صافي أرباح عملاق النفط السعودي "أرامكو" عن العام الماضي تجاوزت مئة مليار دولار

صافي أرباح عملاق النفط السعودي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 01 أبريل 2019ء) أفاد تقرير صادر عن وكالة "موديز" العالمية للتصنيف الائتماني، بأن صافي أرباح شركة النفط السعودية "أرامكو" تجاوزت خلال العام الماضي، مئة مليار دولار أميركي، متقدمة بذلك على شركات تكنولوجية ضخمة مثل "آبل" و"سامسونغ" و"غوغل"؛ وكذلك عمالقة الطاقة العالميين، كـ "إكسون موبيل" و"شل".

ووفقا لوكالة "بلومبيرغ"، اليوم الاثنين، فإن أرباح الشركة السعودية العملاقة، ساوت أرباح "آبل" و"سامسونغ" و"إكسون موبيل"، مجتمعة​​​.

وقالت الوكالة، التي تهتم بالشؤون الاقتصادية، "كانت شركة أرامكو السعودية أكثر الشركات ربحية في العالم في عام 2018، حيث تفوقت بسهولة على عمالقة الولايات المتحدة، بما في ذلك إكسون موبيل وأبل، وفقا لبيانات نشرتها وكالات التصنيف، قبل ظهور الشركة لأول مرة في سوق السندات الدولية".

وأضافت، "مع ذلك، فإن تأثير المملكة السعودية على الشركة المنتجة للنفط، من خلال فرض ضرائب عالية، يضعف من ربحيتها وجدارة ائتمانها، حيث أن النقد المتولد عن كل برميل أقل من شركات النفط الكبرى مثل، رويال دوتش شل، وهذا يعوق حصول أرامكو على تصنيف ائتماني أعلى من ذلك بكثير".

وقالت وكالة "موديز" لخدمات المستثمرين، اليوم، بأن صافي أرباح أرامكو بلغت بلغ 111.1 مليار دولار في عام 2018؛ فيما قالت "فيتش راتينجز" إن الشركة لديها أرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك بقيمة 224 مليار دولار العام الماضي، وهذا أعلى بكثير من أرقام "أبل" و "إكسون موبيل".

وأعطت كلتا الوكالتين الشركة السعودية أعلى خامس مستوى من الدرجة الاستثمارية.

وهذه التصنيفات الائتمانية، للمرة الأولى لشركة "أرامكو"، تقدم لمحة عن حسابات الشركة، التي ظلت في أغلب الأحيان سرية، منذ تأميمها في أواخر السبعينيات. وستساعد هذه المعلومات المستثمرين في تقييم القيمة المحتملة للصفقات، حيث أن العرض العام الأولي المقترح من الشركة، والذي كان مستهدفًا أصلاً لعام 2018، تأخر العام الماضي حتى عام 2021.

وتستعد الشركة لإصدار سندات دين جزئية، لدفع ثمن الاستحواذ على حصة أغلبية في مجموعة "سابك" للبتروكيماويات المحلية، والتي تبلغ قيمتها نحو 69 مليار دولار، والتي أعلنت الأسبوع الماضي.

وبحسب "بلومبيرغ"، تواجه الشركة عبئا ثقيلا في داخل المملكة، حيث يتم الاعتماد عليها لتمويل الإنفاق الاجتماعي والعسكري، وتدفع "أرامكو" نحو 50 بالمئة من أرباحها لتسديد ضريبة الدخل، بالإضافة إلى جدول عائد منزلق يبدأ بنسبة 20 بالمئة من إيرادات الشركة.

وأعلنت "أرامكو" عن تدفق نقدي من عمليات بلغت 121 مليار دولار، و35.1 مليار دولار في الإنفاق الرأسمالي؛ ودفعت 58.2 مليار دولار على شكل أرباح إلى الحكومة السعودية في عام 2018.

ووفقاً لـ "موديز"، فإن الشركة السعودية، التي حصلت على تصنيف" إيه 1" للشركات، لديها 48.8 مليار دولار من النقد، مقابل 27 مليار دولار من ديون المجموعة المبلغ عنها، بنهاية العام الماضي.

وقالت وكالة "فيتش، إن تصنيفها"إيه +"، يعكس "الروابط القوية" بين الشركة والمملكة، وتأثير الدولة على "أرامكو"، من خلال تنظيم مستوى الإنتاج والضرائب وتوزيعات الأرباح.

وقال محلل الطاقة لدى "سانفورد سي. بيرنشتاين وشركاه" في هونغ كونغ، نيل بيفريدج، "بمرور الوقت ، يمكن أن تتسبب بيئة أسعار النفط المنخفضة في عجز مالي مستمر في المملكة العربية السعودية يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في خط النظام المالي لأرامكو .. لا يمكنك فصل الحكومة ذات السيادة عن أرامكو، نظراً للعلاقة الوثيقة والمساهمة التي تقدمها أرامكو في التمويل الكلي للمملكة العربية السعودية".

وأفادت شركة "أرامكو" عن تدفق الأموال من العمليات، وهو إجراء يراقبه المستثمرون عن كثب ومماثل للتدفقات النقدية من العمليات، بقيمة 26 دولارا للبرميل المكافئ للنفط في العام الماضي، وهذا أقل مما تتمتع به شركات النفط الكبرى مثل "شل" و"توتال"، عند 38 دولارا و31 دولارا للبرميل، على التوالي.

وقال كبير المديرين في "فيتش" بلندن، ديمتري مارينشنكو، "إن الأموال من العمليات، وهي التدفقات النقدية للعمليات قبل تغيير رأس المال العامل، هي أفضل مقياس لمقارنة ربحية شركات النفط".

وتقدر "بلومبرغ" أن "أرامكو" سجلت إجمالي تدفق الأموال من عمليات بلغت حوالي 130 مليار دولار العام الماضي.

ويعد تصنيف "إيه +" من "فيتش" لـ "أرامكو"، أقل من مستوى "إيه إيه –"، لكل من "شل" و"توتال".

وكلفت شركة النفط السعودية العملاقة البنوك بإجراء حملة ترويجية لسندات مقومة بالدولار، اعتبارا من 1 نيسان/أبريل؛ ومن المحتمل أن تشمل شرائح من ثلاث إلى ثلاثين عاما.

وستعقد الشركة اجتماعات مع المستثمرين في الأيام المقبلة في مدن مثل لندن ونيويورك وبوسطن وسنغافورة وهونغ كونغ وطوكيو ولوس أنجلوس وشيكاغو. واختارت "أرامكو" البنوك، بما في ذلك "جي بي مورغان تشيس"، و"مورغان ستانلي" لإدارة عرض سندات الدين.

وحال تحقق الهدف، فسيجمع العرض 100 مليار دولار أميركي، من خلال بيع حصة 5 بالمئة، وهو ما يفوق الرقم القياسي البالغ 25 مليار دولار الذي جمعته شركة التجزئة الصينية على الإنترنت "علي بابا هولدينغ"، عام 2014.

وقال ريحان أكبر من "موديز" "تتمتع أرامكو السعودية بالعديد من خصائص الشركات المصنفة بدرجة إيه إيه إيه، مع الحد الأدنى من الديون بالنسبة للتدفقات النقدية، والإنتاج الكبير، والريادة في السوق، والوصول في المملكة العربية السعودية إلى واحد من أكبر احتياطيات الهيدروكربون في العالم".

وأضاف، "ومع ذلك، فإن التقييم النهائي مقيّد من قبل حكومة المملكة العربية السعودية بتصنيف إيه 1، بسبب الروابط الوثيقة بين المالك [الحكومة] والشركة".