أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز 24 أغسطس 2021ء) سلطت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الضوء على تضامن وتكاتف دولة الإمارات مع الشعب الأفغاني في الظروف التي يمر بها انطلاقا من وازع انساني تمارسة الإمارات مع القاصي والداني من خلال مد يد العون والمساعدة لكل محتاج خلال الظروف الصعبة ..إلى جانب قدرة الدولة على تحويل التحديات إلى إنجازات، من خلال الاستجابة السريعة للمتغيرات في بيئة الاقتصاد العالمي، والتعامل معها بكفاءة عالية، والاستمرار في جذب المزيد من الاستثمارات وذلك من خلال رؤية واضحة، صاغتها قيادتنا الرشيدة، وخطط حكومية واضحة لبناء المستقبل.
وتناولت الصحف في افتتاحياتها الجلسة الشهرية التي يعقدها مجلس الأمن الدولي حول اليمن، والتي يتبارى فيها الحاضرون في تقديم الإحاطات وإطلاق الدعوات إلى ضرورة إنهاء الصراع وتقديم المساعدات الإغاثية وصولاً إلى حل سياسي شامل في مشهد متكرر أصبح لا يجدي نفعا.
فتحت عنوان "تكاتف وتضامن" قالت صحيفة الاتحاد إن الإمارات تستمر بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة في عمليات إجلاء الرعايا من أفغانستان، مؤكدة الحرص والاستعداد الدائم لتقديم كل أشكال الدعم، ومد يد العون لتعزيز الجهود الدولية المشتركة بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.
واضافت أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أكد خلال لقائه وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين جان إيف لودريان، وفلورنس بارلي أهمية دور الأصدقاء والحلفاء في التضامن، ومد يد المساعدة خلال الأوقات الصعبة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه رسالة سامية لإمارات الإنسانية، شددت على أن التعامل مع الجانب الإنساني لتداعيات الأحداث في أفغانستان يتطلب التكاتف والتضامن، مشيدة بالثقة المشتركة التي تجمعها وفرنسا في رؤيتهما الإيجابية والمعتدلة تجاه قضايا الأمن والاستقرار والازدهار.
وقالت إن فرنسا شكرت الإمارات على التسهيلات المهمّة التي قدمتها في إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الفرنسيين من كابول، وتوفير العبور الآمن لهم بجانب رعايا العديد من الدول الصديقة، ودورها الإنساني في دعم جهود الإغاثة الدولية ..وكذلك فعلت نيوزيلندا بإشادتها بالجهود المقدّمة من الإمارات، والدور الحيوي للخدمات اللوجستية.
واختتمت افتتاحيتها بالقول إن الأنظار تبقى متجهة إلى مطار كابول، حيث إجلاء الرعايا مستمر مع قرب انتهاء العد العكسي لهذه العمليات في 31 أغسطس ..ومعظم الدول تتجه إلى طلب المزيد من الوقت لإتمام المهمة من خلال الحوار والتفاوض لعبور هذه المرحلة الحساسة من دون أي تصعيد أو خلافات.
من جانبها قالت صحيفة البيان تحت عنوان "نموذج اقتصادي وتنموي" إن دولة الإمارات أثبتت قدرتها على مواكبة التطورات المتسارعة، وبناء اقتصاد متنوع وتنافسي، وبيئة أعمال تعد ضمن الأكثر ريادة على مستوى المنطقة والعالم، حيث نجحت في تحقيق أسرع تعافٍ اقتصادي، واستعادة معدلات النمو وفق مسار تدريجي ومدروس، للتحول نحو نموذج اقتصادي وتنموي أكثر مرونة واستدامة.
وأضافت أنه لعل تحقيق الشركات الأجنبية، التي تمتلك فروعاً مرخصة في الدولة، نمواً بنسبة 52 % على مدى السنوات العشر الماضية، يعكس مدى قدرة الدولة على تحويل التحديات إلى إنجازات، من خلال الاستجابة السريعة للمتغيرات في بيئة الاقتصاد العالمي، والتعامل معها بكفاءة عالية، والاستمرار في جذب المزيد من الاستثمارات، حيث إن وجود 2577 فرع شركة أجنبية تعمل في الدولة حالياً، بمختلف القطاعات الحيوية، وتعود لأكثر من 114 جنسية، يؤكد ثقة مجتمع الأعمال العالمي في بيئة الأعمال والاستثمار الرائدة للدولة.
وأكدت الصحيفة أن الإمارات نجحت من خلال رؤية واضحة، صاغتها قيادتنا الرشيدة، وخطط حكومية واضحة لبناء المستقبل، في توفير بيئة اقتصادية منفتحة ومرنة، وتطوير مقوماتها، كمركز عالمي رائد للمال والأعمال والتجارة والاستثمار، حيث إن التطوير المستمر للأطر التشريعية والتنظيمية الداعمة للنشاط الاقتصادي، أدى إلى النمو المتزايد في عدد الشركات الأجنبية بالدولة، التي وجدت التسهيلات التي تعزز نجاحها من حوافز وبنى تحتية ورقمية ذات مستوى عالمي.
