اليمن.. الانتقالي الجنوبي يسيطر على قصر الرئاسة بعدن​​​..والحوثيون يدعون لمصالحة وطنية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 11 أغسطس 2019ء) ذكر مصدر عسكري يمني لوكالة "سبوتنيك"، اليوم السبت، أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي قد تسلمت السيطرة على قصر معاشيق الرئاسي، آخر مقرات الحكومة والجيش اليمني في العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن، وذلك بعد اشتباكات استمرت لأيام مع قوات الحماية الرئاسية في محيطه.

وأفاد المصدر بأن "قوات الحزام الأمني، مدعومةً بوحدات من الدعم والإسناد، تسلمت القصر الرئاسي من حاميته"، بعد أربعة أيام من القتال مع قوات الحماية الرئاسية في محيطه.

وأشار إلى أن "عملية التسليم سبقها انسحاب قوات سعودية كانت تتمركز في القصر، إلى معسكر قيادة التحالف في مديرية البريقة غرب عدن".

وذكر عدنان الكاف، عضو المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن إن "جميع المعسكرات في عدن سقطت، والكثير من الجهات الحكومية والعسكرية أعلنت انضمامها إلى المجلس الانتقالي الجنوبي".

وعن الخطوة التالية لسيطرة المجلس على عدن، قال الكاف، "نطمئن جماهير الجنوب كلها أننا سنعمل وفق إعلان عدن التاريخي ونلتزم به، وسنلبي حاجة الشعب".

وأفاد مصدر عسكري يمني في عدن لوكالة "سبوتنيك" بأن اللواء الركن فضل حسن العمري قائد المنطقة العسكرية الرابعة في الجيش اليمني، التي تضم محافظات عدن، لحج، أبين، الضالع، تعز، انضم إلى قوات المجلس الانتقالي.

وسقط عشرات القتلى والجرحى إثر اشتباكات بين قوات الحماية الرئاسية، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في عدد من مناطق عدن، منذ بدء الاشتباكات الأربعاء الماضي، عقب تشييع جثمان قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير المشالي اليافعي "أبو اليمامة" وآخرين في قصف تبنته جماعة أنصار الله "الحوثيين"، بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة مفخخة، استهدف حفلاً في معسكر الجلاء بمديرية البريقة غرب عدن،  أسفر عن مقتل 35 عسكرياً آخرين.

واتهم المجلس الانتقالي الجنوبي قوات الحماية الرئاسية بالاعتداء على عناصر تابعين للحرام الأمني التابعين للمجلس في كريتر أمام قصر المعاشيق الرئاسي بعد تشييع جنازة "أبي اليمامة"، مما دفع نائب رئيس المجلس هاني بن بريك لإعلان حالة النفير العام، داعيا قواته لاقتحام القصر وطرد عناصر الحماية الرئاسية.

من جانبه، وصف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، ما حدث من سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على المقار الحكومية والمعسكرات ومنازل قيادات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن، بـ "انقلاب آخر على الشرعية الدستورية".

ودعا الإرياني في تغريدات على "تويتر"، "المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي القيام بواجباتهم بموجب القوانين الدولية".

وأضاف: "رهاننا على أشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه، رهان ثابت وراسخ لا يتزعزع مهما كانت التحديات والظروف".

فيما دعت جماعة أنصار الله (الحوثيين) غلى مصالحة وطنية في ظل الأحداث الجارية.

وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى لأنصار الله، مهدي المشاط، في بيان نشره موقع الجماعة، إن "ما يحدث اليوم في عدن والمحافظات المحتلة يؤكد أننا منذ اللحظة الأولى قد اتخذنا الخيار الصحيح بمواجهة الغزاة والمحتلين".

وتابع، "العدو يسعى إلى تقسيم وتجزئة وتفكيك هذا البلد وإشعال كامل الجغرافية اليمنية بالفوضى وإثارة النعرات المناطقية بين أبنائه".

وأردف المشاط، "نحن بصدد تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية والحل السياسي، للخروج ببلدنا من دوامة الصراع والارتهان للخارج".

وذكر أن "الموقف الديني والوطني والمنطقي هو التحرك في مواجهة الغزو الأجنبي ولملمة الصفوف والشروع في حوار يمني - يمني يضمن حقوق كافة أبناء الشعب".

وجدد المشاط "الدعوة للمغرر بهم للعودة إلى أرض الوطن في ظل مصالحة وطنية شاملة"، مشيراً إلى "أن المشتركات بين اليمنيين كفيلةٌ بتجاوز المسائل الخلافية".

وخاطب رئيس المجلس السياسي في صنعاء، من وصفهم بـ "المخدوعين" بالقول، "عليكم أن تتعلموا من دروس التاريخ، وتدركوا أن مكافأتكم من قوى العدوان لن تكون إلا الذل والهوان، ندعو إلى انتهاز فرصة قرار العفو العام والعودة السريعة إلى حضن الوطن".

وتدور على الأراضي اليمنية، منذ أكثر من 4 سنوات معارك عنيفة بين جماعة أنصار الله وقوى متحالفة معها من جهة، وبين الجيش اليمني مدعوما بتحالف عسكري من دول عربية وإسلامية تقوده السعودية من جهة أخرى.

ويسعى التحالف وقوات الجيش الموالية للرئيس هادي، لاستعادة مناطق سيطرت عليها "أنصار الله" في كانون الثاني/يناير من العام 2015.