"التقدمات في الفكر الديني في مملكة لحيان".. إصدار جديد يعيد قراءة النقوش الدادانية القديمة

الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 20 اكتوبر 2025ء) ضمن إطار جهودها العلمية الرامية إلى توثيق تاريخ الجزيرة العربية، وإبراز مكنونها الحضاري عبر مصادرها الأصيلة، أصدرت دارة الملك عبدالعزيز كتابًا علميًّا جديدًا بعنوان "التقدِمات في الفكر الديني في مملكة لحيان: دراسة تاريخية في ضوء النقوش الدادانية"، من تأليف الدكتورة فتحية حسن عقاب، من سلسلة الإصدارات الأكاديمية التي تُعنى بالبحث في الحضارات العربية القديمة بمنهج علمي قائم على النقوش والآثار.

ويقع الكتاب في 166 صفحة، ويركّز على الفكر الديني في مملكة لحيان التي ازدهرت في شمال غرب الجزيرة العربية، وتحديدًا في منطقة العُلا، مستندًا إلى النقوش اللحيانية والدادانية لفهم المظاهر الدينية التي قدّمها الإنسان اللحياني لمعبوداته، وما تعكسه من بنية فكرية وروحية وثقافية لذلك المجتمع القديم، مبرزًا التحليل اللغوي والتاريخي للنقوش ممارسات دينية، وتأدية طقوس الحج، بما يدل على منظومة فكرية متكاملة تربط بين الدين والحياة اليومية والسياسة والمجتمع.

ويبيّن الكتاب أن القرابين كانت جزءًا أساسيًا من العبادة في مملكة لحيان، مشيرًا إلى أن النقوش اللحيانية وثّقت ممارسات طقسية ومظاهر اعتقادية تعبّر عن البنية الدينية للمجتمع في تلك المرحلة التاريخية، وسجّلت أسماءهم وطبقاتهم الاجتماعية بدءًا من رجال الدين والملوك وصولًا إلى العامة والحرفيين والرقيق؛ مما يتيح فهمًا أعمق لتشكّل الهوية الدينية في المجتمع اللحياني.

ويستعرض أيضًا مقارنة بين النقوش اللحيانية والنقوش العربية الجنوبية، كاشفًا أوجه التشابه والاختلاف بين ممالك الجزيرة العربية القديمة في تصوراتها الدينية، ورموزها الطقسية، ومؤكدًا أن مملكة لحيان كانت مركزًا حضاريًا مؤثرًا تفاعلت مع محيطها الثقافي في مصر وسوريا وجنوب الجزيرة العربية، وعكست تواصلًا حضاريًا واسعًا تجاوز حدودها الجغرافية.

ويستخلص الكتاب من دراسته العلمية الفكر الديني اللحياني من خلال النقوش تسهم في إعادة رسم الخريطة الفكرية للحضارات العربية القديمة، وتبرز أن الجزيرة العربية لم تكن معزولة عن التيارات الدينية والفكرية في العالم القديم، بل كانت جزءًا فاعلًا فيها.

ويأتي هذا الإصدار ضمن جهود دارة الملك عبدالعزيز في إثراء حقل الدراسات الأثرية والتاريخ الديني في الجزيرة العربية، واستمرارًا لدورها في إحياء التاريخ العربي القديم بمنهج علمي أكاديمي يعتمد على النقوش والآثار، بوصفها وثائق أصيلة تكشف عن عمق التجربة الإنسانية في هذه الأرض منذ آلاف السنين.

وتتيح الدارة للمهتمين اقتناء الكتاب من خلال المتجر الإلكتروني في المنصة الرقمية لدارة الملك عبدالعزيز، إضافةً إلى مراكز البيع التابعة لها، والموزعين المعتمدين لديها.