الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز 15 اكتوبر 2025ء) أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية أن الشيخ خالد بن سلطان القاسمي -رحمه الله- ترك حُلماً نبيلاً يهدفُ إلى حماية الطفولة حول العالم من شرور الكوارث والاستغلال وإكراماً لهِمّته العالية ورؤيته الإنسانية نستمر اليوم بالمُضيّ قُدماً في هذه المسيرة الجليلة.
جاء ذلك خلال زيارة سموها لمقر "مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية" في الشارقة حيث اطلعت على مستجدات المشاريع والمبادرات التي تقودها المؤسسة لضمان تحقيق رؤيتها النبيلة.
وأضافت سموها "يقال إنَّ لكلٍ من اسمهِ نصيب فخالد سيبقى بإذنِ الله خالداً في أثرهِ ونظرتهِ للعالمِ وحُلْمِهِ الذي تحققَ ومازال يكبُر فقد كان يسعى لخلقِ بيئةٍ عادلةٍ وآمنةٍ ينعمُ الطفلُ بالأمان في ظِلالها فخَلقُ هذه البيئةِ مسؤوليةٌ مشتركةٌ للجميع إن كُلُّ طِفلٍ يحمِلُ بداخلِهِ بِذرَةَ حضارةٍ تستحقُ أن تُسقى بالحبِ والعدلِ لا بالاستغلالِ والحرمان كان -رحمه الله- لا يرى حمايةَ الطفلِ واجباً فحسب بل استثمارٌ حقيقيٌ في الأطفالِ الذينَ سيُعمِّرونَ الأرضَ مستقبلاً في كلِ بقاعِ الكوكب".
وأشارت سموها إلى أنه بعد مضي عام ونيف على إطلاق المؤسسة لمسنا أثراً واضحاً بإحصائيات ومساهمات مالية كبيرة ونأمل أن يكبر هذا الأثر ليشكل المزيد من التعاونات والشراكات مع المنظمات المحلية والدولية التي تعزز قدرات العاملين في هذا القطاع وتدعمِ سَنِ القوانينِ والتشريعاتِ والبحوثِ التي تستثمر كلِ الأدواتِ اللوجستيةِ والماديةِ لغرسِها في تربةٍ تُثمرُ حياةً كريمةً للأطفال لافتة سموها إلى إن المؤسسةُ وللهِ الفضلُ والحمدُ تحظى بدعمٍ كبيرٍ من صاحبِ السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكمِ الشارقة لتعزيزِ مكانتِها وإرساءِ قوةِ أثرِها وتحقيقِ رؤيتها النبيلة.
وعبرت سموها عن سعادتها بمنجزات فريق عمل مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية التي انطلقت من الشارقة عام 2024 لتشكل نموذجاً مؤسسياً متكاملاً في العمل الإنساني وتهدف إلى حماية الأطفال حول العالم من مختلف أشكال الاستغلال بما فيها مخاطر الاستغلال والاتجار بالأطفال والعمالة القسرية والزواج القسري في الصراعات والنزاعات وضمان سلامتهم وكرامتهم وتمكين الشركاء المحليين حول العالم لتحقيق أثرٍ مستدام وتركّز المؤسسة أعمالها على المجتمعات الضعيفة والمتضررة من النزاعات والكوارث وتتبنى المؤسسة في سبيل تحقيق أهدافها ثلاث استراتيجيات أساسية هي: الحماية والمناصرة وبناء قدرات المجتمعات المحلية.
وتعمل المؤسسة على بناء منظومة قوية من الشراكات الدولية قادرة على مواجهة أكثر التهديدات إلحاحاً على الطفولة وتشمل الشركاء الحاليين منظمة «بلان إنترناشيونال» ومنظمة «أنقذوا الأطفال الدولية» كما تم قبول المؤسسة عضواً في «تحالف حماية الطفل في العمل الإنساني».
وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية واليونيسف إلى أن نحو 138 مليون طفل دون سن الثامنة عشرة حول العالم منخرطون في أعمال تخالف المعايير الدولية من بينهم 54 مليون طفل يعملون في أعمال تُصنَّف على أنها خطرة.
