الناتو يدعو أرمينيا وأذربيجان لوقف فوري لإطلاق النار في ناغوني قره باغ واستئناف المفاوضات

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 27 سبتمبر 2020ء) دعا حلف شمال الأطلسي "ناتو"، اليوم الأحد، أذربيجان وأرمينيا إلى وقف إطلاق النار فورا في منطقة "قره باغ" الحدودية بين البلدين، مؤكدا على ضرورة استئناف المفاوضات بين البلدين للتوصل إلى حل سلمي، وذلك بعد تجدد الاشتباكات بتلك المنطقة صباح اليوم.

وقال الممثل الخاص للأمين العام للناتو لمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى جيمس أباثوراي، في بيان اليوم "يعرب الناتو عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن تجدد الأعمال العدائية العسكرية واسعة النطاق على طول خط التماس بمنطقة ناغورني قره باغ"​​​.

وأضاف أباثوراي "يتعين على الجانبين [أذربيجان وأرمينيا] وقف الأعمال العدائية على الفور والتي تسببت بالفعل في سقوط ضحايا من المدنيين، مؤكدا أنه "لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع".

وتابع "يجب على الأطراف استئناف المفاوضات من أجل حل سلمي، كما يدعم الناتو جهود مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".

وتجددت الاشتباكات العسكرية بين البلدين، بوقت مبكر من صباح اليوم الأحد، مع إعلان وزارة الدفاع في أذربيجان أنها شنت هجوما مضادا على طول خط التماس بأكمله في قرة باغ. وأعلن الجيش عن تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني.

فيما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية عن وقوع خسائر مادية وبشرية في صفوف القوات الأذرية بفقدانها 3 دبابات ومروحيتين وثلاث طائرات مسيرة بجانب "خسائر في القوات العاملة".

وأفاد الناطق الصحافي باسم رئيس جمهورية ناغورني قرة باغ المعترف بها من جانب واحد، فغرام بوغوسيان، أن المناطق المدنية في قرة باغ، بما في ذلك العاصمة ستيباناكيرت، قد تعرضت لنيران المدفعية، ودعا السكان للنزول إلى الملاجىء.

كما أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في كلمة متلفزة، أن تصعيد الصراع في قرة باغ، قد يتجاوز المنطقة ويهدد الأمن الدولي.

وناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأزمة هاتفيا، مع نظيريه الأذري جيهون بيراموف والأرميني زغراب مناتساكانيان، داعيا إلى ضرورة وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وجاء في بيان الخارجية الروسية أن لافروف، أعرب عن قلقه الشديد إزاء استمرار القصف على طول خط التماس، والذي أسفر عن وقوع إصابات، بما في ذلك بين السكان المدنيين.

وشددت موسكو عبر البيان على ضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت، وأن روسيا إلى جانب الرؤساء المشاركين الآخرين في "مجموعة مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ستواصل جهود الوساطة الهادفة إلى استقرار الوضع.

من جانبها أبدت تركيا عبر رئيسها رجب طيب أردوغان دعمها الكامل لأذربيجان في التطورات الجارية حاليا على الأرض مع أرمينيا، وحمّل الأخيرة مسؤولية التوتر الدائر حاليا.

ودعت فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى ضرورة وقف الأعمال القتالية بين الجانبين الأرميني والأذري.

يذكر أنه سبق وبدأ النزاع في قره باخ في شباط/فبراير عام 1988 ، عندما أعلنت مقاطعة ناغورني قره باخ للحكم الذاتي انفصالها عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية.

وفي سياق المواجهة المسلحة التي جرت في الفترة بين 1992 و1994، فقدت أذربيجان سيطرتها على ناغورني قره باخ وسبع مناطق أخرى متاخمة لها. ومنذ عام 1992 كانت وما زالت قضية التسوية السلمية لهذا النزاع موضعا للمفاوضات التي تجري في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، برئاسة ثلاثة رؤساء مشاركين - روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.