(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 01 سبتمبر 2019ء) اتهم زعيم جماعة أنصار الله "الحوثيين"، عبدالملك الحوثي، التحالف العسكري الداعم للحكومة اليمنية الشرعية بتعمد قصف سجن خاص بالأسرى في محافظة ذمار غرب اليمن، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً منهم كان يتهيأ للخروج ضمن صفقة تبادل مع الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية.
وقال الحوثي، في كلمة متلفزة بثتها قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة بمناسبة الهجرة النبوية: "جريمة العدوان بحق الأسرى تعبر عن حقد وإفلاس إنساني وأخلاقي وتخبط وانسداد أفق في معركته العبثية على شعبنا".
وأضاف: "الجريمة تقدم شاهدا إضافيا على أن تحالف العدوان يستبيح كل أبناء الشعب اليمني حتى الموالين له".
وذكر أن "السعودية والإماراتية تنظر إلى الخونة كبضاعة وسلعة يتصرف بها كيفما شاءوا".
ودعا الحوثي الحكومة اليمنية، إلى اتخاذ موقف من قصف التحالف العربي أسراها في ذمار، قائلا: إن لم يكن لكم موقف إزاء استباحة الأعداء بحق أسراكم فأنتم تخسرون أكثر فأكثر".
وشدد على ضرورة "أن تشكل الانتهاكات والجرائم اليومية للعدو دافعا لتحمل المسؤولية للتصدي لكل أشكال العدوان وصولا إلى الانتصار".
ونصح الحوثي "كل من يقاتلون في صف التحالف وقوات الحكومة اليمنية إلى مراجعة حساباتهم.
وعلق زعيم "أنصار الله" على ما تشهده محافظات جنوب اليمن من صراع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، بالقول: "الأحداث الأخيرة في عدن وشبوة أظهرت سيطرة الأجنبي على مسرح الوقائع وكيف يؤدب تلك الأدوات المحلية إن خرجت قليلا عن مسار توجيهاته وأوامره".
وتابع: "عندما تقدم البعض مبتهجا إلى عدن دون إذن السعودي تم طردهم فورا وقتلت أحلامهم وآمالهم".
واستطرد: "غير متاح ولا مسموح للخونة أن يتحركوا وفق حساباتهم قيد أنملة عن المسار المحدد الذي يخدم حصريا مصالح الأجنبي".
واعتبر أن "من باع شعبه واستقلاله وكرامته مفلس على نحو فظيع وشنيع".
كانت جماعة أنصار الله اتهمت، في وقت سابق من اليوم الأحد، التحالف باستهداف سجن للأسرى في محافظة ذمار، وقالت الجماعة إن القصف أسفر عن مقتل نحو 60 شخصا، وإصابة 100 آخرين.
وقال رئيس اللجنة الوطنية للأسرى التابعة لـ" أنصار الله" عبدالقادر المرتضى، أن "السجن يضم 170 أسيرا والغارات استهدفت المبنى بشكل مباشر".
واتهم المرتضى، التحالف بـ"تعمد استهداف مبنى الأسرى في ذمار لإفشال جهود لجان محلية كانت على وشك إنجاز صفقة تبادل".
ونفى التحالف، على لسان الناطق باسم القيادة المشتركة العقيد تركي المالكي على اتهامات الحوثيين، أن يكون الهدف الذي قصفه في ذمار سجن، مؤكداً أنه موقع عسكري.
وقال المالكي، في تصريحات لقناة "العربية الحدث"، إن "القوات المشتركة استهدفت فجر اليوم أحد المواقع العسكرية في ذمار لتحييد وتدمير القوات الحوثية، والهدف العسكري هدف مشروع، ولدينا ما يثبت استخدام الميليشيات لهذا الموقع، وتم متابعته من منظومة الاستخبارات لفترة طويلة".
وأضاف المالكي "لدينا ما يثبت أن الميليشيات استخدمت هذا الموقع لتخزين الطائرات من دون طيار، وأنظمة الدفاع الجوي".
وتدور على الساحة اليمنية، منذ أكثر من 4 سنوات، معارك عنيفة بين جماعة أنصار الله وقوى متحالفة معها من جهة، وبين الجيش اليمني مدعوما بتحالف عسكري يضم دولا عربية وإسلامية تقوده السعودية من جهة أخرى.
ويسعى التحالف وقوات الجيش الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، لاستعادة مناطق سيطرت عليها الجماعة.
وبات اليمن، بفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، فبحسب بيانات الأمم المتحدة، قتل وجرح مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين نتيجة للنزاع في اليمن؛ كما يحتاج نحو 22 مليون شخص، يشكلون 75 بالمئة من السكان، إلى المساعدة والحماية الإنسانية.
