المغرب في مواجهة كورونا.. خوف واجراءات مشددة وفئات متضررة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 مارس 2020ء) رعب حقيقي يعيشه المغاربة بعد سلسلة من الاجراءات التي اتخذتها السلطات خشية انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) كما انتشر في اسبانيا وايطاليا المجاورتين للمغرب واللتين تضمان جالية مغربية كبيرة انتقل عدد من افرادها الى المغرب مع بداية ظهور كورونا مما ادى انتقال الفيروس له.

ورغم ان الأرقام الرسمية المعلنة حتى الآن تؤكد ان عدد المصابين لا يتجاوز 29 حالة، الا ان الاجراءات التي اتخذتها السلطات باغلاق المساجد والمقاهي والمطاعم ووقف جميع الرحلات الجوية أدت الى اتساع دائرة الخوف من المرض ووصولها الى درجة الهلع الشديد.

وفي ظل حديث عن امكانية فرض حجر صحي يشمل كامل البلاد غدا الثلاثاء، بدت شوارع العاصمة شبه خالية من المارة فيما اصطفت اعداد من المواطنين أمام المتاجر الكبرى ومحال المواد الغذائية لشراء حاجياتهم قبل ارتفاع اسعارها او قبل فرض حجر صحي كامل.

وقالت مريم العلمي (ربة بيت)، انها اشترت مخزونا من المواد الغذائية الأساسية يكفي شهرا كاملا وانها "تخشى ليس فقط من فرض حجر صحي بل ايضا من ارتفاع الأسعار او نفاذ المواد جراء احتكار السلع وتوقف النشاط الاقتصادي".

وبدا سعيد بناصر (نادل في مقهى) منزعجا من الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات الاثنين باغلاق المطاعم والمقاهي، ويقول ان الأمر اذا استمر لأيام فسيفقد عمله لأن مالك المقهى لن يكون باستطاعته أداء رواتب العمال بسبب إغلاق المقهى.

أما رشيدة العماري (عاملة في حمام مغربي) فترى أن قرار إغلاق الحمامات كارثي على جميع عمال وملاك الحمامات الذين على يقع على عاتقهم أقساط وقروض ويعتمدون على المداخيل اليومية لاعالة أسرهم.

ويعد ارتياد الحمامات طقسا أسبوعيا تحرص عليه نسبة كبيرة من المغاربة، رغم انه بيئة ملائمة لانتشار الأمراض المعدية، ويعمل في هذا القطاع الاقتصادي غير المهيكل عشرات الآلاف من الشباب المغاربة.

وقررت السلطات المغربية الاثنين اغلاق المطاعم والمقاهي ودور السينما والمسارح والنوادي الرياضية والحمامات العامة وغيرها من أماكن الترفيه، فيما قرر المجلس العلمي الأعلى إغلاق جميع المساجد بالنسبة للصلوات الخمس وصلاة الجمعة كإجراء وقائي في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.

واستمرت المساجد في رفع الآذان رغم قرار الإغلاق، فيما قام عدد من المصلين بالتجمع والصلاة في الباحات الخارجية للمساجد والطرقات والحدائق المقابلة للمساجد، في تحد للتدابير والإجراءات التي اتخذتها السلطات.

ورغم أن غالبية الصيدليات أعلنت نفاذ مخزونها من المطهرات والقفازات والكمامات وعلقت ملصقات تفيد بذلك، الا أن أعداد المغاربة الذين توافدوا على الصيدليات مباشرة بعد فتح ابوابها الاثنين بعد العطلة الأسبوعية قياسي حسب عدد من الصيادلة الذين تحدثوا لوكالة "سبوتنيك".

واطلقت السلطات الاثنين حملة تعقيم لوسائل النقل والادارات العمومية والحدائق العامة، فيما بدأت عدد من المؤسسات والادارات خطة للعمل عن بعد من بينها وكالة الأنباء الرسمية في المغرب.

ولمواجهة الإقبال الاستثنائي على المنتوجات الغذائية، اعلنت وزارة الزراعة أن تموين الأسواق بالمنتوجات الفلاحية والسمكية سيتم بطريقة منتظمة ومستمرة، واضافت أنه على الرغم من الطلب الكبير الذي أدى إلى نفاذ سريع لبعض المواد الغذائية على مستوى بعض الأسواق ونقاط البيع، سيتم ضمان تزويد الأسواق بشكل منتظم، وأكدت أن السوق المغربي لن يعاني من أي انقطاع في تموينه بهذه المنتوجات.