واشنطن ستمضي قدما في بيع طائرات "إف-35" للإمارات خشية أن تلجأ لمصادر تسليح أخرى – باحث

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 15 ديسمبر 2021ء) يوليا ترويتسكايا. أكد الباحث بمركز الجزيرة للدراسات التابع لشبكة الجزيرة القطرية والمشرف على دراسات العالم العربي، الحواس تقية أن واشنطن ستمضي قدما في صفقة بيع طائرات من طراز إف-35 للإمارات، بعد تهديد الأخيرة بالانسحاب من الصفقة، وذلك خشية من أن تلجأ أبو ظبي إلى مصادر تسليح أخرى مثل روسيا والصين​​​.

وقال تقية، في تصريح لوكالة سبوتنيك، إن "واشنطن تخشى من أن بيع الطائرات للإمارات يجعل الصين تطلع على هذه التقنية، وهذا يفقدها الأفضلية، لأن هناك سباق بينها وبين الصين في تقنيات التسلح، والولايات المتحدة الأميركية تخشى المخاطرة بأن الصين قد تستغل علاقاتها بالإمارات وتطلع على تقنية طائراتها المتطورة وتقنية الدرونز".

وأضاف الباحث أن "الولايات المتحدة الأميركية تخشى إن تخلت الإمارات عن هذه الصفقة ستبحث عن مصادر أخرى للتسلح، وهذه المصادر ستكون الصين وروسيا وغيرها، والولايات المتحدة حريصة على أن تظل الإمارات معتمدة على السلاح الأميركي، والإمارات كذلك ستظل تعتمد بالأساس على السلاح الأميركي، لأنه هو السلاح الحليف الرئيسي".

يذكر أن الإمارات أعلنت أمس أنها أبلغت الولايات المتحدة بتعليق مفاوضات شراء مقاتلات من طراز "إف-35" ومعدات تقنية أخرى تبلغ قيمتها 23 مليار دولار، موضحة أن المتطلبات الفنية لواشنطن والقيود التشغيلية السيادية وتحليل التكلفة والفائدة أدى إلى إعادة التقييم.

وكانت مصادر قد كشفت، في كانون الثاني/يناير الماضي، أن الإمارات وقعت اتفاقا مع الولايات المتحدة لشراء 50 طائرة "إف-35" وما يصل إلى 18 طائرة مسيرة مسلحة.

وصباح اليوم، صرّح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن بلاده مستعدة  للمضي قدما في صفقة بيع مقاتلات الجيل الخامس "إف – 35" وطائرات مسيرة للإمارات إذا كانت أبوظبي لا تزال مهتمة بذلك.

ولفت تقية إلى أن أخبارا نقلتها الصحف الأميركية صباح اليوم أن واشنطن ماضية في بيع هذه الطائرات للإمارات، وذلك بعد يوم من تصريحات إماراتية بأنها ستتخلى عن هذه الصفقة احتجاجا على "الشروط المرهقة لها"، وقال الباحث "يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية راجعت موقفها بعد هذا التهديد الإماراتي، ويبدو أن الدولتان ستتجاوزان هذه الأزمة".

وأردف بالقول "أعتقد أنهما ستعودان لهذه الصفقة، وفي تقديري أن الإمارات كانت تهدد، لأن الإمارات تفضل أن تظل الولايات المتحدة الأميركية هي الشريك والممول الرئيسي للأسلحة والولايات المتحدة الأميركية كذلك تحرص على أن تظل الإمارات حليف يعطي الأولوية لها".

وأكد تقية أن الإمارات لن تتخلى عن هذه الصفقة لأن "هذه الصفقة جزء من تحالف كبير، والإمارات لن تجد حليفا بديلا للولايات المتحدة الأميركية في الوقت الراهن، ولذلك ليس الأمر متعلق فقط بصفقة الأسلحة، ولكن الإمارات ستراعي كل الأمور المتعلقة بتحالفها مع الولايات المتحدة الأميركية، لأن الولايات المتحدة الأميركية هي الضامن الرئيسي للأمن في المنطقة، ولا يوجد حتى الآن بديل لهذه الضمانة".

وقال "يمكن للإمارات أن تعبر عن استيائها أو تعبر عن تذمرها، ولكن إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية راجعت موقفها وخفضت من الشروط، فاعتقادي أن الإمارات كذلك ستمضى في العقد".

وحول الشروط التي تحدثت عنها واشنطن، قال تقية إن "الإمارات كانت تجهز لاستقبال قاعدة عسكرية صينية (على أراضيها)، والولايات المتحدة ضغطت على الإمارات حتى تتخلى عن هذه القاعدة، والإمارات وافقت على ذلك وتخلت عن القاعدة، فيبدو أن الإمارات كذلك تنتظر أنها إذا راعت الاشتراطات الأميركية، كذلك على الولايات المتحدة الأميركية أن تراعي هذه العلاقة المميزة، وأن لا تضع كثير من القيود تجعل هذه الصفقات تكاد تكون صفقات شبه مستحيلة، اعتقادي أن الولايات المتحدة ستخفف من اشتراطاتها وأن البلدان سيمضيان في الصفقة".