وأكدت أنه لا شك أن الاستثمار في المعرفة والابتكار والإبداع، يؤسس ركائز الانتقال إلى دولة المستقبل، ويعزز من مكانة الإمارات، كوجهة إقليمية وعالمية للشركات العالمية، ووجهة دولية جاذبة للأعمال، فقد أصبحت الآفاق المستقبلية لنمو اقتصادنا وتجارتنا، خلال المرحلة المقبلة، مبشرة وواعدة، بفضل أسلوب العمل الاحترافي، الذي يضمن مواصلة تضافر الجهود، لتحقيق التنمية الاقتصادية، وفق نموذج مرن ومستدام.
أما صحيفة الخليج فقالت تحت عنوان "جلسة اليمن الشهرية" إن كل شهر تقريباً يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول اليمن، يتبارى فيها الحاضرون في تقديم الإحاطات وإطلاق الدعوات إلى ضرورة إنهاء الصراع وتقديم المساعدات الإغاثية وصولاً إلى حل سياسي شامل، دون أن يكون هناك تحرك عملي فاعل لوقف الحرب ولجم جماعة الحوثي عن التنكيل بالشعب اليمني، وإلزامها بوقف اعتداءاتها "المسيّرة" على الأراضي السعودية.
وأضافت أن جلسات مجلس الأمن حول اليمن مكررة وبياناتها متشابهة، ولم تستطع طوال سنوات الصراع الطويلة، تقديم مبادرة يمكن البناء عليها وتُفضي إلى ضوء في نهاية النفق ..وبعد نحو أسبوعين من تعيين الدبلوماسي السويدي هانس جودنبرج، مبعوثاً أممياً جديداً، لم يرشح شيء عن أولى تحركاته، لكن الأمل معقود عليه في هذه المرحلة على الرغم من أن مهمته صعبة وليست مستحيلة، في ضوء استعداد جميع الأطراف للتعاون معه باستثناء الحوثيين الذين يبدو موقفهم غامضاً، ويميلون إلى التلكؤ على غرار ما فعلوه مع المبعوثين السابقين، وآخرهم البريطاني مارتن جريفيث.
وذكرت الصحيفة أنه بعد نحو سبع سنوات من انقلاب الحوثيين على الشرعية، حان الوقت للمجتمع الدولي أن يتدخل بقوة القانون لحسم الموقف، فمساعدة الشعب اليمني الحقيقية تكون بإنهاء الحرب فوراً، وإطلاق مسار سياسي ملزم لجميع الأطراف بالانخراط فيه دون شروط، ووضع آلية تتسم بالشفافية لتقديم المساعدات الإنسانية، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حتى لا تذهب إلى غير أهدافها الفعلية.
وأوضحت أنه قبل أيام أعلنت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن ثلاثة ملايين طفل غير قادرين على الالتحاق بمقاعد الدراسة خلال العام الجاري، بسبب استمرار الصراع وتدهور الأوضاع الاجتماعية إلى درجة غير مسبوقة ..وإذا كان ما أعلنته الهيئة الطبية جرس إنذار، فعلى المجتمع الدولي أن يتنبه إلى هذه الكارثة، وأن يتم التعجيل بالبحث عن حل للأزمة بجميع أبعادها، دون الاكتفاء برصد المؤشرات والنسب والأرقام دون تدخل ناجع يغير الأوضاع.
ولفتت إلى أن مشكلة اليمن الرئيسية لا تكمن في تمرد الحوثيين على الشرعية المحلية فحسب؛ بل في تمردهم على الشرعية الدولية واستخفافهم بمبادئ حقوق الإنسان، واعتداءاتهم على مكونات المجتمع، لا سيما الأطفال الذين يخضع الآلاف منهم للتجنيد الإجباري والزج بهم في جبهات قتال لا ترحم، مستغلين في ذلك انقطاعهم المبكر عن التعليم وتدهور أوضاع أسرهم الفقيرة ..وهناك تقارير دورية عن فظاعات يرتكبها الانقلابيون بحق شرائح واسعة من المجتمع اليمني.
واشارت إلى أنه على الرغم من الجهود المتعددة الأطراف التي تعمل على التوصل إلى سلام دائم وعادل وشامل، تستمر الميليشيات الطائفية في إثارة الفتن وتغيير التركيبة السكانية في بعض المناطق، مثلما هي الحال في الساحل الغربي، حيث يعتزم الانقلابيون تهجير 315 أسرة من قريتين شمال الحديدة ..وهذا التصرف جريمة ضد الإنسانية يجب على المجتمع الدولي أن يواجهها بحزم، إذا كانت هناك نوايا صادقة لإحلال سلام عادل.
واختتمت بالقول إن الأزمة اليمنية ستعرف الحل يوماً ما، وجهود مجلس الأمن والأمم المتحدة والمبعوث الأمريكي تيم ليندركينج يجب أن تتحد جميعها لتحقيق هذا الهدف في أقرب الآجال؛ لأن الوضع أصبح فوق الاحتمال وتجاوز حدود الصبر.