أبوظبي في 28 أغسطس/ وام/ أثبتت المرأة الإماراتية حضورا متميزا وكفاءة عالية في قطاع التعليم، وأسهمت بفاعلية في تطوير المنظومة التعليمية وتعزيز مسيرة البحث العلمي، بما يدعم الأهداف التنموية الوطنية ويعزز تنافسية الدولة مركزا عالميا للمعرفة والابتكار.
وتحظى المرأة الإماراتية في هذا المجال بدعم ورعاية القيادة الرشيدة، التي لطالما وفرت لها فرصاً متكافئة للتعليم والعمل، ومكنتها من الوصول إلى مواقع القيادة وصنع القرار، انطلاقا من إيمان راسخ بقدرتها على الابتكار والمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل الدولة.
وقالت الدكتورة سميرة عبدالرحمن الملا، مدير إدارة السياسات والتخطيط الأكاديمي والتعلم مدى الحياة بالإنابة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، نرى اليوم نساء إماراتيات يشغلن مناصب رفيعة في الجامعات، ويقدن مراكز أبحاث ومبادرات وطنية، ويسهمن في صياغة السياسات التعليمية، وتأثيرهن ملموس في تعزيز الجودة، وتمكين الطلاب، ودمج القيم الوطنية في المنظومة التعليمية.
وتحدثت الملا عن مسيرتها المهنية، حيث قالت إنها اختارت هذا المجال انطلاقاً من ثقتي بأن التعليم هو المحرك الأساسي للتنمية المستدامة والتغيير الإيجابي.
وعلى مدار سنوات عملها، شغلت الدكتورة سميرة الملا عددا من المناصب القيادية في مجالات الاعتماد الأكاديمي والسياسات التعليمية والتخطيط الأكاديمي، إلى جانب مساهمتها في قيادة مبادرات وطنية رائدة، أبرزها تطوير الإطار الوطني لتصنيف الجامعات، وتحسين خدمات الاعتراف بالشهادات الجامعية من خلال إعادة هندسة السياسات والإجراءات، فضلا عن قيادتها برنامج الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم العالي.
كما أولت اهتماما كبيرا للتطوير المستمر، فانضمت إلى برامج متقدمة مثل دبلوم استشراف المستقبل ودبلوم القيادات في الذكاء الاصطناعي، فيما حصد مشروعها "المرصد الوطني للأمن الغذائي والمائي" جائزة أفضل مشروع.
وحققت الدكتورة الملا إنجازات متميزة شملت تطوير منصات تحليل البيانات لدعم صنع القرار في التعليم العالي، وقيادة مشاريع الابتكار المؤسسي وتحسين تجربة المتعاملين، والمشاركة في تأسيس مركز استخبارات التهديدات السيبرانية بجامعة دبي.
وأشارت إلى أن سجلها الأكاديمي يتضمن نشر أبحاث علمية محكمة تجاوزت استشهاداتها 680 استشهاداً علمياً، بمؤشر “H-index” بلغ 9، إلى جانب حصولها على عدد من الجوائز في التميز المؤسسي والبحثي.
وأكدت الدكتورة سميرة عبدالرحمن الملا أن دولة الإمارات رسخت نموذجا عالميا في تمكين المرأة، خصوصا في قطاع التعليم، حيث وفرت البيئة التشريعية والمؤسسية التي تدعم مشاركتها الفاعلة وتقدّمها المهني.
من جانبها، أكدت عزة خلفان الشهياري، مدير إدارة خدمات الاعتراف بمؤهلات التعليم العالي، أن المرأة الإماراتية اليوم حاضرة بقوة في صياغة إستراتيجيات التعليم من مختلف النواحي، وأسهمت في رفع جودة المخرجات التعليمية وتعزيز مكانة الدولة عالميا، سواء من خلال استقطاب الكفاءات المؤهلة أو عبر بناء جيل منافس عالميا.
وترتبط المسيرة المهنية لعزة خلفان الشهياري بمجالات تتطلب تواصلا دوليا وفهما وعميقا للثقافات المختلفة، وهو ما عزز قناعتها بأن بناء الإنسان يبدأ من التعليم.
وقالت إنها اختارت هذا المجال لتواصل خدمة وطنها بأسلوب مختلف، عبر بناء العقول وصناعة المستقبل، معربة عن سعادتها بنقل خبرتها ومهاراتها إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتحقيق المزيد من النجاحات والتميز.
وأوضحت أنها استثمرت ما اكتسبته من مهارات قيادية وتنظيمية في تطوير وتنفيذ مبادرات نوعية تعزز مخرجات التعليم، إلى جانب دمج التقنيات الحديثة في عمليات الاعتراف بالمؤهلات الأكاديمية والمهنية والفنية والتقنية، مؤكدة أن دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في تسريع وتيرة عمليات الاعتراف وتدقيق المؤهلات أصبح محوريا وإستراتيجيا.
وشددت على الدور الحيوي الذي تؤديه المرأة الإماراتية في تطوير قطاع التعليم، موضحة أن مساهمتها في دعم المؤهلات عالية الجودة كجزء من فريق عمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تُعد ركيزة أساسية في بناء مجتمع آمن ومزدهر.
وأضافت الشهياري أن طموح المرأة الإماراتية هو المحرك الحقيقي لمسيرة الدولة نحو الريادة العالمية، والتطلع إلى المناصب القيادية لا يبنى بالصدفة، بل يصنع بالإصرار، والتعلم المستمر، والالتزام بالقيم، والقدرة على اتخاذ القرار في أصعب الظروف.
من جهتها، قالت فاطمة أحمد الحمادي، أخصائي أول تطوير البرامج في مفوضية الاعتماد الأكاديمي للتعليم العالي، التي بدأت رحلتها المهنية بدافع الشغف بتطوير جودة التعليم، إنها دخلت هذا المجال انطلاقا من قناعتها الراسخة بأن التعليم هو الأساس لبناء مجتمع مبتكر ومستدام، وأن الاستثمار في العقول هو أعظم استثمار للمستقبل.
وخلال مسيرتها، ساهمت الحمادي في صياغة سياسات ومعايير جودة التعليم على المستوى الوطني، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات داعمة لرواد الأعمال الشباب، بما يسهم في بناء منظومة تعليمية أكثر شمولية وابتكاراً.
وأكدت أن المرأة الإماراتية اليوم تشارك بفاعلية في دفع عجلة التحول النوعي في قطاع التعليم من خلال أدوارها القيادية والأكاديمية والميدانية، مستندة إلى رؤية القيادة الرشيدة التي تؤمن بقدرتها على الإبداع وصنع الأثر.
وأضافت أن إسهامات المرأة الإماراتية لا تقتصر على الفصول الدراسية، بل تمتد لتشمل ابتكار الحلول، وتربية الأجيال، وتوجيه قادة المستقبل نحو التميز.
وأوضحت الحمادي أن العالم اليوم يشهد تغيرات متسارعة تفرض على الجميع أن يكونوا صانعي التغيير لا مجرد متلقين.
وقالت نحن نعيش في مجتمع مُمكَّن تؤمن قيادته بقدراتنا وتوفر لنا الأدوات والفرص لنبتكر ونقود، والتعليم هو أحد أهم مفاتيح هذا التغيير، ومن خلاله يمكننا بناء جيل قادر على مواكبة المستقبل والمساهمة في تشكيله بما يخدم وطننا والعالم.