كما يشير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات و الجريمة إلى أن الأطفال يشكّلون ما يقارب 38% من ضحايا الاتجار بالبشر الذين تم التعرف عليهم خلال السنوات الأخيرة كما تُظهر تظهر تقارير الأمم المتحدة أن نحو 650 مليون فتاة و امرأة حول العالم خضعن لزواج قسريأي ما يعادل واحدة من كل خمس نساء فيما يُقدّر أن 12 مليون فتاة دون سن الثامنة عشرة تجبرن على الزواج سنويا .
والتقت سموها خلال الزيارة أعضاء مجلس الأمناء سعادة إِرَم مظهر علوي المستشار الأول في المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي وسعادة عبد الله الحريمل المستشار الاقتصادي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي و مريم الحمادي مدير عام مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة كما كان في استقبال سموها لوجان مراد مدير المؤسسة و حمدة المحرزي نائب مدير المؤسسة وفريق عمل المؤسسة.
واطّلعت سموها على تحديثات خطط العمل وسير تنفيذ المشاريع وبرامج الشراكة الدولية وأبرز ما أنجزته المؤسسة منذ إطلاقها في العام الماضي إلى جانب الجهات الداعمة للمؤسسة كما بحثت سموها مع مجلس الأمناء وفريق عمل المؤسسة طبيعة المشاريع المقبلة وأهدافها ونطاق تأثيرها ومدى مرونتها واستدامتها واستجابتها للتحديات الخاصة بالمجتمعات المستهدفة إلى جانب آليات التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية لضمان نجاحها.
وأكدت سموها خلال اللقاء أهمية بناء شبكات تعاون عالمية تلتقي عند هدف واحد هو حماية الطفولة مشددةً على أهمية الانتقال بخطط المؤسسة إلى الحالة الاستباقية التي تتجسّد في بناء منظومات حماية مستدامة قادرة على مواكبة التحديات المتغيرة التي تواجه الأطفال في المجتمعات الهشّة.
ووجّهت سموها مجلس الأمناء وفريق العمل إلى تكثيف الاستثمار في أدوات البحث والرصد وتوسيع الشراكات مع المنظمات المعنية وتطوير آليات التنسيق مع المجتمعات المحلية بما يعزز فعالية المؤسسة ويزيد أثرها على الأرض.
وشددت سموها على ضرورة التركيز على بناء برامج التوعية الوقائية التي تُسهم في تعزيز مناعة المجتمعات ضدّ كافة الممارسات التي تمسّ بالطفولة كما أعربت سموها خلال اللقاء عن تقديرها لكل المساهمين في إنجاح المساعي الخيرة من خلال الدعم بمختلف الأشكال مؤكدة أهمية حشد المجتمعات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق الغايات الإنسانية النبيلة.
وكانت مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية قد أطلقت أولى مشاريعها الدولية عبر مشروع توسيع خدمات الدعم في زنجبار بالشراكة مع منظمة «أنقذوا الأطفال» ومشروع «حماة الأطفال» في المكسيك بالتعاون مع منظمة «بلان إنترناشونال» واللذين يهدفان إلى حماية أكثر من 30 ألف طفل من العنف والاستغلال والنزوح في كلٍّ من زنجبار والمكسيك.
كما وقّعت المؤسسة مذكرات تفاهم مع عدد من الشركاء الدوليين والمحليين لتعزيز رسالتها الإنسانية وتوسيع نطاق برامجها الهادفة إلى بناء أنظمة حماية شاملة ومستدامة للأطفال في البيئات الضعيفة والمتضررة وتعمل المؤسسة حالياً على تطوير وتنفيذ مشاريع جديدة في مناطق أخرى حول العالم ضمن رؤيتها الهادفة إلى توسيع نطاق أثرها الإنساني والوصول إلى مزيد من الأطفال المحتاجين للحماية والرعاية.
وتواصل المؤسسة عملها انطلاقاً من قناعةٍ راسخة بأن الطفولة ليست قضيةً محليةً أو عابرة بل شأنًا إنسانيًا عالميًا يتطلب استجاباتٍ جذرية تُعالج الأسباب وتبني حلول تنطلق من الإنسان وتصبّ في خدمته وخدمة المجتمعات وتتخذ المؤسسة من الشارقة قاعدة انطلاق ومن القيم الإنسانية النبيلة بوصلةً لعملها في سبيل تحقيق العدالة والتكافل وصون حقوق الأطفال كاملةً غير منقوصة.