الفرنسيون ينتخبون رؤساء بلدياتهم بعد أكثر من 3 أشهر من تأجيل الجولة الثانية بسبب "كورونا"

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 28 يونيو 2020ء) أسامة حريري. انطلقت، اليوم الأحد، سباق الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في فرنسا، وفتحت مراكز الاقتراع في 4820 بلدية في البلاد أبوابها على الساعة الثامنة بتوقيت باريس​​​.

وقد بلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية 15.29 بالمئة حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا مقابل 18.38 بالمئة في الانتخابات السابقة عام 2014 بحسب وزارة الداخلية الفرنسية.

وتجري الدورة الثانية من الانتخابات البلدية في ظل ظروف صحية استثنائية بعد قرابة شهر ونصف على رفع الحجر الصحي - الذي فرضته السلطات في السابع عشر من آذار/مارس الماضي.

وجرت الدورة الأولى من الانتخابات البلدية في الخامس عشر من آذار/مارس الماضي أي قبل يومين من فرض الحجر الصحي، إلا أن تدهور الوضع الصحي حال دون تنظيم الدورة الثانية التي كانت ستجري بعد أسبوع من الجولة الأولى.

وعلى الرغم من سلبية المؤشرات الصحية أصرت السلطات على تنظيم الدورة الأولى في موعدها (15 مارس) على الرغم من المخاطر المترتبة عن ذلك مما عرضها لموجة انتقادات من قبل أحزاب معارضة ومن قبل خبراء في مجال الصحة. وبسبب خوف المواطنين من الوباء شهدت الدورة الأولى من الانتخابات البلدية نسبة مشاركة متدنية جدا وصلت الى 44.3 بالمئة مقابل 63.5 بالمئة خلال الانتخابات الأخيرة عام 2014.

وترى السلطات الصحية اليوم أن الشروط أصبحت مكتملة (تحسّن المؤشرات الصحية وانخفاض أعداد المصابين بالفيروس في المستشفيات والعناية المركزة) لتنظيم الدورة الثانية من الانتخابات البلدية التي أُجّلت أكثر من ثلاثة أشهر. ولهذه الغاية اتّخذت السلطات إجراءات صحية لتنظيم عملية الانتخاب بطريقة آمنة حرصا على سلامة المواطنين حيث تم وضع معقمات لليدين في كل مركز اقتراع كما تم وضع إشارات على الأرض لحث المواطنين على احترام قواعد التباعد الاجتماعي ذلك إضافة الى إجبارية ارتداء الكمامة الطبية.

ولتخفيف الضغط على مراكز الاقتراع والسماح لذوي الصحة الهشة بالانتخاب من دون الحاجة الى الخروج من منازلهم قررت السلطات السماح لكل شخص بحيازة توكيلين بدل توكيل واحد في السابق لكي ينتخب مكان أقاربه. وبهذا يستطيع كل مواطن أن ينتخب بالوكالة مكان شخصين من أقاربه.

هذا وتجدر الإشارة الى أن عدد من البلديات لن تشهد انتخابات اليوم الأحد وذلك لأن المعركة كانت حُسمت منذ الدورة الأولى بعد حصول مرشح أو آخر على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.

وتحتدم المواجهة في العاصمة باريس بين ثلاث مرشحات وهنّ: آن هيدالغو وهي عمدة باريس الحالية عن الحزب الاشتراكي، ورشيدة داتي المرشحة عن حزب "الجمهوريون" اليميني وأخيرا آنييس بوزين وهي المرشحة عن الحزب الحاكم "الجمهورية الى الأمام". هذا وتشير آخر استطلاعات الرأي الى تقدم عمدة باريس الحالية آن هيدالغو على منافستيها بفرق كبير.

ولم تحسم بعد المعركة الانتخابية في عدد كبير من المدن الكبيرة مثل ليون ومرسيليا وتولوز ومونبيلييه وليل وستراسبورغ حيث يتنافس مرشحون - بشكل رئيسي - عن الحزب الاشتراكي وحزب "الجمهوريون" وحزب "الجمهورية الى الأمام" الموالي للرئيس وحزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف و"حزب فرنسا الأبية" اليساري.

وللمرة الأولى في انتخابات بلدية يؤكد حزب "الخضر" (أوروبا إيكولوجيا الخضر) على حضوره القوي وعلى قدرته على قلب موازين القوى. وفي العاصمة باريس تحالف الخضر مع آن هيدالغو الاشتراكية مما أمّن لها أصواتا أكثر تخولها للفوز بولاية ثانية.

ويعّول اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبن على الفوز ببلدية مدينة بيربينيان الواقعة جنوب غرب البلاد حيث يأمل حزب التجمع الوطني أن يفوز مرشحه لويس آليو بالبلدية ليكون بذلك أول مرشح عن الحزب يفوز ببلدية تعداد سكانها أكثر من 100 ألف منذ عام 1995.