مساع حثيثة للحفاظ على التراث اليمني من النهب والتهريب – سفير اليمن لدى اليونيسكو

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 13 أبريل 2021ء) أ كد سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" محمد جميح، وحود مساع حثيثة للحفاظ على التراث اليمني من النهب والتهريب؛ من ضمنها تأسيس شرطة للآثار، ومقترحات لتسوير الأماكن الثرية المفتوحة.

وقال جميح في حوار مع وكالة "سبوتنيك حول الأوضاع التي تشهده المناطق الأثرية في اليمن: " للحفاظ على الآثار هناك دائرة في وزارة الداخلية، تسمى دائرة الآثار ولكنها غير مفعلة منذ فترة طويلة، تواصلنا مع وزير الداخلية السابق، ومتواصلون مع الوزارة الحالية، من أجل تعيين ضابط لهذه الدائرة"​​​.

وتابع " على أن تكون الدائرة برئاسة رجل أمن ولكن بعضوية مختصين من وزارة الثقافة، وهيئة المدن التاريخية، ومن الجهات المختصة كالخارجية والإعلام من أجل تفعيل الجانب الأمني وتأسيس ما يسمى شرطة الآثار أسوة بكثر من الدول التي لديها حضارات ضاربة في التاريخ، ونحن نحاول الاستفادة من التجربة المصرية حتى في استعادة الآثار التي تعتبر عملية معقدة".

وأضاف السفير اليمني "فيما يخص الحماية داخل البلاد إنشاء الله بعد رمضان [ المبارك] هناك أفكار يمكن أن تطرح مع بعض المؤسسات في بعض الدول المانحة المعنية بحماية الآثار لتسوير الآثار بحيث يكون هناك سور خارجي بحراسة أمنية يمكن أن يسهم إلى حد ما في الحد من عمليات النهب المستمرة".

كما أكد جميح في حديثه أن " المسؤولية الأولى عن الحماية والحفاظ على الآثار في اليمن تقع على الحكومة اليمنية، و أيضا منظمة اليونيسكو تتحمل المسؤولية لأنها منظمة عالمية وتتبع الأمم المتحدة ويجب أن يكون لها أسهام في حماية هذه الآثار، كما تقع المسؤولية عن تهريب القطع الأثرية على تلك الدول التي وجدت عندها هذه الآثار".

وفي إطار حديثه عن حادثة تهريب قطعة أثرية يمنية عرضت مؤخرا في فرنسا، أشار إلى أن "ما عرض مؤخرا هو وعل برونزي، هُرب وسرق من مدينة "مريمت" هكذا بالسبئية ، موجودة في مديرية حريب في محافظة مأرب، هُرب وبيع على شكل ثلاث قطع من أجل أن يسهل تهريبها، ثم أعيد تلحيمها، عرض في باريس كما عرض في طوكيو، ونحن عندما علمنا تواصلنا بوزارة الثقافة والخارجية، وأبلغنا الفرنسيون بهذا الأمر وأبلغوا أيضا ببعض النقوش المسندية التي تم تهريبها من بعض المعابد في مأرب".

وأضاف سفير اليمن "تواصلنا مع الدول المعنية، لان الوعل للأسف الشديد هُرّب إلى مؤسسة قطرية، ونحن في تواصل مع الأخوة القطريين، وهم صراحة يتعاونون في هذا الجانب"،

وأشار إلى أن الجانب القطري طالب" بعض الإيضاحات والصور لإثبات أن هذا الوعل خرج من اليمن، وزودناهم بما لدينا ولا زلنا ننتظر مزيد من المعلومات تأتينا من الموقع في الداخل لتزويدهم بها ولا بد من إعادة هذا الوعل لا نه وعل يمني ولا يجوز الاتجار به، حتى وان دفع المالك الحالي له مبالغ طائلة، في الأخير هذه قيمة تراثية وأثر تراثي لا يجوز ان يخرج من البلاد بدون أذن السلطة الشرعية".

ونوه جميح أيضا إلى أن هناك " أثار هربت عبر بعض الدول العربية إلى العالم، وصلت إلى واشنطن ونيويورك ولندن، البلد فيها حرب وآخر ما يمكن أن يتم الاهتمام به في زمن الحرب هو الآثار، وهي تجارة مربحة للأسف الشديد يتاجر بها الكثير في ظل الظروف المعيشية الحالية".

كما أشار إلى أنه "خلال الأسابيع الماضية تم ضبط شاحنة من صنعاء تريد العبور إلى المملكة العربية السعودية تتبع مهربي أثار تم ضبطها في منفذ الوديعة اليمني وتحفظت عليها الأجهزة الأمنية"، منوها إلى أن مشكلة بقاء المناطقة الأثرية في اليمن دون حراسة و غير مسورة يعرضها بشكل أكبر للنهب والسرقة، قائلا " لذلك نحن نبحث مع بعض الداعمين فرصة دعم مشاريع لتسوير هذه الآثار، التي تفتقر لإجراءات الحماية والأمن".

وأردف السفير في هذا السياق قائلا: " أقول لك بكل وضوح أننا إذا وجد أثر يمني أو قطعة أثرية يمينية، ضمن لنا أنها سوف تعرض في متحف عالمي، وستسجل من أين أتت والمكان الذي وجدت فيها والحضارة التي تنتمي إليها، وتاريخ الحضارة التي تنتمي إليها هذه القطعة فنحن سننظر إلى ذلك على أساس انه اقل ضررا من أن تنقل هذه القطعة إلى صالة خاصة أو إلى الأثرياء الذين يجمعون القطع الأثرية ثم لا يستفد منها".

وأوضح أنه إذا عرضت بمتحف عالمي فأنها على الأقل ستعود بالفائدة، وأنه سيكون هناك نوع من الترويج السياحي، والاعتراف بها كقطعة يمنية، وبذلك نشر المعلومات عن الحضارات اليمنية القديمة.

إلا أن المسؤول اليمني شدد على أن المشكلة الحقيقة في تهريب الآثار تكمن في تهريبها إلى الأثرياء "لأنها تظل في صالات خاصة ولا تخدم الأغراض السياحية ولا المعرفية ولا الأغراض البحثية، للباحثين في مجال الحضارات اليمنية القديمة، ومع ذلك نحن نحاول التعاون مع اليونيسكو لتتبع هذه الآثار، لكن لا أخفيك أن الآثار نهبت من قبل الحرب واستمر نهبها، وهناك جهات كثيرة داخلية وخارجية تعمل وشبكات كبيرة، وللأسف الشديد في ظل الحرب وهشاشة الأوضاع الأمنية يحدث مثل ذلك.