مالي ضد تيار كورونا.. حملات دعائية مكتظة وانتخابات تشريعية قريبة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 24 مارس 2020ء) سكينة أصنيب. تسير مالي التي تقع في مثلث الفقر في غرب أفريقيا ضد تيار كورونا، فالدولة التي تعاني الأمرين جراء حدودها المفتوحة وانتشار أعمال العنف والإرهاب مصرة على تنظيم انتخابات تشريعية بينما العالم كله يسير إلى الانعزال وفرض الحجز الصحي ومنع التجمعات مهما بلغت أهميتها.

وتواصل الحكومة برنامجها الانتخابي مؤكدة أن الانتخابات ستجرى الأحد القادم، فبعد أن كان الماليون ينتظرون ان تؤجل الحكومة تنظيم الانتخابات بسبب وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، التي وان لم تصب مالي بعد إلا انها اصابت جميع الدول المحيطة بها، أعلن رئيس الوزراء بوبو سيسي أن الانتخابات التشريعية ستجرى في الوقت المحدد 29 آذار/مارس الجاري "سواء كانت هناك حالات اصابة بكورونا أم لم تكن".

ولم تتأثر مالي حتى الآن بوباء كورونا فالاجراءات البسيطة التي اتخذتها الحكومة باغلاق المجال الجوي وغلق المدارس لم تؤثر كثيرا على حياة الناس وبقي التواصل قائما في المجتمع ولم تتوقف الحركة الاقتصادية ولا الأنشطة اليومية للمواطنين.

وكان منظر الخيام الانتخابية والقاعات التي احتضنت عرض المرشحين لبرامجهم، وهي ممتلئة عن آخرها مثيرا للانتباه، حيث تبدت مالي وكأنها خارج السرب فهي من البلدان القليلة في العالم التي لا تزال يسمح بهذه التجمعات بعد تفشي الفيروس حول العالم.

ويرى الصحفي بوبا مادو أن مالي تبحث عن الديمقراطية في الزمن الصعب وتخاطر بحياة مواطنيها لتنظيم انتخابات تأجلت اكثر من مرة واصبح تنظيمها محكا حقيقيا بالنسبة للسلطات.

ويقول لوكالة "سبوتنيك" أن "العالم يبحث عن النجاة من فيروس كورونا ويوقف جميع الأنشطة والاجتماعات.. ومالي مصرة على تجميع الناخبين وتنظيم الانتخابات.. مصرة على الديمقراطية التي ترى إنها المخرج من الوضع المتأزم والسبيل لوقف حمام الدم والعنف التي تعاني منه مالي، حتى في هذا الوقت الصعب".

وتعاني 6 دول تربطها حدود برية طويلة بمالي التي ليس لديها حدود بحرية من انتشار فيروس كورونا هي موريتانيا والسنغال والنيجر وبوركينا فاسو والجزائر وتشاد، وقد أعلنت ثلاث دول من جوار مالي حالة الطوارئ وحظر التجول الليلي بعد انتشار فيروس كورونا فيها.

ولم يتم الإبلاغ عن أي حالة إصابة بالفيروس في مالي التي سبق لها ان عانت قبل 6 سنوات من فيروس ايبولا الذي قتل مئات من الماليين.

ويقول الباحث المالي ماليك سايدو "الأمر غريب.. كيف لم يتم تسجيل أي حالة اصابة بكورونا لحد الساعة بمالي.. أصبحنا محاصرين بدول مصابة وبل بدول تعاني من تفشي الفيروس ونحن لم سجل أي اصابة".

ويرى ان الأمر اما انه ضعف وعي ومتابعة من قبل السلطات لكشف المرض، أو ان السلطات تخشى أن يتسبب الاعلان عن دخول الفيروس لمالي في تأجيل الانتخابات او الاحجام عن المشاركة فيها". 

ويقول في حديثه لوكالة "سبوتنيك" "افريقيا عموما لم تسجل اعداد كبيرة للمصابين بكورونا وربما هذا متعلق بحرارة الطقس وان اغلب هذه الدول منغلقة ولا توجد بها حركة سياحية مهمة... كما ان الشعوب الافريقية سبق ان عانت من الملاريا وأخذت تطعيمات ضدها.. والأبحاث الطبية اليوم تعمل على تطوير لقاحات الملاريا لعلاج الكورونا".

وتعاني مالي من تدهور الوضعية الأمنية منذ عام 2012 بسبب استمرار اعمال العنف المسلح من قبل حركات تمرد انفصالية جهادية تهاجم القوات العسكرية النظامية، وقد أسفر آخر هجوم مسلح على وحدة عسكرية عن مقتل 29 جنديا واصابة 5 آخرين، الخميس الماضي وسط مالي.

وتعتبر الحكومة المالية ان اجراء الانتخابات خطوة مهمة ضمن الجهاد السياسي ضد التنظيمات المتطرفة، ومكمل للعمل العسكري في مواجهة التدهور الأمني والهجمات المسلحة.

ومن المقرر إجراء الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في 29 آذار/ مارس والثانية في 19 نيسان/ أبريل، وقد تم تأجيل هذه الانتخابات عدة مرات بسبب الأزمة الأمنية التي تعاني منها مالي.