"صندوق تمكين الفتيات".. جهود كبيرة لصناعة مستقبلهن ومناصرة حقوقهن حول العالم

"صندوق تمكين الفتيات".. جهود كبيرة لصناعة مستقبلهن ومناصرة حقوقهن حول العالم

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 10 اكتوبر 2018ء) يحتفل العالم سنويا في الـ11 من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للفتيات للتأكيد على حماية حقوقهن على جميع الأصعدة وإيجاد فرص جديدة لهن تمكنهن من عيش حياة أفضل بالإضافة إلى زيادة وعي المجتمع الدولي بقضايا عدم المساواة التي تواجهها الفتيات على أساس جنسهن بالعديد من المجالات والحقوق.

وخلال العام الجاري 2018 اختارت الأمم المتحدة الاحتفاء بهذا اليوم تحت شعار "تطعيم القوى العاملة النسائية الماهرة بمشاركة الفتيات" للتأكيد على أهمية تدريب الفتيات وإكسابهن المهارات المختلفة لدعم طموحاتهن الوظيفية والمهنية وتعزيز الاستفادة من مهاراتهن في سوق العمل لاسيما مع التوقعات بأن يشهد العقد المقبل دخول مليار من الشباب سوق العمل منهم 600 مليون فتاة.

وقالت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة القلب الكبير " لقد تغيرت نظرة العالم إلى الفتيات اليوم ولم تعد مشكلات المطالبة بالمساواة كما كانت عليه فالظروف الطارئة فرضت نفسها على الجميع وأصبح المطلوب هو تطوير المهارات وإكساب الفتيات والشباب المقبلين على سوق العمل مهارات جديدة ترتقي بأدائهم وترتقي أيضا بالثقافة الاقتصادية والاجتماعية على مستوى العالم".

وأضافت سموها " اليوم وفي هذه المناسبة الإنسانية العزيزة نتذكر ملايين الفتيات حول العالم ممن واجهن ظروفا صعبة وتعرضن للقهر والتهميش ولم يتنازلن عن الأمل ونقول لهن نحن معكن بما نملك وما نستطيع ولنتذكر شعار الأمم المتحدة الذي يقول "لا أحد مستثنى من مسيرة التنمية" بل لا تتحقق التنمية إلا بالمساواة بالفرص والتعريف بالحقوق والمناداة بالالتزام بها واحترامها".

وقالت سموها " أدعو مؤسسات المجتمع الدولي ومنظمات العمل الإنساني وأصحاب المصالح والمجتمعات والأفراد إلى توحيد جهودهم لتوفير الإمكانات اللازمة لتعليم وتدريب الفتيات ليسهمن في بناء مجتمعاتهن على أسس تنموية راسخة بالشراكة والتكامل مع كافة الفئات".

وتنسجم هذه المناسبة مع توجهات إمارة الشارقة التي تعتبر سباقة في دعم القضايا الإنسانية وتبني قضايا الفتيات وهمومهن وصاحبة مبادرات فاعلة لتمكينهن وتعزيز قدراتهن والانطلاق بهن نحو آفاق جديدة.

وتأكيدا للتوجهات التي تمضي بها إمارة الشارقة وارتكازا على رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وبتوجيهات من قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة القلب الكبير والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين باتت "القلب الكبير" حاضنة المبادرات والحملات التي توالت تباعا حرصا على حشد الجهود الإنسانية والأطفال والمستضعفين والمحتاجين وعائلاتهم في المناطق الأكثر تضررا حول العالم لاسيما الفتيات فانبثق عن المؤسسة "صندوق تمكين الفتيات" الأول من نوعه في المنطقة.

ومنذ إطلاقه في يونيو 2017 عمل "صندوق تمكين الفتيات" على مناصرة حقوق الفتيات في مختلف مناطق تواجدهن حول العالم ودعم حصولهن على التعليم والرعاية الصحية والأمن والدعم الاجتماعي والنفسي وحمايتهن من جميع أشكال العنف والتمييز والاستغلال الجسدي.

