الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز 30 سبتمبر 2025ء) وقّعت وزارةُ الثقافة والهيئةُ الملكية لمحافظة العُلا مذكرةَ تفاهمٍ تمثّل إطارًا إستراتيجيًا لتعزيز التعاون بين الجهتين في مجالات الثقافة والتراث والتنمية، والإسهام في إبراز العُلا بوصفها وجهةً عالمية تحتفي بالثقافة السعودية الغنية بمُقَدَّراتها وإرثها، مع الحفاظ على هويتها التاريخية، وبيئتها الطبيعية الفريدة.
وقد جرت مراسم التوقيع خلال مؤتمر الاستثمار الثقافي المقام بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض، حيث مثّل الوزارةَ معالي نائب وزير الثقافة الأستاذ حامد بن محمد فايز، فيما مثّل الهيئةَ الرئيسُ التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العُلا عبير بنت محمد العقل.
وأكّد معالي نائب وزير الثقافة الأستاذ حامد بن محمد فايز أن مذكرة التفاهم "تدفع بالشراكة بين وزارة الثقافة والهيئة الملكية لمحافظة العُلا إلى فضاء أوسع لتعزيز حضور الهوية الثقافية السعودية في العُلا، التي تُعدّ وجهةً تجمع بين طبيعة الأرض المتنوعة، والتراث الأصيل، وتحتضن تاريخًا يعود إلى آلاف السنين، فهي بمثابة متحف مفتوحٍ يُجسّد حضاراتٍ بشريةً تعاقبت على أرض المملكة"، مؤكدًا أن "المنظومة الثقافية من خلال هذه الشراكة الإستراتيجية ستعمل جنبًا إلى جنب مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا على مشاريع ثقافية وفنيّة تسلّط الضوء على العمق التراثي للعُلا، وإبراز الفنون السعودية فيها، وخلق تجربةٍ فريدة من نوعها للسائح، تأخذه في رحلةٍ عبر الزمن للإرث التاريخي والحضاري للمنطقة".
ومن جهتها، أوضحت الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العُلا عبير بنت محمد العقل أن توقيع مذكرة التفاهم "يعزز من شراكة العُلا مع وزارة الثقافة، ويكمل النجاحات السابقة في مجالاتٍ ذات ارتباطٍ مشتركٍ في الشأن الثقافي"، مضيفةً أنّ "هذه المذكرة تُعدّ خطوة أساسية للتطوير الثقافي في العُلا في إطار الطموحات الثقافية لرؤية المملكة 2030، التي ستسهم في تكامل الخبرات والابتكارات على المستويين الوطني والعالمي، وتمكين الاقتصاد المعرفي والثقافي".
وتتضمن مذكرةُ التفاهم مجالاتٍ واسعةً للتعاون، من أبرزها العمل المشترك على تطوير البنية التحتية الثقافية لمحافظة العُلا مع التركيز على الجوانب الإستراتيجية للمشاريع المستقبلية، ورصد الفجوات القائمة، والعمل على معالجتها بمشاريع ومبادرات تسهم في استدامة القطاع الثقافي في مختلف الأنشطة الفنية والتراثية، كما تعمل على عددٍ من الأنشطة والفعاليات والمهرجانات الثقافية في مختلف القطاعات الثقافية مثل التراث، والسينما، والموسيقى، والمتاحف، وفنون الطهي، والفنون البصرية، والعمارة والتصميم، والمكتبات، وتشجيع الهيئات الثقافية على التعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، لتبادل الخبرات وتطوير العروض الثقافية.
ويعمل الطرفان من خلال هذه المذكرة على ترسيخ البرامج المجتمعية والتعليمية والمهنية، لتنمية القدرات البشرية الوطنية، وتأهيلها للمشاركة بفعالية في القطاع الثقافي محليًا ودوليًا، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد الثقافي، وتعزيز الاستثمار في الصناعات الإبداعية، وتمكين روّاد الأعمال في المجال الثقافي من تأسيس مشاريعهم في العُلا، للمساهمة في تحفيز النمو الاقتصادي، وتوفير فرص عمل نوعيّة قائمة على الإبداع والمعرفة.
وتأتي هذه الخطوة امتدادًا للتعاون المثمر القائم بين الجهتين، الذي شهد العمل على مبادرات مشتركة مثل مبادرة "حوار وادي عشار" و"قمة العُلا لمستقبل الثقافة"، و"قمة العُلا العالمية للآثار" عام 2023، إلى جانب المشاركة في مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، والمشاريع ذات العلاقة بتطوير المدارس الثقافية الحكومية والأهلية في العُلا، وإثراء الفعاليات الثقافية المقامة في المحافظة، وذلك ضمن مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للثقافة، التي تسعى إلى جعل الثقافة نمط حياة، ومصدر فخرٍ وطني، بما يسهم في تنمية مجتمع محافظة العُلا، وفي تعزيز مكانة المملكة حاضنة للتراث والفنون، بما يتماشى مع تطلعات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تنويع الاقتصاد، وتمكين قطاعات المعرفة والإبداع، حيث أسهمت هذه الجهود في ترسيخ مكانة العُلا مركزًا ثقافيًا رائدًا، يعزز الحوار والتبادل الإبداعي والمعرفي بين الفنانين والقادة الثقافيين.