رئيس كوريا الجنوبية يبدأ غدا زيارة "تاريخية" لمصر .. وتوقعات بعقد اتفاق للتجارة الحرة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 18 كانون الثاني 2022ء) سلمى خطاب. يبدأ الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن زيارة إلى القاهرة غدا الأربعاء، تعد هي الأولى لرئيس كوري جنوبي إلى مصر منذ نحو 16 عاما، ويعتبرها خبراء زيارة "تاريخية" يتوقع أن تسفر عن اتفاقات وتفاهمات جديدة بين مصر وكوريا الجنوبية في المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية.

وتأتي زيارة مون جيه إلى القاهرة التي ستستمر حتى الجمعة، ضمن جولة زيارات في الشرق الأوسط شملت الإمارات والسعودية، ويأتي على رأس وفد من رجال أعمال وإعلاميين.

في حديث مع وكالة "سبوتنيك"، يقول رئيس وحدة الدراسات الدولية والخبير في الشؤون الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد قنديل إن "هذه الزيارة تأتي في وقت تسعى فيه مصر لتطبيق رؤية تنموية طموحة وهي رؤية2030، وتأتي أيضا في إطار قيام كوريا الشمالية بإجراء 4 تجارب صاروخية منذ بداية هذا العام، وبالتالي من المتوقع أن تشهد نقاشات مهمة حول مختلف العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية وسبل تعزيز التعاون بين الدولتين للتعامل معهذه التحديات".

ويتوقع قنديل أن تشكل لقاءات الرئيس الكوري الجنوبي إلى مصر والوفد المرافق له فرصة لاكتشاف التبادل التجاري بين مصر وكوريا الجنوبية والقيام بالاستثمارات المباشرة في مصر. وقال "تشهد الزيارة سبل الاتفاق حول اتفاقية للتجارة الحرة بين مصر وكوريا الجنوبية، والجانب الكوري الجنوبي يبدو متحمسا للتوصل لهذه الاتفاقية لتكون مصر أول دولة أفريقية يتم التوصل معها إلى مثل هذا الاتفاق".

إضافة إلى ذلك، أكد قنديل ان هناك فرصا كبيرة للتعاون بين مصر وكوريا الجنوبية "في مجال التصنيع العسكري"، مشيرا إلى انه "في خلال معرض الصناعات الدفاعية إيديكس الذي أقيم في القاهرة في نهاية العام الماضي أبدت مصر استعدادها لتصنيع مدفع الهاوتزر الأميركي الذي تقوم كوريا الجنوبية بتصنيعه، وأيضا هناك تفاهم حول مسألة تصنيع الدبابات الكورية الجنوبية".

وقال "من المتوقع أن تصدر عن هذه الزيارة اتفاقات لتصنيع هذه الأدوات العسكرية المتطورة".

في السياق ذاته، وصف السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الآسيوية هذه الزيارة ب"التاريخية"،حيث تتمتع البلدين بعلاقات سياسية واقتصادية وأيضا علاقات تاريخية وثيقة".

وأوضح حجازي أن "العلاقات المصرية الكورية هي علاقات متنوعة وتتجه نحو آفاق واسعة منذ الزيارة الهامة التي أجراها الرئيس المصري لكوريا الجنوبية في عام 2016 عندما أعلنت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ومنذ ذلك التاريخ تم تنفيذ العديد من المشروعات التجارية الكبرى".

كما لفت السفير المصري الأسبق إلى حجم التبادل التجاري بين البلدين يتخطى ملياري دولار، وقال إن "التبادل التجاري بين مصر وكوريا هو تبادل مستقر وميزان يميل قليلا لصالح كوريا لكنه متوازن حيث تصدر مصر بنحو مليار دولار وكوريا الجنوبية بنحو مليار ونصف دولار، وكلا البلدين يسعى من خلال العديد من المشروعات التنموية الكبرى إلى إطلاق طاقات العلاقات لآفاق تتعلق في المرحلة القادمة بالصناعات الخضراء والطاقة الشمسية المتجددة".

كذلك لفت حجازي إلى أن الزيارة ستشهد "مباحثات للعمل من أجل إبرام اتفاقية التجارة الحرة المصرية الكورية والتي ستكون نقطة انطلاقة كبرى في العلاقات المصرية الكورية".

وأضاف "هناك العديد من أطر التعاون خاصة في مجال مكافحة كورونا وفي مجال تطوير التبادل المعرفي في المشروعات النووية خاصة في منطقة الضبعة"، مؤكدا "كلي ثقة أن هذه العلاقات ستنطلق بعلاقات مصر وكوريا الجنوبية إلى آفاق أرحب، كما أن للدولتين دور مؤثر على الساحة الدولية في إطار استعادة أمن واستقرار المنطقة من خلال البعد التنموي والدور الفاعل لكل من كوريا ومصر في محيطيهما الإقليمي والدولي".

وبحسب بيانات السفارة الكورية الجنوبية، فإن حجم التبادل التجاري بين الدولتين يشهد تصاعدا ملحوظا خلال السنوات الماضية، حيث سجل في عام 2019 مبلغ 1.8 مليار دولار، ثم تراجع قليلا في عام 2020 بفعل انتشار وباء فيروس كورونا المستجد ليسجل 1.5 مليار دولار، ثم عاود الارتفاع مجددا خلال عام 2021، حيث سجل التبادل التجاري بين البلدين 2.1 مليار دولار منذ بداية العام الماضي وحتى تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.