فرنسا تواجه كورونا بعزل نفسها عن العالم لمدة 15 يومًا

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 17 مارس 2020ء) أعلن وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كستانير، عزل الدولة بالكامل لمدة 15 يومًا، لمواجهة أزمة كورونا المستجد "كوفيد 19"، مطالبًا الشعب الفرنسي بالبقاء في المنزل.

وقال الوزير الفرنسي، في كلمة له الاثنين "ابتداءً من منتصف يوم غد سوف نعزل البلاد أسوة بما فعله جيراننا في إيطاليا وإسبانيا وذلك لمدة 15 يوم على الأقل"​​​.

وتابع "سيتم نشر 100 ألف شرطي وعنصر أمن في كافة أنحاء البلاد للحرص على احترام حالة العزل، وفرض غرامة قدرها 38 يورو على كل من يخالف حالة العزل، وقد تصل الغرامة ل135 يورو".

وأضاف "الرسالة واضحة، ابقوا في منازلكم".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين عن تعزيز وتشديد الإجراءات للحد من تنقلات المواطنين ومنع كل التنقلات التي لا تعد أساسية بهدف الحد من انتشار وباء كورونا.

وقال ماكرون في كلمة متلفزة توجه فيها الى الأمة الفرنسية "بعد الاستماع لرأي الخبراء قررت تعزيز الإجراءات للحد من تنقلات المواطنين".

وأضاف: "ابتداءا من منتصف يوم غد سيتم الحد بشكل كبير من تنقلات المواطنين وذلك لمدة 15 يوما على الأقل. سيتم منع كل التنقلات التي لا تعد أساسية".

وشرح ماكرون قائلا إنه سيتم السماح للمواطنين بالخروج من منازلهم فقط في حال قرروا الذهاب الى عملهم أو لكي يشتروا المواد الغذائية أو لكي يستشيروا الطبيب أو يشتروا الأدوية.

وحذر ماكرون من عواقب خرق الإجراءات التي ستتخذها السلطات ابتداءا من منتصف يوم غد قائلا :" كل خرق للقواعد التي نحددها سوف يقابل بالعقاب".

وأكد ماكرون على حساسيّة المرحلة التي تمر بها البلاد معتبرا أن "فرنسا لم تتخذ يوما قرارات استثنائية بهذا الحجم في وقت السلام".

وعبّر ماكرون عن استيائه من تصرفات بعض الفرنسيين الذين لم يحترموا الإرشادات الصحية قائلا : "بعض الفرنسيين لم يحترموا الإجراءات التي اتخذناها واستمروا في الذهاب الى الحدائق والمطاعم والحانات".

هذا وأعلن ماكرون عن سلسلة إجراءات تمس الحياة السياسية ومن شأنها أن تضع مكافحة فيروس كورونا كأولوية أساسية في سياسة الحكومة. وفي هذا الصدد أعلن ماكرون عن تأجيل الدورة الثانية للانتخابات البلدية التي كانت ستعقد الأحد المقبل.

وقال : "بعد استشارتي لزعماء الأحزاب السياسية، أعلن عن تأجيل الدورة الثانية من الانتخابات البلدية".

وفي نفس السياق تابع قائلا :"قررت تعليق كل الإصلاحات التي نقوم بها ومنها مشروع إصلاح قانون التقاعد".

وكشف ماكرون عن سلسلة تسهيلات ستقدمها الحكومة لمساعدة المواطنين على تخطي الأزمة. وحول هذا الموضوع قال : "سيتم تعليق دفع مستحقات الكهرباء والغاز للمواطنين".

وطلب ماكرون من المواطنين البقاء في بيوتهم والحفاظ على هدوئهم وتجنب الهلع والشائعات كما طلب منهم احترام الإرشادات الطبية التي تعد "وسيلة أساسية في حماية الأشخاص ذوي الصحة الهشة".

هذا وأعلن ماكرون عن إغلاق حدود منطقة شنغن لمدة 30 يوما ابتداءا من منتصف يوم غد بهدف تجنّب انتشار الفيروس.

وأكد ماكرون على دعم الحكومة للطواقم الطبية التي تعيش حالة ضغط بسبب ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس. وفي هذا الشأن قال :"الضعط على المستشفيات والطواقم الطبية يزداد بشدة. سنؤمن الأقنعة الطبية اللازمة للممرضين والأطباء وابتداءا من يوم أمس سيتم توزيع أقنعة جديدة على الصيدليات في المناطق التي تشهد انتشارا كبيرا للوباء وسيتم توزيع الأقنعة على باقي المناطق ابتداءا من يوم الأربعاء".

وأعلن ماكرون عن وقوف الجيش الفرنسي الى جانب الطواقم الطبية لمكافحة الفيروس قائلا :"الجيش سيتدخل لنقل المرضى ومساعدة الطواقم الطبية"

وأضاف : "سنضع المستشفى العسكري في منطقة الألزاس تحت خدمة مرضى كورونا"

ووصف ماكرون الأزمة الصحية التي تعيشها البلاد ب"حالة الحرب". وحول هذا الموضوع قال : " نحن في حالة حرب وأنا أدعو كل المسؤولين والشعب الى الاتحاد."

وأضاف : "المجهود الذي أطلبه منكم كبير لكن الظروف تتطلب ذلك ونحن في حرب صحية وعدونا غير مرئي وهذا يتطلب التعبئة".

على الصعيد الاقتصادي أكد ماكرون أن الدولة ستدعم الشركات و"لن تسمح لأي شركة مهما بلغ حجمها أن تُفلس" معلنا عن تسهيلات مالية واقتصادية لتجنب ذلك.

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة الفرنسية ارتفاع عدد حالات الوفاة إثر الفيروس إلى 148 حالة، بعد تسجيل 21 حالة وفاة اليوم، فيما بلغ عدد الإصابات 6633 حالة، بعد تسجيل 1210 حالة جديدة.