الجامعة العربية: ليس لنا دور في حل أزمة أفغانستان ونأمل ألا تتحول مجددا لبؤرة دعم للإرهاب

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 04 سبتمبر 2021ء) أكدت جامعة الدول العربية، اليوم السبت، أنها لا تستطيع التدخل لحل الأزمة الأفغانية أو التوسط بين أطرافها، معللة ذلك بأن الأمر خارج عن نطاق ولايتها، إلا أنها أعرب عن أملها ألا تتحول أفغانستان بعد سيطرة حركة "طالبان" المتشددة على السلطة إلى بؤرة دعم للإرهاب مرة أخرى.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في مقابلة مع سبوتنيك "الوضع في أفغانستان مقلق لأن السرعة التي حدثت بها التطورات أدت إلى أوضاع غير مستقرة"، مضيفا "أفغانستان بلد له أهمية لأنه كان قبل 2001 ملجأ لجماعات متشددة ومتطرفة وإرهابية كثيرة"​​​.

وأكد زكي "نضع أعيننا على هذا البلد ونأمل ألا يتحول مرة أخرى إلى نقطة لدعم الإرهاب، أما فيما يتعلق بالاعتراف بالحركة [طالبان] فهذا أمر سيادي لكل دولة".

وحول إمكانية لعب الجامعة العربية دورا لتسوية الأزمة الأفغانية أو التوسط بين أطرافها، قال زكي "الجامعة العربية لا يمكن أن تقوم بهذا الدور لأنه ليس من ولايتها ولكن لدينا إحدى الدول الأعضاء وهي قطر تحتفظ بعلاقة مع طالبان وساعدت في الحوار بين الجماعة والولايات المتحدة".

يذكر أنه مع بدء انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من أفغانستان في أيار/مايو الماضي، توالى سقوط الولايات الأفغانية بيد حركة "طالبان" المتشددة (المحظورة في روسيا) والتي سيطرت أخيرا في 15 آب/أغسطس على العاصمة كابول ما عدا مطارها الدولي الذي تمركزت فيه بقايا القوات الدولية حتى تأمين إجلاء رعاياها والانسحاب الكامل في آخر الشهر الماضي.

وشهد مطار كابول حالة واسعة من الفوضى نتيجة اقتحام مئات المواطنين الصالات وحتى مدرج الإقلاع؛ في محاولة لمغادرة البلاد على متن الطائرات الأجنبية القادمة لإجلاء الرعايا والمتعاونين الأفغان.

وبنهاية يوم 31 آب/أغسطس الماضي، استولت حركة طالبان على مطار كابول كاملا بعد ساعات من إقلاع آخر طائرة عسكرية أميركية منه وخروج القوات الأجنبية نهائيا من أفغانستان، ليعقبه احتفال مسلحي الحركة بهذا الانسحاب معبرين عن فرحتهم بعودة "النظام الإسلامي".

وتتجه أنظار العالم صوب أفغانستان في ترقب حذر لما ستكون عليه الأحوال بعد انتهاء مهلة الإجلاء والانسحاب الغربي من هذا البلد. 

فبرغم أن طالبان تحاول جاهدة تقديم وجه أكثر اعتدالا للعالم منذ تولي مقاليد الأمور والسيطرة على أفغانستان، إلا أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول شككوا في مثل هذه التطمينات، معتبرين أن الاعتراف الرسمي بالحركة والحكومة التي ستشكلها يتوقف على الأفعال لا الأقوال.

وجدير بالذكر أيضا أن قطر تستضيف مكتبا لحركة طالبان وقد سهلت المحادثات بينها وبين الولايات المتحدة وأيضا الحكومة السابقة، وحاليا تعمل قطر مع حركة طالبان لإعادة تشغيل مطار كابول في "أقرب وقت ممكن"، إثر توقف الملاحة فيه مع مغادرة آخر الجنود الأميركيين البلاد وتحول هذا المنفذ إلى ممر إنساني واستراتيجي هام.