برلمانيون ليبيون يعقدون جلسة في طرابلس ويؤكدون رفضهم للحرب الدائرة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 02 مايو 2019ء) سارة نور الدين. أعرب بعض النواب في البرلمان الليبي من المناطق الجنوبية والغربية عن رفضهم للحرب الدائرة في العاصمة طرابلس، مستعرضين بعض الاقتراحات والمبادرات حول دور البرلمان في التطورات الأخيرة، خلال جلسة غير رسمية للمجلس اليوم الخميس​​​.

ووفقا لمراسلة "سبوتنيك"، يستكمل النواب الآن عقد الجلسة بشكل مغلق، بعدما تعاقبوا على إلقاء الكلمات في الجلسة المفتوحة.

وقال النائب محمد آدم لينو عن المنطقة السابعة في مزرق، جنوبي البلاد، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" على هامش الجلسة، "نحن نرفض أي قرار يصدر خارج القاعة [البرلمان]. لم يصدر قرار داخل البرلمان بشأن أي حرب"، موضحا أنه "من غير المقبول ومن غير المنطق أن يقرر أو يشرع مجلس النواب حرب داخل الوطن، وبين أبناء الوطن. هذا لم يحدث في المجالس النيابية".

وأكد النائب "نحن غرضنا إيقاف التصعيد وإيجاد فرصة للتواصل مع رئاسة مجلس النواب ومع بقية زملائنا نواب المنطقة الشرقية لإيجاد حل وسط".

وتابع النائب أن هذا الحل يتضمن "إيقاف الحرب، ولمّ مجلس النواب، وانعقاد جلسة في مكان محايد لكل أعضاء مجلس النواب حيث يكون القرار غير قابل للطعن، ثم يتخذ في هذه الجلسة قرار بشأن الحرب في طرابلس. ويمكن أن يتخذ مجلس النواب مجتمعا قرار بإيقاف الحرب، فبالتالي يعتبر القرار ملزم لكل الأطراف المتصارعة على الساحة الليبية".

ومن جانبه، أكد النائب سالم قنان، عضو مجلس النواب عن نالوت، إحدى المدن الأمازيغية في الجبل الغربي، رفض الحرب وكذلك ما صدر عن جلسة مجلس النواب الليبي في بنغازي لشرعنة هذه الحرب.

وقال قنان، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، معلّقا على بدء الهجوم على طرابلس أيام قبل انعقاد المؤتمر الجامع، "وإذا كان التقوا [قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج] في الإمارات على تقسيم الحقائب، معنى ذلك أن هناك طرف يريد الانفراد بالحقائب".

وتابع، "وبعد قيام الحرب عقد مجلس النواب في بنغازي جلسة لشرعنة الحرب وما نريده أن ما تم في بنغازي لا يعبّر سوى عن من حضره وهم حوالي 41 شخصا. ولكننا نرفض هذه الحرب".

ويذكر أن إجمالي عدد نواب المنطقة الغربية يتراوح بين 60 إلى 80 نائبا من أصل 188 هم أعضاء المجلس النواب الليبي.

وأكد قنان أن "أي شيء يحقن الدماء ويعيد ليبيا إلى أوضاعها نحن معه، ومن يريد أن يحكم ليبيا عبر صناديق الانتخابات، ولكن لن نحكم بقوة السلاح".

وأضاف "وإذا صار أي اتفاق فسيكون للوصول إلى ليبيا الجديدة ولا نحن لن نعود إلى التقسيم مرة أخرى ولا حكومتان أو ما شابه، وسنلغي هذا الوضع الذي نحيا به للأبد".

وأكد النواب أن الهدف من الجلسة المنعقدة اليوم تأتي ضمن مساعي بعض النواب لرفض الحرب.

وقال لينو "جلسة اليوم تعتبر جلسة تشاورية تطرح الأفكار والآراء، ومن ثم نحاول نتصل، نلتقي برئيس مجلس النواب، والرئاسة وبعض الأعضاء لنقدم مقترح لإيقاف الحرب، ومقترح لانعقاد جلسة، قد تكون في غدامس، أو غات، أو أي منطقة ليبية أخرى".

وأضاف "ندعو أعضاء مجلس النواب المقاطعين بالالتحاق لإعادة هيبة مجلس النواب وإيجاد حل أو مخرج يرضي كل الأطراف المتصارعة على الساحة الليبية".

وقال قنان إن "الهدف من هذه الجلسة إثبات للعالم أن هناك مجموعة من النواب الوجودين في المنطقة الجنوبية والغربية رافضين للحرب ويدينوا أي عمل عسكري على طرابلس. وذلك الرد على ما يقال أن اجتماع البرلمان هو من منح الشرعية للعدوان على طرابلس، والحقيقة أن هذا ما لم يحدث".

هذا وأعلن النائب بالبرلمان الليبي، الصادق الكحيلي، اليوم الخميس، أن 42 نائبا حضروا الجلسة التي عقدها برئاسته النواب الرافضين لعمليات الجيش الليبي ضد قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، مشيرا إلى أن عقد الجلسة كان واجبا كمسعى لوقف الحرب.

وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، بقيادة المشير خليفة حفتر، ليل الرابع من الشهر الماضي، إطلاق عملية للقضاء على ما وصفته بالإرهاب في العاصمة طرابلس، والتي تتواجد فيها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا برئاسة، فائز السراج، الذي دعا قواته لمواجهة تحركات قوات حفتر بالقوة، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.