غروندبرغ: ملتزمون بإنهاء الصراع في اليمن وعلى الأطراف الانخراط في حوار سلمي دون شروط مسبقة

القاهرة، 10 سبتمبر - (پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك) أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم الجمعة، التزام الأمم المتحدة بإنهاء الصراع المستمر في اليمن منذ نحو 7 أعوام، داعياً الأطراف إلى استئناف العملية السياسية بدون شروط مسبقة.

وقال غروندبرغ، في أول إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، منذ تعيينه: "عملية السلام في اليمن متوقفة منذ فترة طويلة. والأطراف في النزاع لم تناقش أي تسوية شاملة منذ 2016، اليمنيون عالقون في حالة حرب إلى أجل غير مسمى، من دون نهاية تلوح في الأفق"​​​.

وأضاف "على أطراف النزاع الانخراط في حوار سلمي برعاية الأمم المتحدة للاتفاق على تسوية بحسن نية ومن دون شروط مسبقة".

وتابع: "الأمم المتحدة ملزمة بالسعي من أجل سلام مستدام ينهي العنف ويحمي حقوق الشعب اليمني المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، سلام يضمن الحكم الرشيد ومؤسسات دولة تخدم المواطنين بشكل متساوِ".

وأردف: "هذا الهدف لايزال بعيد المنال اليوم ولكني لن أدخر جهداً لمحاولة جمع الأطراف وإشراك اليمنيين من جميع وجهات النظر السياسية والمكونات المجتمعية ومن كل أنحاء البلاد لمناقشة السبل المثلى للتوصل إلى أرضية مشتركة برعاية الأمم المتحدة لحل خلافاتهم من دون اللجوء إلى القوة".

وشدد على "ضرورة توقف القتال والعنف. وأن تعمل الجهات الخارجية الفاعلة على تعزيز عملية خفض التصعيد. وتدعم تسوية سياسية يقودها اليمنيون"، لافتاً إلى "أن استقرار المنطقة بالكامل من استقرار وسلام اليمن".

واعتبر "تيسير استئناف عملية انتقال سياسي سلمية وشاملة ومنظمة بقيادة يمنية تلبي المطالب والتطلعات المشروعة لشعب اليمن لن يكون سهلاً"، مؤكدا أنه "ليس هناك مكاسب سريعة".

وحذر من "أن النزاع في اليمن يهدّد الأمن الإقليمي والممرات المائية الدولية"، معرباً عن "قلقه بشكل خاص بشأن أي استهداف للمدنيين والبنية التحتية المدنية داخل اليمن وفي المملكة العربية السعودية".

وأشار المبعوث الأممي إلى "اعتزامه تقييم الجهود السابقة وتحديد ما نجح وما لم ينجح منها والإصغاء إلى أكبر عدد ممكن من اليمنيين واليمنيات لابد وأن نسترشد بتطلعاتهم".

وقال غروندبرغ إنه "سيبدأ أول جولة مشاورات له مع اليمنيين والجهات الإقليمية والدولية، وسيسافر قريباً إلى الرياض للالتقاء بالرئيس هادي وأعضاء آخرين في الحكومة اليمنية".

وأعرب عن تطلعه إلى "الالتقاء بقيادات (أنصار الله) وجهات أخرى في صنعاء، وجهات سياسية أخرى عبر اليمن، والالتقاء باللاعبين الإقليميين في الرياض ومسقط وأبوظبي والكويت وطهران والقاهرة وغيرها".

في السياق الميداني، قال المبعوث الأممي إنه "منذ مطلع العام 2020، كان التركيز منصباً على الهجوم المستمر الذي شنته (أنصار الله) على محافظة مأرب والذي أدى إلى حصد أرواح الآلاف من الشباب اليمنيين. لقد كان موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي واضحاً بأنه يجب أن يتوقّف الهجوم".

وأشار إلى "أن مدينة الحديدة لاتزال تشهد انخفاضاً واضحاً في انتهاكات وقف إطلاق النار"، معرباً عن "القلق إزاء الأعمال العدائية في المديريات الجنوبية من محافظة الحديدة"، مؤكداً "مواصلة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة عملها بما في ذلك حث الأطراف على الدخول في حوار من أجل تحديد الخطوات المقبلة".

وقال إن " النزاع المسلح الحالي استمر بلا هوادة على مدى 6 سنوات. فقد قُتِل المدنيون، بمن فيهم الأطفال، وشردوا وأفقروا. وقد قامت الجهات المسلحة باحتجاز الأشخاص واختطافهم وإخفائهم قسراً من دون عقاب كما ازداد العنف القائم على النوع الاجتماعي".

وعبر غروندبرغ عن "القلق من الوضع في المحافظات الجنوبية، حيث شهدت موجات متكررة من العنف وتراجعت الخدمات الأساسية والاقتصاد إلى حد كبير"، مشيراً إلى "أن تنفيذ اتفاق الرياض (الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019) يواجه تحديات، والحكومة غير قادرة على أداء عملها من عدن".

وقال إنه "لا يمكن تجاهل شكاوى ومطالب المحافظات الجنوبية"، مشدداً على أن السلام في اليمن لن يستديم إذا لم تساهم الأصوات الجنوبية وبشكل مسؤول في صياغة مستقبل اليمن".

واتهم المبعوث الأممي، كل الأطراف بـ "شن حرب اقتصادية مدمّرة بالنسبة لليمن واليمنيين"، مشيراً إلى "معاناة اليمنيين من قيود على حركتهم والسلع الأساسية بسبب القتال ونقاط التفتيش وإغلاق الموانئ والمطارات".

وجدد موقف الأمم المتحدة بأنه "لابد من ضمان حرية الحركة للناس والسلع من وإلى البلد وفي داخله، وفتح الطرق أمام حركة الناس والسلع من وإلى تعز. وفتح مطار صنعاء أمام الحركة التجارية. وتخفيف القيود المفروضة على استيراد الوقود والسلع عبر ميناء الحديدة"، مؤكداً أن "هناك حاجة إلى التنسيق بين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وأطراف النزاع لمعالجة هذه القضايا".