دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز 16 اكتوبر 2025ء) أكد قادة وخبراء أن قطاع الغذاء يشهد تحولًا جذريًا مدفوعًا بالابتكار، حيث يعاد تشكيل أساليب الإنتاج والتوزيع بوسائل غير تقليدية. وشددوا على أن التكنولوجيا، رغم إمكاناتها الكبيرة، لا تكفي وحدها لتفكيك الاحتكارات التي تعيق وصول الغذاء إلى الجميع، خاصة في ظل تصاعد الأزمات المناخية واضطرابات سلاسل الإمداد.
جاء ذلك، خلال جلسة "تعزيز الأمن الغذائي" ضمن أعمال مجالس المستقبل العالمية، التي نظمتها حكومة دولة الإمارات بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، والتي ركزت على التحديات المتزايدة التي تهدد الأمن الغذائي العالمي، وسبل مواجهتها، وسلطت الضوء على الفرص التي توفرها التكنولوجيا الحديثة لزيادة رقعة الأراضي المزروعة، وتعزيز إنتاج أغذية محسنة وآمنة، مثل اللحوم المستزرعة مخبريًا، والزراعة الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وتطوير محاصيل مقاومة للتغيرات المناخية.
شارك في الجلسة، الدكتورة أسمهان الوافي المديرة التّنفيذية للمجموعة الاستشاريّة للبحوث الزراعيّة الدّوليّة، في فرنسا، وأرنود فان دن بيرغ الرئيس التنفيذي لشركة الظاهرة القابضة، وأليس روهويزا رئيسة تحالف الثورة الخضراء في أفريقيا، وأدارتها فيفي بيترز كبيرة المذيعين في قناة "سي إن بي سي أفريقيا".
وقالت أسمهان الوافي: "الأمن الغذائي يواجه تحديات متزايدة منذ عام 2017، وقد تفاقمت بفعل الأزمات المتلاحقة. ورغم الإمكانات الهائلة التي تمتلكها قارات مثل أفريقيا، إلا أن هذه الإمكانات لا تزال غير مستغلة بالشكل الأمثل، بسبب ضعف البنية التحتية، ونقص مياه الري، وغياب الآليات التي تسهل الوصول إلى الأسواق، ولردم الفجوة بين الإمكانات والإنتاج، لا بد من الاستثمار في التكنولوجيا لزيادة الكفاءة وتحقيق إنتاج فعّال".
وأشار أرنود فان دين بيرغ إلى أن الابتكار يشكّل ركيزة أساسية لتعزيز الأمن الغذائي، إلا أن العديد من الحلول الفعّالة لزيادة الإنتاج الزراعي متاحة بالفعل، ولا تستلزم بالضرورة تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. واستشهد بمثال "الزراعة بدون حرث"، وهي ممارسة تقليدية أثبتت فعاليتها على مدار عقود، موضحًا أنها تتيح الإنتاج بأقل الإمكانات، من خلال تقليل استهلاك الوقود والعمالة، وتحسين صحة التربة، وتعزيز قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة، ما يؤدي إلى إنتاج محاصيل وفيرة بتكاليف منخفضة.
وأضاف أرنود فان دين بيرغ أن هذه المنهجية أثبتت نجاحها في مزارع شركته، حيث تجاوزت معدلات الإنتاج فيها المتوسط الوطني بأضعاف. وشدّد على أن التحدي لا يكمن في ابتكار مزيد من التقنيات، بل في تبني الحلول القائمة وتوسيع نطاق استخدامها، وهو ما يتطلب معالجة فجوات التمويل والمعرفة التي تعيق المزارعين عن الاستفادة منها.
بدورها، أكدت أليس روهويزا أنّ التحدي الأكبر لا يكمن في وجود التقنيات، بل في توسيع نطاقها لتصل إلى ملايين المزارعين، وقالت: "سلسلة الابتكار متوقفة حالياً بسبب نقص الاستثمار وضعف نقل التكنولوجيا، لذا نحن بحاجة ماسّة إلى نهج يدمج السياسات المحفزة والاستثمار الفعال والمعرفة لتمكين الجميع من الاكتفاء.
وفي ختام الجلسة، أكد المشاركون أن تحقيق الأمن الغذائي المستدام والمرن يتطلب نهجاً شاملاً يدمج الابتكار التكنولوجي مع الإصلاحات السياسية، والاستثمارات المستدامة، وتمكين المجتمعات المحلية، مع التركيز على العلاقة المتكاملة بين الغذاء، والماء والطاقة والإنسان.
مجالس المستقبل العالمية تستكشف سبل تعزيز الأمن الغذائي
3 يوم قبل
