الأديب الأردني - الفلسطيني أبو سليم لسبوتنيك: "كورونا" مادة خصبة قابلة للتشكيل الفني

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 08 يونيو 2020ء)   رانية الجعبري. أكد الأديب الأردني – الفلسطيني، أحمد أبو سليم أن هناك مئات وربَّما آلاف من الأَعمال الأَدبيَّة والفنيَّة ستظهر استنادا إلى حالة كورونا كمادة خصبة جدَّاً قابلة للتطويع والتشكيل الفنِّي، ورأى أنه يكون هناك إلا القليل من هذه المواد الَّتي بوسعها استيعاب الكورونا كحالة ومفهوم، والتأسيس على ذلك في البحث في الأَعماق من أَجل تحريك الوعي البشري خطوة إلى الأَمام، معتبراً أن دور الفلسفة يأتي هنا وفي هذا السياق​​​.

وقال أبو سليم، في مقابلة خاصة مع وكالة سبوتنيك، "سنجد مئات وربَّما آلاف الأَعمال الأَدبيَّة والفنيَّة الَّتي تحاول أَن تتَّكئ على حالة كورونا كمادة خصبة جدَّاً قابلة للتطويع والتشكيل الفنِّي، لكنَّنا لن نجد إلاَّ القليل من هذه المواد الَّتي بوسعها استيعاب الكورونا كحالة ومفهوم، والتأسيس على ذلك في البحث في الأَعماق من أَجل تحريك الوعي البشري خطوة إلى الأَمام، ومن هنا يأتي دور الفلسفة".

وطالما كان ينظر أبو سليم للأَدب عبر عين الفلسفة، ويشرح "الأَدب ليس قيمة فنيَّة فحسب بنظري، وينعكس ذلك على الفنون جميعها بالضَّرورة، إذ يتوجَّب على العمل الفنيِّ أَن يحمل قيمة إنسانيَّة رفيعة من أَجل أَن يؤدِّي مهمَّته الإنسانيَّة وإلاَّ فقد معناه لحظة تلقِّيه، وانتهى، وقد يشبه ذلك إلى حدٍّ ما الفرق بين عود الثِّقاب الَّذي يشتعل لحظة ويحترق وينطفئ، والشَّمعة أَو المصباح الَّذي ينير لنا الدَّرب ويكون موجودًا لحظة حاجتنا إليه".

ويعتبر أبوسليم أنه "هنا يأتي دور الفلسفة، رؤية ما لا يُرى، تشكيل الانزياحات الممكنة، إشعال الخيال، دراسة الاحتمالات، اجتراح الأَسئلة، الخوض في العمق".

ويطرح الأسئلة التالية التي تؤكد احتياج هذه الأزمة للفهم فيقول "أَليست كورونا صراع وجود؟ صراع أُمم؟ صراع الإنسان مع بيئته ومحيطه وصولاً إلى نفسه؟ أَليست تناقض الفرد مع المجموع؟ والمواطن مع الدَّولة؟ والإنسان مع الإنسان؟ والشَّخص مع نفسه؟ أَلم يفسِّرها بعض المؤمنين بأَنَّها غضب من الله؟ وفسَّرها آخرون بأَنَّها مؤامرة كونيَّة رأسماليَّة قذرة؟ وفسَّرها آخرون بأَنَّها حرب الشَّيطان؟ أَليست الكورونا تعبير مطلق عن الهشاشة البشريَّة؟ أَليست تعرية للمنظومة الأَخلاقيَّة؟"، معتبرًا أن "كورونا أَكثر من ذلك بكثير، ولكي نستطيع أَن نلمَّ بتفاصيل�

�ا علينا أَن ننظر إليها من الدَّاخل، وتلك مهمَّة لا يتقنها الكثيرون".

ويعتبر أبو سليم أن "كوفيد-19 أَو كورونا، واقع جديد على هذا العالم برمَّته، قلب البشريَّة رأساً على عقب، وغيَّر ليس نمط الحياة فقط، وإنَّما نظرتنا إلى أَنفسنا وإلى الكون".

ويقول "ثمَّة من سمعتُ بأَنَّه قام بإنجاز رواية عن كورونا خلال أَقلَّ من شهرين، حتَّى قبل أَن يتجلَّى المفهوم، ذلك الأَمر يدعو للضَّحك طبعاً، وهو يعبِّر عن سذاجة تناول الأَدب، ودوره، كيف يمكن تناول تجربة غير مكتملة بعد؟ وإعادة طرحها؟ وما الَّذي نعرفه عنها حتَّى ندَّعي أَنَّنا هضمناها ونعيد طرحها من خلال الأَدب بقالب أَدبيٍّ فلسفيٍّ يليق بالتَّجربة؟"

ويتابع أبو سليم مؤكدا "نحن بحاجة إلى التأنِّي في الكتابة، فبقدر عظمة التَّجربة يمكن إنجاز أَدب عظيم يليق بالبشريَّة الجديدة بعد كورونا".

وأبو سليم هو شاعر وروائي، حاصل على ماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة الصداقة بين الشعوب، موسكو، عام 1992، متشعِّب الاهتمامات، التي تتوزع بين بين القراءة بكل أَشكالها مع ميل واضح نحو الفلسفة وعلم النَّفس، بالإضافة إلى الشعر والأَدب، ولع بالموسيقى، والرَّسم، والانحياز لفلسطين، على حد تعبيره مما دفعه لممارسة العمل السِّياسي الثوري أَيضًا في مرحلة ما من مراحل حياته، ومن أعماله مذكرات فارس في زمن السُّقوط، والبوم على بقايا سدوم، وآنست داراً، وبعد ذلك رواية الحاسَّة صفر، ثمَّ رواية ذئاب منويَّة، ثمَّ رواية كوانتوم، ثمَّ ديوان شعر بعنوا

ن ضدَّ قلبك، ثمَّ أَخيراً رواية بروميثانا الَّتي سخَّر فيها تجربته مع موسكو في جزء منها.