احتجاجات الولايات المتحدة تتجه لمزيد من التصعيد ومعالجة ترامب لها غير مكتملة – خبيران

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 02 يونيو 2020ء) سلمى خطاب. توقع خبيران سياسيان مصريان أن تتجه موجة الاحتجاجات التي تشهدها العديد من المدن في الولايات المتحدة الأميركية إلى المزيد من التصعيد، خاصة في ظل عجز إدارة الرئيس دونالد ترامب عن احتوائها ومعالجتها بشكل كامل​​​.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلون الدكتور جهاد عودة، لوكالة سبوتنيك، "أرى أن الأمور ستتجه لمزيد من التصعيد لكن هذا التصعيد سيكون أبطأ"، موضحا أنه "هناك موجتين من الاحتجاجات شهدتهم الولايات المتحدة، الأولى كانت خاصة بالاعتراض على إجراءات إغلاق البلاد لمواجهة انتشار كوفيد-19، وهي موجة لم ينتبه لها الكثيرين، وكانت موجة يمينية، هدأت مع اتخاذ إجراءات لإعادة فتح البلاد، أما الموجة الثانية من الاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل جورج فلويد".

وأضاف عودة "أداء الرئيس ترامب في الموجتين  لم يكن آداء جيدا لأن ترامب نفسه ليس رئيس جيد وعنصري، وبالتالي في إطار هاتين الموجتين الرئيس ترامب لم يكن قادرا على على احتوائهما حيث أنه فوجيء باندلاع هذه الموجات الاحتجاجية، ما يظهر أنه رئيس غير قوي وأجهزته غير قوية، وإلا كان استطاع التعامل مع هذه الاحتجاجات".

وتشهد عشرات المدن الأميركية احتجاجات مستمرة منذ نحو أسبوع ضد مقتل جورج فلويد المواطن الأفروأميركي الذي قتله أحد رجال الشرطة خنقا في مدينة مينيابوليس، وصاحب هذه الاحتجاجات أعمال عنف وسلب ونهب وتخريب للممتلكات العامة والخاصة في عدد من المدن.

ومساء أمس، هدد الرئيس الأميركي ترامب بأنه سينشر قوات الجيش للسيطرة على حالات العنف، كما وعد بتقديم العدالة لعائلة فلويد رافعا الإنجيل بإحدى يديه.

ويعود أستاذ العلوم السياسية الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة نيويورك إلى الحديث عن خطاب ترامب بالأمس، حيث يقول إن التهديد بنشير الجيش الأميركي ورفع الإنجيل تحديدا فهو خطأ كبير وقع فيه [ترامب]، لأن طبيعة المجتمع الأميركي أنه مجتمع غير متدين وهذا التصرف سيسبب مشكلة كبيرة سواء من الناحية الدستورية أو مع اليمين المتطرف".

وتابع عودة "ترامب شخصيا غير متدين، لكن هذا في النهاية يظهر أنه مضطرب في رد فعله، خاصة وأن هناك خلافات قوية بينه وبين حكام الولايات".

في السياق ذاته، قال الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، حسن ابو طالب إن "الاحتجاجات ربما ليومين أو ثلاثة [بعد خطاب ترامب]، لكن سيظل هناك احتقان في المجتمع الأميركي نتيجة هذا الخلل البنيوي في المجتمع ككل".

ويوضح أبو طالب "هذه الحادثة [مقتل فلويد] هي نتيجة لتراكمات سابقة في المجتمع الأميركي متعلقة برواسب العنصرية من الانجلوساكسون تجاه الأفارفة أو ذوي الأصل الإفريقي، فدائما ما ينظرون إليهم نظرة متعالية وينظرون إليهم على أنهم لا يستحقون العيش في الولايات المتحدة ورغم إلغاء العنصرية وثائقيا إلا أنه ظلت هناك رواسب في السلوك الجمعي"، مضيفا "لأمر الأخر، أن علاقة الشرطة بذوي البشرة السوداء متوترة، (...) وفي خلال العشرة أعوام الماضية وقعت 11 حادثة مشابهة لحادث جورج فلويد، هذا صنع مكون بنيوي للاحتجاجات، زاد عيله المكون الاقتصادي في الآونة الأخيرة مع ز�

�ادة نسبة البطالة بسبب انتشار فيروس كورونا، الكثير من المواطنين السود فقدوا وظائفهم، فأصبحنا أمام بعد اجتماعي جديد".

وتابع أبو طالب أيضا "حسب بعض الدراسات فإن جرائم الكراهية زادت منذ تولي الرئيس ترامب الحكم، إضافة إلى محفز سياسي جديد مرتبط بالصورة الشعبوية التي يروج لها الرئيس ترامب، في وقت يطالب فيه المتظاهرون بالعدالة ويرفعون شعار (لا عدالة/ لا سلام)، كل هذه المجموعة من التراكمات والمحفزات كانت السبب في الاحتجاجات في مجتمع ينقصه العدالة".

وحول كلمة ترامب بالأمس، قال أبو طالب "خلال كلمته ترامب تعهد بتحقيق العدالة لعائلة فلويد، وفرق في خطابه بين المتظاهرين السلميين والمتظاهرين غير السلميين من يقومون بعمليات السلب والنهب، لكنه أعطي انطباعا أن رؤيته للوقائع غير كاملة، فهو لم يركز على أصل الموضوع وهو الإجراءات الإصلاحية التي سيتخذها والإجراءات الفيدرالية لتحقيق العدالة ومنع الشرطة من التجاوزات".

وأضاف "هذا الجزء الغائب في معالجته هو ما جعل المتظاهرين غير راضين عن المعالجة، أيضا ترامب في خضم حملة انتخابية، فبدا وكأنه يخاطب مناصريه أكثر من مخاطبة المجتمع الأميركي بأكمله، وهو ما جعل خطابه منحازا لصالح دعم ترشحه، ولصالح السيطرة الأمنية، وهذا هو الخطأ الذي سيؤدي لمزيد من التداعيات".