ليبيا..حكومة الوفاق تتهم الجيش الوطني بارتكاب إبادة بعد الكشف عن مقابر جماعية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 14 يونيو 2020ء) اتهمت حكومة الوفاق الوطني الليبية الجيش الوطني الليبي بارتكاب ما وصفته بأنه إبادة جماعية بعد الكشف عن مقابر جماعية بمناطق جنوبي العاصمة طرابلس، وذلك بعد ساعات من إعراب الأمم المتحدة عن صدمتها إزاء ذلك الكشف.

وقالت حكومة الوفاق الوطني في بيان إن "الميلشيات أبادت عائلات بأكملها في ترهونة وقصر بن غشير...وألقت بهم جميعا في آبار المياه".

وتابعت أن "المئات دفنوا في مقابر جماعية مجهولة، أو لا زالوا في عداد المفقودين".

وأضافت أنها "تنتظر أن تسمع إدانة دولية لكل من أسهم في هذه الجرائم"،  و"تحقيقا أمميا" على حد تعبيرها.

كما اتهمت الجيش الوطني بزرع ألغام في محيط طرابلس "تكفي لإيذاء فرقة كاملة لنزع الألغام قبل تفكيكها" على حد تعبير البيان، مرجحة أن "عناصر أجنبية زرعتها".

وقبل ساعات، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن صدمة شديدة حيال اكتشاف مقابر جماعية متعددة في ليبيا في الأيام الأخيرة، معظمها في ترهونة.

جاء ذلك في بيان أصدره المتحدث باسمه في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة بتوقيت نيويورك، دعا فيه إلى "إجراء تحقيق شامل وشفاف وتقديم الجناة إلى العدالة"، وفقا لموقع الأمم المتحدة.

وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أونسميل، قد أفادت يوم الخميس بأنها تتابع بقلق شديد التقارير "المروّعة جدا" حول اكتشاف 8 مقابر جماعية على الأقل خلال الأيام الماضية، معظمها في ترهونة.

وأوضحت في تغريدة على حسابها على توتير أنه "وفقا للقانون الدولي يتعيّن على السلطات إجراء تحقيق سريع وشفاف وفعّال حول ارتكاب حالات قتل خارج نطاق القانون".

وفي بيانه دعا الأمين العام، على وجه الخصوص، السلطات إلى "حماية المقابر الجماعية من العبث، والتعرف إلى الضحايا، وتحديد أسباب الوفاة وإعادة الجثامين إلى ذويها".

وذكّر غوتيريش جميع أطراف النزاع في ليبيا "بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي".

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 24 ألف شخص فرّوا من منازلهم منذ 4 حزيران/يونيو بعد تصاعد أعمال العنف وانعدام الأمن في ترهونة وسرت جنوب العاصمة طرابلس.

وينفذ الجيش الوطني الليبي، منذ نيسان/أبريل 2019، عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس العاصمة، مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها برئاسة فائز السراج، والتي تشكلت بموجب الاتفاق السياسي للعام 2015.

هذا وشهدت المعارك في ليبيا تطوراً كبيراً، بعدما أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبي بسط سيطرتها على كامل الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس، ومدينة ترهونة غرب ليبيا، في الوقت الذي يقترح فيه قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، مبادرة جديدة تهدف للوصول إلى حل سياسي في البلاد.

ودعت مصر مؤخرا إلى وقف إطلاق النار في إطار مبادرة تقترح أيضا مجلس قيادة منتخبا لليبيا.