وتيرة انتشار "كورونا" في فرنسا باتت أقل وانتهاء الحجر الصحي لا يعني القضاء عليه - أكاديمي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 15 أبريل 2020ء) أسامة حريري. اعتبر الطبيب الفرنسي والأستاذ الجامعي بالاقتصاد والسياسات الصحية "جان جاك زمبروفسكي" اليوم الأربعاء أن تمديد الحجر الصحي في فرنسا حتى الحادي عشر من أيار/مايو المقبل لمكافحة فيروس كورونا "لا يعني أن هذا الحجر سيُرفع على الفور بعد هذا التاريخ لأن رفعه سيكون تدريجياً ومرتبطا بشروط عديدة"​​​.

وقال الطبيب زمبروفسكي، لوكالة سبوتنيك،: "البعض فهم كلام رئيس الجمهورية ماكرون بشكل خاطئ؛ هو قال إن الحجر الصحي سيتم تمديده لغاية 11 من (أيار) مايو ولم يقل إن الحجر سوف ينتهي في هذا التاريخ. هو أيضاً وضع شروط محددة لبدء إنهاء هذا الحجر بشكل تدريجي؛ هذه الشروط هي احترام الحجر أولاً ومن ثمّ انخفاض انتشار الفيروس".

هذا وأعلن رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون الاثنين الماضي خلال كلمة متلفزة هي الثالثة من نوعها منذ بداية الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي وباء "كوفيد-19"، عن تمديد الحجر الصحي - الذي فرضته السلطات في 17 (آذار) مارس الماضي، حتى 11 أيار/مايو بهدف مكافحة انتشار فيروس كورونا.

وأشار زمبروفسكي إلى أن تاريخ من (أيار) مايو هو، "وفي أحسن الأحوال ، التاريخ الذي سنقوم به بجردة الحسابات لمعرفة الخطوات المقبلة التي سنتخذها".

ووعد ماكرون، الاثنين الماضي، بزيادة عدد الفحوصات الطبية اللازمة (الفحص المصلي) لرصد المصابين بالفيروس وذلك بعد انتقادات وُجهت لوزارة الصحة بعدم قيامها بعدد كاف من الفحوصات المصليّة يومياً أسوةً بالجارة ألمانيا التي أصبحت بالنسبة للكثير من الفرنسيين مثالاً يُحتذى به في مكافحة الفيروس. 

وقال ماكرون :"ابتداء من 11 مايو سنكون قادرين على إجراء فحص مصلي لكل مواطن تظهر عليه عوارض فيروس كورونا".

وحول قضية الفحوص الطبية قال البروفيسور زمبروفسكي قائلاً :"مشكلة الفحوصات الطبية لرصد الفيروس ستُحلّ ابتداءا من ال11 من مايو؛ هناك العديد من الشركات الفرنسية كما الأوروبية والعالمية تعمل على هذا الموضوع. المشكلة في السابق كانت تتعلق بإثبات صحّة هذه الفحوصات التي كانت تشوبها شوائب أصلاً ؛ خلال شهر، إذا جرت الأمور كما يجب، ستكون لدينا كمية كافية من الفحوصات الدقيقة والفعّالة".

أما بما يتعلّق بتعميم استخدام الكمامات الطبية على المواطنين اعتبر زمبروفسكي أن "استخدام الكمامات الطبية لن يكون إجباريا في الوضع الحالي لكن ارتداءها سيكون ضروريا بالنسبة لبعض الفئات (كبار السن وذوو الصحة الهشّة) وفي بعض الأماكن."

وأعطى مثالاً على ذلك قائلاً: "من المنطقي استخدام الكمامات في وسائل النقل المشترك حيث تكون المسافات بين الناس قصيرة كما من المنطقي أيضا أن يستخدمها العمّال والموظفون في بعض القطاعات لكي يحموا أنفسهم".

هذا ووعد ماكرون يوم الاثنين الماضي الشعب الفرنسي بتأمين الكمامات الطبية ابتداءا من ال11 من مايو قائلاً إن استخدام هذه الكمامات سيصبح معمما. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة الفرنسية اعتبرت في بادئ الأمر أنه لا ضرورة لوضع الكمامة في حال لم نكن حاملين للمرض لتعود بعدها وتغير خطابها قائلة إن وضعها يحمي الجميع مما أثار موجة انتقادات في الصحافة المحلية ولدى الأوساط العلمية.

وتعاني فرنسا منذ بداية الأزمة وحتى اليوم - وإن تحسّن الوضع كثيراً عمّا قبل - من نقص حاد في الكمامات الطبيّة مما أجبرها على استيراد كميات من الصين قبل أن تبدأ المعامل الفرنسية بتصنيع اللازم لسد العجز.

وحذّر الطبيب زمبروفكسي قائلاً إن "انتهاء الحجر الصحي في المستقبل لا يعني أن الفيروس اختفى لهذا يجب توخي أقصى درجات الحيطة لتجنّب موجة ثانية من العدوى".

وأعرب زمبروفكسي عن ثقته في اللجنة العلميّة التي شكّلها الرئيس ماكرون لكي تنصحه في اتخاذ قراراته، قائلاً إن أعضاء هذه اللجنة لديهم معرفة معمّقة في علم الأوبئة.

وأخيراً أكّد الطبيب الفرنسي أن هناك معطيات تُشير فعلاً إلى انخفاض حدّة انتشار الفيروس في فرنسا.

وتابع شارحا "عدد الذين يدخلون العناية المركّزة ما زال يرتفع يومياً لكنّه يرتفع بوتيرة أقل من السابق. هذا يعني أن الفيروس ينتشر أقل بقليل عمّا قبل لكنه ما زال ينتشر".

هذا وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية مساء أمس الثلاثاء عن تسجيل 762 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا ليصل عدد الوفيات إلى 15729 كما أعلنت عن تسجيل أكثر من 5500 إصابة جديدة ليتخطى عدد المصابين 100 ألف حالة.

وقال مدير عام الصحة جيروم سالومون في مؤتمر صحافي إن المصابين الذين يستلزم وضعهم الرعاية المركّزة انخفض لليوم السادس على التوالي ليصل الإجمالي إلى 6730.