متشددون إسلاميون يهاجمون السكان والأجانب في بالما شمالي موزمبيق ويقتلون نحو 60 من بينهم

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 29 مارس 2021ء) ثاسيبو ليوكو. هاجم عشرات المسلحين، يُعتقد أنهم موالين لتنظيم داعش (المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، مدينة بالما غير البعيدة عن مقاطعة كابو ديلغادو، شمالي موزاميق؛ ما أسفر عن مقتل نحو 60 شخصا، بينهم أجانب​​​.

وأكدت السلطات في موزمبيق أن عشرات الأشخاص قتلوا أثناء فرارهم إلى فندق أمارولا بحثا عن مكان آمن؛ حيث نصب المسلحون كمينا لهم أثناء توجههم إلى الفندق.

وقتل مواطن يحمل جنسية "جمهورية جنوب أفريقيا"، في الهجوم، الذي بدأ يوم الأربعاء الماضي.

وعبر السكان المحليون عن انزعاجهم من عدم تفاعل السلطات في موزامبيق مع الأوضاع منذ وقوع الهجوم؛ واتهم بعضهم حكومة البلاد بعدم فعل ما يكفي لاحتواء الموقف والتعامل مع المتشددين.

ويعتقد أن من بين المدنيين عمال أجانب من جنوب إفريقيا وبريطانيا وفرنسا.

وأفادت المجموعة الاستشارية "ديك أدفايزوري غروب"، التابعة لشركة جنوب إفريقيا للأمن، بأنها تمكنت من نقل 120 شخصا إلى مكان آمن، منذ بدء هجوم المتشددين.

وأفادت تقارير إخبارية، بأن 12 مواطناً من جمهورية جنوب إفريقيا ينتمون إلى الجماعة المرتبطة بتنظيم "داعش"، التي هاجمت بلدة بالما.

وقالت حكومة جنوب إفريقيا، في بيان حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه، إنها تنظر بقلق إلى الهجمات الأخيرة في بالما ضد الرعايا الأجانب؛ وتعمل من خلال بعثتها في مابوتو مع السلطات المحلية.

قال منسق مرصد الجريمة المنظمة الإقليمية التابع لمعهد الدراسات الأمنية مارتن إيوي، لوكالة "سبوتنيك"، "الوضع في كابو ديلغادو في موزمبيق مقلق، ولا تزال الهجمات المروعة ضد المواطنين متواصلة. تم تسجيل ما يقرب من 100 حادث عنف توفي فيها 200 شخص، بين 1 كانون الثاني/يناير و14 آذار/مارس؛ وبلغ العدد الإجمالي منذ عام 2017 الآن 829 هجوما أسفرت عن مقتل 2658 شخصا، بينهم 1341 من المدنيين".

وأكد إيوي، أن الهجمات الأخيرة، والتي تضمنت أفعالا مروعة، مثل قطع رؤوس الأطفال؛ هي مؤشر على الرعب وتدهور الوضع الأمني في كابو ديلغادو.

وبين، أن عدد النازحين يزداد بمعدل ينذر بالخطر؛ حيث وصل الرقم الآن إلى سبعمئة ألف؛ مشيرا إلى ضرورة تقديم المعونة الغذائية الطارئة في كابو ديلغادو ونياسا ونامبولا.

زعيم داعش في موزامبيق

وفقا لإيوي، صنفت الولايات المتحدة الأميركية التنزاني أبو ياسا حسن، المعروف باسم "أبو كيم"، وكذلك تنظيم "داعش" في موزمبيق، على قوائم الارهاب بموجب الأمر التنفيذي لعام 2001،.

وقال إيوي، "المعلومات عن حسن شحيحة جدا؛ ويُعتقد أنه كان قائدا [لتنظيم] أهل السنة؛ وقُتل في مواجهة مسلحة، عام 2018".

وأضاف، "حتى النائب العام لتنزانيا لا يعرف من هو حسن. ما نعرفه حتى الآن هو أنه مواطن تنزاني يتراوح عمره بين 38 و40 عاما. وقالت السلطات التنزانية إنها لا تعرفه؛ واشتهر بقيادة العملية التي استولت على ميناء موسيمبوا دا برايا".

وبحسب إيوي، فإن عقوبات الولايات المتحدة على هذه المجموعة المتشددة في موزمبيق، تشمل جميع الممتلكات والمصالح والممتلكات التابعة للأفراد أو الكيانات المحددة، الموجودة داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

وتشمل العقوبات، حظر تقديم أي مساهمة مالية أو عينية أو خدمات لصالح الأفراد أو الكيانات المحددة بموجب الأمر التنفيذي.

داعش في شرق وغرب إفريقيا

أظهرت الأبحاث في شرق إفريقيا أن الجماعات المتطرفة العنيفة تتسلل من خلال الممرات البحرية.

وبحسب المعلومات المتداولة، تمول هذه الجماعات الإرهابية جزءا من أنشطتها من خلال التهريب عبر البحر، الذي يشمل المخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر.

ولفت إيوي إلى هناك مجموعة أخرى تعمل في المناطق الساحلية الصومالية والتنزانية، وهي تتبع "تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال".

وبحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة غامبيا عيسى نجي، يتم استهداف غرب إفريقيا والقرن الأفريقي بشكل متساوٍ.

وقال نجي لوكالة "سبوتنيك"، شكل داعش مصدر قلق عالمي، ولا توجد دولة لديها حصانة من الإرهابيين. غامبيا ليست في خطر كامل؛ وبمجرد أنه لم يتم الإبلاغ عن أي حوادث في غامبيا، فإنه لا يستبعد ذلك .. ذلك لأن دولا أخرى في المنطقة تأثرت، كالسنغال ونيجيريا ومالي".

تعاني دول في غرب إفريقيا من عواقب وخيمة خاصة في عصر أزمة الهجرة العالمية؛ وأصبحت شبكة الإنترنت "مشكلة كبيرة"، حيث يتم من خلالها الوصول إلى الشباب وإغرائهم.

تمر غامبيا حاليا بمرحلة انتقالية ديمقراطية، وشرعت الحكومة، منذ عام 2016، بعمليات الإصلاح الأمني؛ وإذا لم تعالج المشاكل الآنفة الذكر، ستكتشف أنها كانت بحاجة إلى فعل ذلك.