أزمة الصيد البحري بين فرنسا والمملكة المتحدة: معركة كسر عظم بين حليفين

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 29 اكتوبر 2021ء) اعتبر المحلل السياسي والأكاديمي الفرنسي، بيار لوي رايمون، اليوم الجمعة، أن الأزمة الحالية بين فرنسا والمملكة المتحدة، حول الصيد البحري "قد تستفحل أكثر لكن ليس على المدى القريب لأن ما يحدث هو عملية خلق موازين قوى بعد بريكست".

وقال بيار لوي رايمون لسبوتنيك: "ما يحدث حاليا هو عملية خلق موازين قوى؛ البريطانيون يحاولون لعب هذه الورقة لكي يظهروا أنهم أقوياء اقتصادياً​​​. الأزمة قد تستفحل لكن ليس حاليا".

هذا وتشهد العلاقات بين فرنسا والمملكة المتحدة أسوأ مراحلها بعد خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي وكل ما تأتى عن هذه العملية. وزادت الأزمة سوءاً أيضاً، بعد تكوين حلف ثلاثي أميركي بريطاني أسترالي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، على حساب شراكة فرنسية أسترالية كان سيترتب عنها بيع فرنسا غواصات لأستراليا.

ولا شك أن أبرز العراقيل التي تحول دون ترطيب الأجواء بين لندن وباريس هي مسألة الصيد البحري حيث يتشارك البلدان حدوداً بحرية واسعة.

وعند سؤاله عن أي من البلدين يوجد حالياً في موقع القوة في قضية الخلاف حول الصيد البحري أجاب الأكاديمي والمحلل السياسي بيار لوي رايمون، قائلا : "فرنسا هي التي توجد في موقع القوة لأن المملكة المتحدة تعتمد كثيراً على تصدير الأسماك وفرنسا تدرك هذا الأمر".

هذا وأعلنت فرنسا يوم الأربعاء الماضي، عن نيتها فرض حزمة عقوبات على المملكة المتحدة ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 2 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، في حال استمر الخلاف حول حقوق الصيد البحري. وقالت وزارة الشؤون البحرية في بيان بأن من بين العقوبات الواردة تكثيف عمليات التفتيش الحدودية ومنع قوارب الصيد البريطانية من دخول موانئ فرنسية معينة وحتى إعادة النظر في إمدادات الكهرباء.

هذا واحتجزت فرنسا يوم الأربعاء الماضي، سفينة صيد بريطانية دخلت مياهها الإقليمية من دون ترخيص، كما أصدرت تحذيراً شفهياً لسفينة ثانية.

وتجدر الإشارة إلى أن المملكة المتحدة قامت من جهتها مؤخراً بتقليص عدد تصاريح الصيد المعطاة لسفن الصيادين الفرنسيين مما أثار حفيظة باريس.

وحول مستقبل العلاقات بين البلدين اعتبر بيار لوي رايمون، أن "العلاقات ستعود لطبيعتها في نهاية المطاف" - حتى ولو استفحلت الأزمة على المدى البعيد – "لأن هناك الكثير من المصالح الاقتصادية التي تربط البلدين".

وأوضح قائلا:"المسألة أصبحت مسألة حياة أو موت من الناحية الاقتصادية لأن هناك عدداً كبيراً من الصيادين من الجهتين الذين يعتاشون من الصيد البحري ولهذا السبب فإن الطرفين مجبران على إيجاد حل".

ومن ناحية ثانية اعتبر بيار لوي رايمون، أن "فرنسا هي من تخوض المعركة الأوروبية ضد بريطانيا لكنها ليست وحدها لأنها تلقى دعما أوروبيا".

وأخيرا ذكر رايمون، أن فرنسا هي "أكثر دولة أوروبية فاعلة دبلوماسياً ولا شك أنها تريد إعطاء درس للبريطانيين"