ووضع الصندوق تعليم الفتيات على رأس أولوياته إذ عمل على زيادة وعيهن ورفد ثقافتهن كما دعا إلى تبني سياسات توفر لهن الحماية الكافية للحد من زواج القاصرات ومنع عمالة الصغيرات.

ووفقا لإحصاءات هيئة الأمم المتحدة للمرأة تشكل النساء والفتيات نسبة 70 بالمائة من مجموع الحالات المعروفة لضحايا الإتجار بالبشر حول العالم في حين تشير أرقام مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أن نحو 700 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم يتزوجن حاليا قبل بلوغهن سن الرشد وإذا استمر ذلك وفق المعدل الحالي فإن الرقم سيرتفع إلى نحو 950 مليونا بحلول عام 2030.

وسعى "صندوق تمكين الفتيات" منذ إطلاقه إلى الدخول في شراكات إقليمية وعالمية بهدف توسيع نطاق عمله بالتعاون مع الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية بغية الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الفتيات المستهدفات من أجل تنفيذ الاستراتيجيات والمشاريع الواعدة والمبتكرة التي تحدث التغيير المطلوب في حياتهن.

وخلال شهر يناير الماضي قدمت "القلب الكبير" تبرعا قيمته 700 ألف دولار أمريكي لتمويل المرحلة الثانية من مشروع بناء مدرسة للفتيات في باكستان عبر "صندوق تمكين الفتيات" التابع لها وبالتعاون مع "صندوق ملالا" الذي أطلقته الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي الفائزة بجائزة نوبل للسلام عام 2014.

ووسع الصندوق قاعدة المشاركة عالميا عندما نظمت مؤسسة القلب الكبير مزادا صامتا لبيع قطعة من المجوهرات النادرة لـ"دار بوشرون - آفا نود" علامة المجوهرات الفرنسية المعروفة والتي عاد ريعها بالكامل لصالح دعم الصندوق.

ولم تتوقف المؤسسة عن مواصلة العمل واستقطاب الشركاء خدمة للأهداف النبيلة التي أفرزت "صندوق تمكين الفتيات" إذ تعاونت مع "مفوضية مرشدات الشارقة" في إطلاق حملة "لميثاقنا تأثير" بهدف تجسيد قيم العطاء والخير المتمثلة في الميثاق الإرشادي وترسيخ مفاهيم العمل التطوعي الخيري وتعزيز الوعي حول أهمية تعليم الفتيات حول العالم وجمع التبرعات التي توفر لهن الوسائل والمرافق التعليمية لدعم "صندوق تمكين الفتيات.

وقالت مريم الحمادي مديرة مؤسسة القلب الكبير إن نشر ثقافة السلام والتسامح هو الركيزة الأساس لجهودنا الإنسانية التي نستند في ترسيخها إلى توجيهات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي التي بادرت ووجهت بضرورة العمل تحت مظلة كبيرة لضمان حقوق المهاجرين وحماية الفتيات من كوارث الحروب والصراعات من خلال توفير السبل الملائمة لتعليمهن وتوسيع مداركهن ليصبحن قادرات على مواجهة التحديات وشق طريقهن نحو مستقبل آمن ومشرق.

وأضافت " تعتبر الفتيات المتضرر الأكبر في المناطق التي تشهد اضطرابات أو حروب وكذلك لتلك البلدان أو المناطق التي تنأى بنفسها عن مواكبة التطورات العالمية وتصر على اعتبار الفتيات لاسيما القاصرات منهن سلعة ضمن مفهوم مغلوط يسمى - زواج - لهذا السبب جاء تركيزنا في مؤسسة القلب الكبير وصندوق تمكين الفتيات التابع للمؤسسة على تعليم الفتيات لأنه الأساس في إحداث أي تطور مجتمعي والركيزة في تخليص الفتيات من براثن النظرة النمطية الدونية التي لطالما عانتها في المجتمعات التقليدية.

وأكدت الحمادي أن ما حققته "القلب الكبير" و"صندوق تمكين الفتيات" خلال فترة زمنية وجيزة يعد إنجازا إنسانيا وحضاريا وتاريخيا كبيرا قياسا إلى حداثة سن المؤسسة.