خطأ بشري أدى لإطلاق الدفاع الجوي الإيراني صاروخين أسقطا الطائرة الأوكرانية - تقرير

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 12 يوليو 2020ء) كشف تقرير صادر عن هيئة الطيران المدني الإيرانية حول أسباب إسقاط الطائرة الأوكرانية المنكوبة في أوائل كانون الثاني/يناير الماضي، أن سقوط الطائرة ناجم عن خطأ بشري، إذ اعتقد الدفاع الجوي المتمركز بالقرب من مطار الإمام الخميني في طهران الطائرة هدفا معاديا، فأطلق صاروخين باتجاهها.

وبحسب التقرير، فإنه في "في حوالي الساعة الرابعة من صباح يوم الأربعاء الموافق 8\1\2020، أبلغ الدفاع الجوي العسكري الإيراني، القسم المدني من مركز التحكم الراداري في البلاد أن الرحلات الجوية التي سمح لها بالإقلاع من مدرجات المطارات التي حددتها شبكة الدفاع الجوي وأعطت تصاريح لها بالإقلاع هي فقط من يسمح لها بالإقلاع، وعند الساعة 06:10:20 (بالتوقيت المحلي)، تلقت الطائرة الأوكرانية تصريح بالإقلاع من برج المراقبة بمطار الإمام خميني الدولي وحلقت الطائرة في الطريق والارتفاع المتوقعين نحو مسار رحلتها"​​​.

وأضاف "عند الساعة 06:14:21 قام فريق نظام الدفاع الجوي المتمركز بالقرب من مطار إمام خميني بالإبلاغ عن مواصفات هدف في الأجواء وهذا الهدف كان هو نفسه الطائرة الأوكرانية المنكوبة، ولكن الدفاع الجوي المتمركز بالقرب من المطار اعتبر أن هناك هدف يقترب من طهران قادم من جهة الجنوب الغربي"، موضحا أن "المعلومات التي تم تسجيلها تشير إلى أنه لم يتم تبادل أي رسائل بين نظام الدفاع الجوي العسكري ومركز التنسيق الراداري المدني في البلاد. لذلك، حددت الدفاع الجوي المتمركزة بالقرب من المطار، حددت الطائرة الأوكرانية كهدف معادي، ولو حددت وحدة الدفاع الجوي المتمركز�

� بالقرب من المطار الطائرة الأوكرانية على أنها طائرة ركاب لما أطلقت الصاروخ باتجاهها".

وتابع التقرير "عند الساعة 06:14:41 صباحا، وبعد عدم تلقي قائد وحدة الدفاع الجوي المتمركزة بالقرب من طهران، جواب من قبل مركز التنسيق الذي يتبع له قام بإطلاق صاروخ على هدف اعتبره معاد.

ووفقا للتعليمات المعطاة لوحدة الدفاع الجوي هذه. لا يُسمح لها بإطلاق النار إذا لم تتواصل مع مركز التنسيق في إدارة نظام الدفاع الجوي  في البلاد وأخذت الإذن لإطلاق النار".

وحول تفاصيل الصواريخ التي أطلقت لإسقاط الطائرة، ذكر التقرير أنه "عندما تم إطلاق الصاروخ الأول باتجاه الطائرة، بقيت الطائرة الأوكرانية تحلق على ارتفاعها وموقعها العاديين ضمن مسارها، ووفقا للأنظمة الملاحية التي كانت موجودة في تلك الفترة، كانت الطائرة تسير في اتجاهها الصحيح، وفي الساعة 06:14:58، تم تلقي آخر معلومات من الطائرة، بما في ذلك إشارة الرادار الثانوي للطائرة ومعلومات الموقع الأوتوماتيكي الذي تعطيه الطائرة تلقائيا عبر جهاز (ABS-B)، ثم انقطع أي نوع من الإشارات لراديو الطائرة مع المركز".

وأضاف التقرير "بعد تفعيل تشويش رادار الدفاع الجوي الذي اطلق النار.. أقفل تشويش الرادار العسكري على رادارات الطائرة الأوكرانية بشكل كامل، وبقيت الطائرة الأوكرانية تحت سيطرة الدفاع الجوي لحين إطلاق الصاروخ الثاني عليها عند الساعة  06:15:11، وفي الساعة  06:15:24 تم تسجيل آخر إشارة بين قوة الدفاع الجوي المتمركزة بالقرب من طهران والصاروخ الثاني الذي أطلقته على الطائرة الأوكرانية، وبعد ذلك خرجت الطائرة الأوكرانية من قفل تشويش رادارات الدفاع الجوي".

وتابع التقرير "بعد ذلك بدأت الطائرة في الانعطاف يمينا، وبسبب انقطاع الاتصالات اللاسلكية مع مركز المراقبة في المطار، فإن مركز المراقبة لم يكن لديه معلومات عن مدى ارتفاع الطائرة الأوكرانية. وأظهرت الأدلة أن حريقا اندلع في الطائرة عند الساعة 06:16:11 وزاد حجمها، وفي الساعة 06:18:23 صباحا اصطدمت الطائرة  الأوكرانية بالأرض في منطقة خلج أباد شاهدشهر بالقرب من طهران، وفي الوقت الذي اصطدمت فيه الطائرة بالأرض حدث انفجار فيها، لذلك تناثرت أجزاءها ووسائل المسافرين وجثثهم في منطقة واسعة في منطقة سكنية، ومتنزه وحدائق وأراضي زراعية حول المنطقة التي وقعت في

ها بالقرب من طهران".

ولفت التقرير إلى أن "آثار المتفجرات على جسم الطائرة تشبه بشكل كبير آثار انفجار رأس حربي لنظام دفاع جوي، وهذا الأمر ما يزال قيد التحقيق".

وأكد "تحقيق هيئة الطيران المدني الإيراني حتى الآن يؤكد انه كان هناك خطأ بشري في سقوط الطائرة الأوكرانية المنكوبة ولو تم حذف الخطأ البشري لما كان هناك إطلاق صواريخ باتجاه الطائرة الأوكرانية المنكوبة".

وتحطمت طائرة مدنية أوكرانية من طراز بوينغ، في كانون الثاني/يناير الماضي بعد دقائق من إقلاعها من مطار الإمام الخميني الدولي بطهران متوجهة إلى كييف.

وأسفر الحادث عن مصرع كل من على متن الطائرة، وهم 167 راكبا من مواطني إيران وأوكرانيا وكندا وألمانيا والسويد وأفغانستان، بالإضافة إلى الطاقم المؤلف من 9 أشخاص.

وأقر الحرس الثوري الإيراني بمسؤوليته عن إسقاط الطائرة، وقصفها عن طريق الخطأ، وأكد أن الواقعة حدثت في أجواء التأهب لحرب غير مسبوقة مع الولايات المتحدة.

وحمل الحرس الثوري الإيراني واشنطن المسؤولية الجزئية عن كارثة تحطم الطائرة، بسبب حالة التصعيد والتوتر التي شهدتها المنطقة عقب اغتيال واشنطن القائد البارز بالحرس الثوري قاسم سليماني في العراق في كانون الثاني/يناير الماضي.