2020 عام الكشف عن التوابيت الأثرية الملونة في مصر.. والأنظار تتجه لـ"موكب ملكي" مطلع العام

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 27 ديسمبر 2020ء) سلمى خطاب. على الرغم من الصدمة التي تلقاها قطاع الآثار المصري إثر توقف حركة السفر والسياحة بسبب انتشار جائحة كوفيد-19 في العالم خلال عام 2020، إلا أن كشفين آثريين متتاليين لعشرات من التوابيت في حالة جيدة من الحفظ بمنطقة سقارة الأثرية، جذبا انتباه العالم كله إلى مصر خلال هذا العام، فيما تستعد البلاد لجذب الأنظار من جديد مطلع العام المقبل عبر "موكب ملكي مهيب حيث ستنقل 22 مومياء لملوك وملكات مصر القديمة من مقرهم الحالي بالمتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة المصرية.

في حديث مع وكالة سبوتنيك، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر مصطفى وزيري إنه "بالرغم من جائحة كورونا التي تسببت بشلل في العالم كله، نحن في الآثار استمرينا في أعمالنا وافتتاحات المتاحف مثلما شاهد العالم أجمع، واستمرينا في اكتشافاتنا الأثرية التي بدأت معنا في شباط/ فبراير 2020 بكشف في منطقة المنيا ثم استأنفنا أعمال الاكتشافات في منطقة سقارة وتمكنا من إبهار العالم أجمع بكشف عدد هائل من التوابيت الأثرية في حالة أكثر من رائعة".

وفي شباط/ فبراير 2020 أعلنت وزارة الآثار المصرية الكشف عن 16 مقبرة عائلة بداخلها 30 تابوتا تخص كبار كهنة معبد الإله جحوتي بمنطقة آثار الغريقة بمحافظة المنيا، جنوب البلاد، وفي أكتوبر/ تشرين الأول أعلنت الآثار الكشف عن آبار دفن تضم 59 تابوتا ملونين ومرصوصين فوق بعضهم البعض في حالة جيدة من الحفظ، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني أعلنت الوزارة أنها اكتشفت أكثر من 100 تابوت إضافية داخل آبار الدفن، وتعود جميعها إلى العصر المتأخر والبطلمي.

وفي هذا السياق يقول وزيري "بشكل عام، يمكننا اعتبار كشف مومياوات سقارة هو الكشف الأبرز لهذا العام، استطعنا إبهار العالم بهذا الكشف، ضم توابيت ومومياوات في حالة أكثر من رائعة وبألوان أكثر من رائعة، وهناك المزيد من الاكتشافات الأثرية التي سيتم الإعلان عنها في منطقة سقارة في العام المقبل".

مضيفا، " أيضا بداية العام المقبل سيكون هناك اكتشافات أثرية أثرية في مدن الأقصر والمنيا ومنطقة سقارة ومنطقة الأهرامات وفي محافظات الوجه البحري".

وخلال عام 2020 ايضا افتتحت مصر عديد من المشاريع الأثرية الهامة، لعل أبرزها هو الانتهاء من أعمال ترميم قصر البارون أمبان وافتتاحه أمام الزائرين وهو واحد من أفخم القصور الأثرية في مصر، استغرقت أعمال ترميمه نحو عامين، وبلغت تكلفة الترميم 175 مليون جنيه (أي نحو 10.5 مليون دولار).

كما افتتحت مصر العديد من المتاحف خلال هذا العام، أبرزها متحف مدينة الغردقة في شباط/ فبراير الماضي، وهو أول متحف أثري يعمل بالشراكة مع القطاع الخاص، إضافة إلى ذلك في 31 أكتوبر/ تشرين الاول، افتتحت مصر ثلاث متاحف في وقت واحد، وهي متاحف مدن شرم الشيخ وكفر الشيخ ومتحف المركبات الملكية بالقاهرة.

وفي هذا الصدد يقول وزيري "نحن الآن أيضا ننهى العمل في ثلاث متاحف أخرى هي متحف الحضارة المصرية ومتحف العاصمة الإدارية الجديدة ومتحف مطار القاهرة"، موضحا "هذه المتاحف الثلاث في طور وضع اللمسات النهائية، وسيكونوا جميهم جاهزين للافتتاح بداية العام المقبل 2021".

ومن المنتظر أيضا في مطلع عام 2021 هو "موكب المومياوات الملكية" الذي سينقل خلاله مومياوات 18 ملكا و4 ملكات ممن حكموا مصر قديما، من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة المصرية، وهو الحدث الذي تجهز له مصر خط سير محدد، وتصميمات فنية وتقنية لتنقل المومياوات في موكب تصفه وزارة الآثار بأنه سيكون "مهيبا".

ومن بين المومياوات التي سيتم نقلها مومياء الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، والملك أحمس- نفرتاري زوجة الملك أحمس.

وبسبب انتشار جائحة كوفيد-19، أجلت مصر الافتتاح الذي كان منتظرا هذا العام للمتحف المصري الكبير، وفي هذا السياق يقول أمين المجلس الأعلى للآثار إن "المتحف المصري الجديد سيكون جاهزا للافتتاح في النصف الثاني من 2021 لكن موعد افتتاحه لم يحدد بعد".

وبحسب تقرير صادر عن وزارة الآثار في كانون الأول/ ديسمبر الجاري، فإنه تم الانتهاء من 96 بالمئة من أعمال المتحف المصري الكبير، ووصل عدد القطع الأثرية المنقولة له لأكثر من 54 ألف قطعة أثرية.

ويقع المتحف المصري الكبير في محافظة الجيزة، على بعد مسافة قليلة من أهراماتها الشهيرة، وتطمح مصر بعد افتتاحه إلى تحويل هذه المنطقة بالكامل، إلى منطقة سياحية.

وتزيد المساحة الكلية للمتحف عن 117 فدانا، والمبنى نفسه على مساحة 165 ألف متر، وسيعرض بداخله آلاف من القطع الأثرية الشهيرة، أبرزها التمثال الضخم للملك رمسيس الثاني، ومجموعة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون التي ستعرض لأول مرة.