نيويورك (پاکستان پوائنٹ نیوز 25 سبتمبر 2018ء) عقد إكسبو 2020 دبي أول سلسلة حوارات عالمية في إطار " المجلس العالمي " مساء الأحد بحضور نخبة من رواد الفكر والثقافة الذين تقاطروا من مختلف أنحاء العالم إلى " المتحف الجديد " في نيويورك لمناقشة " دور قوة الابتكار والطموح الإنساني في مساعدة المزيد من الناس على رسم مستقبل زاهر " .
تأتي هذه المبادرة في وقت يتطور فيه عالمنا بوتيرة متسارعة وسط مستويات من الانفتاح لم يسبق لها مثيل يرافقها تدفق هائل من المعلومات التي تطغى على جميع جوانب حياتنا .
ولم يعد من المتيسر على صناع التغيير الحصول على فرصة الجلوس في بيئة حيادية دون أجندات سياسية لخوض حوار بناء حول أبرز القضايا العالمية الملحة دون التحريفات والمشتتات التي يفرضها نمط الحياة وعصرنا الرقمي الراهن.
وكان إكسبو 2020 دبي قد أطلق سلسلة حوارات " المجلس العالمي " للمساهمة في التصدي لهذا الواقع وبحث السبل الكفيلة بمعالجة المسائل الأكثر إلحاحا التي تواجهها مجتمعاتنا.
ووجه المجلس الدعوة لنخبة من أبرز رواد الفكر من مختلف أنحاء العالم للجلوس وجها لوجه وخوض حوارات بناءة بشأن تحديات القرن الحادي والعشرين التي تواجهها البشرية مستوحيا بذلك تقاليد المجالس العربية والإماراتية العريقة التي تتيح للحضور الجلوس سوية وطرح المواضيع ذات الاهتمام المشترك وتبادل وجهات النظر والاستماع إلى أصحاب الرأي والخبرة وصياغة الخطوات العملية بشأن المواضيع الهامة لمجتمعاتهم.
وتأتي جلسات المجلس تجسيدا لطموحات إكسبو 2020 دبي في " تواصل العقول وصنع المستقبل " وموضوعاته الرئيسية الثلاثة : الفرص والتنقل والاستدامة.
وتضمنت قائمة رواد الفكر الذين شاركوا في الجلسة التي عقدت أمس الأول في نيويورك كلا من : كيم كامبل رئيسة وزراء كندا السابقة وكريس أندرسون مؤسس حوارات "تيد" وآرون سونداراراجان الأستاذ في "كلية ستيرن للأعمال" بجامعة نيويورك، مؤلف كتاب "الاقتصاد التشاركي" المدرج على قائمة أفضل الكتب مبيعا حيث تولت سعادة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة إدارة جلسات " المجلس العالمي " .
وبالإضافة إلى ذلك، وجهت الدعوة لعدد من طلاب الجامعات لمشاركة أفكارهم واهتماماتهم مع المشاركين في الحوار ليجسد ذلك الاهتمام الخاص الذي يوليه " المجلس العالمي " للشباب وقضاياهم .
وتمحورت حوارات مساء الأحد حول شعار " ثمانية مليارات احتمال " مع اقتراب تعداد السكان العالمي من هذا الرقم في العام 2030 .. وتناولت المناقشات محاور مثل : كيف تساعدنا التكنولوجيا في التعامل مع التحديات التي تقف أمام توفير الفرص للجميع والعوامل المهمة التي تحدد الفرص للإنسانية الآن ومستقبلا وكيف يمكننا التعامل بصورة جماعية مع هذه التحديات، بما في ذلك من خلال إقامة شراكات جديدة من نوعها تتعامل مع هذه التحديات والإقرار بأهمية سعي الإنسان لإيجاد مكان له في عالمنا المتغير وإدراك الحاجة إلى الإبقاء على قيم ثابتة لا تتأثر بالزمن في مؤسساتنا وفي دوائر صنع القرار .
وأقر المشاركون بأهمية القيادة مع التشديد على القوة الكامنة في الأفكار المهمة في إلهام الناس كي يتخذوا خطوات ويقوموا بالتغيير .. وفي هذا السياق يمكن أن يلعب إكسبو 2020 دبي دورا محوريا في تغيير آراء الناس ليتحولوا من متابعين إلى فاعلين بما في ذلك تحويل الناس من مجرد مراقبين إلى صانعي تغيير.
وبعد الجلسة التي دامت 90 دقيقة قالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي : "يحمل كل منا في داخله القدرة على صنع المعجزات .. وفي هذا السياق يمكن أن يلعب إكسبو 2020 دبي دورا محوريا في إحداث نقلة في المفاهيم عند الناس بحيث لا ينظر للزوار باعتبارهم زوارا وحسب ولكن كصانعي تغيير ورواد في المستقبل .. وبتجسيد شعار إكسبو " تواصل العقول وصنع المستقبل" على أرض الواقع نطمح إلى أن نكون محفزين لهذا التغيير وأن نمضي سويا إلى الأمام " .
وقالت سعادة لانا زكي نسيبة التي أدارت الجلسة بالتوازي مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة نطرح السؤال: كيف نوفر الفرص لثمانية مليارات شخص وكيف نجري حوارات بهذا الخصوص؟ نحن بحاجة إلى إيجاد حلول جماعية لهذه القضايا الملحة".
وقال كريس أندرسون "إن الأفكار أداة تشترك فيها الإنسانية كلها، ويمكن أن تصنع المعجزات وحينما يكون هناك ثمانية مليارات إنسان على الكوكب، ماهي الإمكانات المتاحة من خلال الوصول إلى أي إنسان عبر الفيديو؟".
وقالت كيم كامبل " القيادة عنصر غائب، وعلينا أن نعلم الطلاب كيف يحكمون على المعلومات بشكل فعال، وكيف يضمنون وجود الأفكار في بيئات متباينة " .
وقال آرون سونداراراجان "التحدي الماثل أمامنا هو خلق فرص من دون قيود – فالمنصات التي تخلق فرصا لمجموعة من الناس يمكنها أن تعوق مجموعة أخرى." وأضاف : " إن الطريقة التي ننظم بها النشاط الاقتصادي العالمي تأخذ منحى بعيدا عن النموذج الصناعي التقليدي باتجاه نموذج قائم على المنصات التكنولوجية .. نحن بحاجة إلى ضمان وجود منصات يمكنها استيعاب القيم التي نريد في البرمجيات وإلا سينتهي الأمر بحالة من اللامساواة ".
وقال الطالب كيفن شلهوب، الطالب بجامعة ستانفورد: "إن التحدي الذي يمثله التغير المناخي هو أنه كلما كان عمرك أصغر زاد تأثرك بالتقاعس عن اتخاذ خطوات .. والسؤال المهم هو كيف نستطيع تمكين الشباب كي يتخذوا خطوات مؤثرة ؟".
ويعقد المجلس العالمي اجتماعه المقبل في دبي بتاريخ 14 نوفمبر والذي يركز فيه على الشباب ويليه اجتماع آخر في شنغهاي بتاريخ 12 ديسمبر ومن المقرر تنظيم عدة اجتماعات للمجلس حتى موعد إقامة إكسبو 2020 دبي وخلاله.
ويتوقع لإكسبو 2020 دبي أن يستقطب أكثر من 25 مليون زيارة وأن يأتي نحو 70% من زواره من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة وهي أعلى نسبة من الزوار الدوليين في تاريخ معارض إكسبو الدولية الممتد منذ 167 عاما.
