الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز 30 سبتمبر 2025ء) وقّعت هيئة المكتبات خلال مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي تنظمه وزارة الثقافة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، اتفاقيةً تشغيليّة استثمارية مع شركة "عِلم"؛ لتتولى بموجبها الشركة تشغيل مشروع "البيوت الثقافية" في كلٍّ من واحة الرياض بمدينة الرياض، والدمام، وأحد رفيدة، وفق نموذجٍ تشغيليٍّ يعتمد على المشاركة في الدخل، بما يضمن كفاءةً تشغيليّة عالية، وتجربةً ثقافيّة متكاملة تخدم مختلف فئات المجتمع، وتعزز الاستدامة المالية، وذلك في إطار الاهتمام المتنامي بدور الثقافة والفنون، وتعزيز استدامة منشآتها الحيوية.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة المكتبات الدكتور عبدالرحمن بن ناصر العاصم، أن هذه الشراكة تُمثّل تحولًا في مفهوم إدارة المرافق الثقافية، وخطوة نحو توفير نماذج تشغيل حديثة تُرسّخ العلاقة بين المجتمع والأصول الثقافية، وتمنح البيوت الثقافية دورًا محوريًا بصفتها محركاتٍ للمعرفة والتفاعل المجتمعي.
وأوضح أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن الإستراتيجية الوطنية للثقافة الرامية إلى بناء بيئةٍ ثقافيّة محفّزة، وإيجاد مساحاتٍ متجددة للتعبير والإبداع؛ تُعزز الحضور الثقافي في حياة الناس وتدعم التنمية المتوازنة في مختلف مناطق المملكة.
ومن جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لشركة "عِلم" محمد العمير، إلى أن الاتفاقية تُعد رؤية إستراتيجية تتجاوز الأبعاد التشغيلية، وأن الاستثمار في البنية الثقافية نابعٌ من الإيمان بدور الثقافة في بناء الإنسان، وتمكين المجتمعات، وتعزيز الفرص المحلية الواعدة.
وبيّن أنه من خلال خبرات "علم" التشغيلية والتقنية، ستسهم في تقديم تجربة ثقافية متكاملة تثري حياة الناس، وتُبرز الثقافة عنصرًا مؤثرًا في التنمية الوطنية المستدامة.
وتأتي هذه الاتفاقية ضمن مبادرات هيئة المكتبات الرامية إلى تطوير وتحويل المكتبات العامة إلى بيوت ثقافية حديثة تحتضن الفنون والمعرفة والابتكار، وتوفر بيئةً تفاعليّة شاملة، تضم مكتبات متنوعة، ومسارح، ومعامل تقنية، وقاعات متعددة الاستخدام، ومناطق عمل مشتركة، ومساحات خارجية مخصصة للفعاليات، بما يجعلها منصات مجتمعية مفتوحة، تعكس الهوية السعودية، وتلبي احتياجات المجتمع.
وتُجسّد هذه الشراكة توجهًا وطنيًّا نحو تطوير نموذج مستدام لتشغيل الأصول الثقافية، عبر تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص، وتوسيع أدواره في مسارات التنمية الثقافية.
ومن خلال هذه الاتفاقية، تعكس "عِلم" رؤيتها في الاستثمار في القطاعات الحيوية، إذ يمثل المشروع امتدادًا لنهجها في تقديم حلول تشغيلية وتقنية تدعم بناء بُنيةٍ ثقافيّة متكاملة، وتُبرز الثقافة فرصة تنموية، ومجال استثمارٍ وطنيّ واعد.
ويُعد مشروع "البيوت الثقافية" من أبرز المبادرات الوطنية في القطاع الثقافي، إذ يُعيد تقديم المكتبات مساحاتٍ ثقافية حيّة تعكس نبض المجتمع وتحاكي احتياجاته المعرفية. كما تمثل الشراكة بين هيئة المكتبات وشركة "عِلم" نموذجًا وطنيًا متقدمًا لتكامل الجهود، وتفعيل الشراكات الإستراتيجية، وتوفير بيئة تشغيلية متطورة تعزز استدامة الثقافة في مختلف مناطق المملكة.