الدامي الذي شنته جماعة الحوثي وهو ما يشير إلى أن دعما ما تم تقديمه لأبوظبي".

وتابع فاروق "أما بخصوص ضربات الحوثي الدقيقة فهي تحمل تغيرا وتطورا استراتيجيا من قبل الحوثيين في الحصول على نوعية تسليح بعينها وطائرات مسيرة يمكنها حتى الهروب من منصات الدفاع الإماراتية وبالنظر إلى تكلفة الصاروخ الباليستي وكذلك الطائرات بدون طيار نجد أن دعما ضخما تم تقديمه إلى جماعة الحوثي وأنه سيتم استخدام هؤلاء المسلحين في تصفية حسابات ربما دولية أو إقليمية مع منطقة الخليج وعلى رأسها دولة الإمارات أي تحول الأمر إلى حرب بالوكالة ووقوف قوى عالمية خلف الحوثي".

وأكد فاروق أن "السيناريوهات أغلبها ضبابي وأقل سيناريو تفاؤلي يمكن توقعه هو فرض هدنة بين التحالف العربي والحوثي ومن ثم البدء في تفاوض بحضور قوى دولية وإقليمية أو تواصل مباشر من قبل أبوظبي مع إيران من أجل منع مسلحيها من استهداف الإمارات".