بكين (پاکستان پوائنٹ نیوز 27 سبتمبر 2025ء) أشاد كبار المسؤولين في الصين بالرؤية العربية للاقتصاد الرقمي، مؤكدين أن دولة الإمارات تمثل نموذجًا إقليميًا في الابتكار وقيادة التحول الرقمي.
جاء ذلك خلال سلسلة من اللقاءات التي عقدها الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي مع عدد من كبار المسؤولين في مقاطعات صينية عدة، شملت هاينان وشنغهاي وجيجيانغ، إضافة إلى منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.
ومن أبرز هذه اللقاءات، الاجتماع مع معالي بول تشان، وزير المالية في هونغ كونغ، والذي جرى خلاله بحث التعاون في تأسيس صندوق استثماري صناعي مشترك لدعم مشاريع الاقتصاد الرقمي، بجانب استعراض دور مكتب الاتحاد في هونغ كونغ كمنصة للتواصل مع المؤسسات المحلية.
وأكد الوزير، في هذا السياق، أهمية الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي، مشيرا إلى أن دولة الإمارات قدمت نموذجًا متقدمًا في دعم الابتكار والتحول الرقمي على مستوى المنطقة.
كما اجتمع الوفد مع وكالة هونغ كونغ للاستثمار (InvestHK)، حيث ناقش الجانبان فرص إطلاق مبادرات مشتركة في مجالات التكنولوجيا المالية ومراكز البيانات، وتنظيم فعاليات لتعريف الشركات العربية بالبيئة الاستثمارية في المدينة وربطها بشبكات الابتكار العالمية.
وأعربت الوكالة عن تقديرها لمبادرات الاتحاد، مؤكدة أن الشراكة مع الاقتصادات العربية تمثل إضافة نوعية لمسار التعاون الدولي في الاقتصاد الرقمي.
من جهة أخرى، التقى وفد الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، معالي السيد فنغ فاي، أمين لجنة مقاطعة هاينان التابعة للحزب الشيوعي الصيني والسيد نينغ هونغ ون، رئيس لجنة مقاطعة هاينان التابعة للمجلس الصيني لترويج التجارة الدولية، عضو غرفة تجارة وصناعة هاينان، وعددًا من كبار المسؤولين الحكوميين، حيث جرى بحث فرص التعاون في مجالات مراكز البيانات، والأنظمة المالية الرقمية، وآليات انتقال البيانات عبر الحدود.
وأكد أمين اللجنة في الاجتماع أن الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي تشكل إطارًا متقدمًا للتعاون الدولي، مشيدًا بدور الإمارات في دعم هذه الرؤية وتبني مبادرات إستراتيجية تسهم في نمو وتقدم الاقتصاد الرقمي العربي.
كما استعرض الجانبان مزايا ميناء هاينان للتجارة الحرة، وما يوفره من بيئة تنظيمية متقدمة تسهم في استقطاب الاستثمارات ودعم الابتكار.
وتم الاتفاق على توطيد التعاون في مجالات البرمجيات، والزراعة الذكية، والسياحة الرقمية، إلى جانب تنظيم فعاليات دولية مشتركة لعرض التجارب وتبادل الخبرات.
من ناحية أخرى، التقى وفد الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، معالي السيدة تشانغ ينغ، نائبة الأمين العام، حكومة بلدية شنغهاي الشعبية، وتطرق اللقاء إلى إنجازات المدينة في مجال الاقتصاد الرقمي، من بينها منصة تبادل البيانات، ودعم الشركات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والتجارة الإلكترونية.
وأكدت المسؤولة الصينية أن الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي تمثل نقطة التقاء للتعاون الإقليمي والدولي، مشيرة إلى أن دولة الإمارات لعبت دورًا رياديًا في ترسيخ الابتكار والتحول الرقمي في المنطقة العربية.
وناقش الجانبان فرص التعاون في تطوير المنظومات الرقمية العربية بالاستفادة من الخبرات الصينية، بما يعزز يُمكّن الاقتصادات العربية في التجارة الرقمية العالمية ويدعم التنمية المستدامة.
واختتمت الجولة بزيارة مقاطعة جيجيانغ، حيث عقد وفد الاتحاد اجتماعًا مع معالي السيد لو شان، نائب حاكم مقاطعة تشجيانغ ، تناول آفاق التعاون في مجالات التجارة الرقمية، والحلول المالية المبتكرة، وبرامج دعم رواد الأعمال.
وأشاد نائب الحاكم بالرؤية العربية للاقتصاد الرقمي وما تتضمنه من مبادرات إستراتيجية، مؤكدًا أن دولة الإمارات تمثل مركزاً مؤثراً في قيادة الابتكار الرقمي والتنمية الاقتصادية القائمة على التكنولوجيا.
كما أكد الجانب الصيني استعداده لتوفير الدعم الفني والاستشاري لتمكين المشاريع العربية في مجالات التحول الرقمي، مع التطلع إلى توسيع نطاق التعاون وتنفيذ المشاريع ذات الأثر المباشر في الاقتصادين العربي والصيني.
وأسفرت جولة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في المقاطعات الصينية عن توقيع مجموعة من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون مع مؤسسات وشركات صينية كبرى، ففي هونغ كونغ، تم التوقيع مع شركة (BMHL Crypto Limited) للتعاون في تطوير العملات الرقمية المستقرة.
وفي مقاطعة هاينان، وقع الاتحاد مذكرة تفاهم مع إدارة مدينة سانيا يازهو باي للعلوم والتكنولوجيا ومكتب سانيا لترويج الاستثمار، تضمنت إنشاء مركز إقليمي للاتحاد، وتنظيم فعاليات متخصصة، إلى جانب بحث تأسيس صندوق صناعي عربي–صيني وإنشاء مراكز بيانات متطورة.
كما شهدت مقاطعة جيجيانغ توقيع اتفاقية تعاون مع شركة إنسبور لبناء مراكز بيانات في الدول العربية، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم مع شركة إتش 3 سي لتطوير البنية التحتية الذكية ونقل المعرفة.
وفي إطار الجولة، عقدت مباحثات مع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية حول التعاون في مشاريع البنية الرقمية، ومشاورات مع مجموعة علي بابا لبحث آليات دعم مبادرة "سوق الغذاء العربي" كمنصة رقمية موحدة تسهم في تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة.
وتهدف جولة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي إلى دفع مسار تنفيذ المشاريع الإستراتيجية التي يتبناها الاتحاد في إطار الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي.
وتشمل هذه المشاريع إنشاء مراكز بيانات متطورة تدعم البنية التحتية الرقمية العربية، وتأسيس مراكز بحثية متخصصة تسهم في إعداد الدراسات الاقتصادية والفنية التطبيقية، وإطلاق صندوق تمويل لمشاريع الرقمنة لدعم الابتكار والاستثمار في المنطقة.
كما تمتد المبادرات إلى تنفيذ مشاريع ذات أثر اقتصادي مباشر مثل العملات الرقمية المستقرة، إضافة إلى تعزيز التبادل المعرفي وبناء القدرات بما يرسخ مكانة الاقتصادات العربية في منظومة الاقتصاد الرقمي العالمي.