هنية لسبوتنيك: صفقة القرن خطة لتصفية القضية .. والولايات المتحدة لم تكن وسيطاً نزيهاً

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 25 فبراير 2020ء) مصطفى ميعاري . صرح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بأن صفقة القرن هي خطة لتصفية القضية، وهي للأسف الحصاد المر لمسيرة التسوية التي أرجأت قضايا الصراع الرئيسة " الأرض ، القدس، اللاجئين، الاستيطان، المياه"

وقال هنية في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، رداً على سؤال حول موقف الحركة [حماس] من صفقة القرن وألا تستدعي خطورتها تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية: "صفقة القرن هي خطة لتصفية القضية، وهي للأسف الحصاد المر لمسيرة التسوية التي أرجأت قضايا الصراع الرئيسة " الأرض ، القدس، اللاجئين، الاستيطان، المياه"، وهي القضايا التي تحسمها اليوم هذه الخطة من جانب واحد، وتحاول فرض دويلة مشوهة المعالم غير قابلة للحياة".

وأشار إلى أنه : "إذا كان اتفاق أوسلو قدم للاحتلال 78بالمئة، من أرض فلسطين، فإن هذه الخطة تعطي للاحتلال باقي أرض فلسطين وتعفيه من الإدارة المدنية للسكان فقط، وتبقي له السيادة، بما يعني أن هذه الدويلة مقطعة الأوصال ليست أكثر من حكم ذاتي بمسمى سياسي ( دولة ) لا تملك من أمرها شيئاً مع إلغاء حق العودة للاجئين، كما تمس بواحد من أقدس المقدسات الإسلامية، ممثلا بالمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، في استهانة واستخفاف بمشاعر وحقوق ملايين المسلمين عبر العالم".

- نحن لا نكرر تجارب الآخرين ولدينا من الوسائل والأدوات ما نفرض احترام أي تفاهمات يمكن أن نتوصل إليها...

وصرح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بأن الاحتلال دائماً ما يحاول التملص من التزاماته أو تجاوزها بحجج هنا أو هناك، ولكن هذه الأساليب مكشوفة ومرفوضة.

وقال هنية، في ردٍ على سؤال، إلى أين وصلت التفاهمات بين حماس وإسرائيل؟ وهل صحيح أن هناك قنوات اتصال بين حماس وإسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر، بأن الاحتلال دائما ما يحاول التملص من التزاماته أو تجاوزها بحجج هنا أو هناك، ولكن هذه الأساليب مكشوفة ومرفوضة. فنحن لا نكرر تجارب الآخرين ولدينا من الوسائل والأدوات ما نفرض احترام أي تفاهمات يمكن أن نتوصل إليها ونقدر دائما الأمور والأوضاع بقدرها وبما تتطلبه مصلحة شعبنا، ونؤكد في الوقت نفسه، أن لا اتصالات ذات طابع سياسي متعلقة بالقضية الفلسطينية وبحقوق شعبنا.

وأضاف: "نحن واضحون تماما مع شعبنا وأمتنا وقلنا غير مرة أن لا تواصل مباشر مع الكيان الصهيوني وقادته ونرفض هذا الشكل من الاتصال، ولكن ما يتم من وساطات متعلقة، إما بالوضع الميداني أو في موضوع الأسرى، كان يتم بشكل غير مباشر، وهناك قنوات عملت وتعمل في هذا الإطار ونعلنها بشكل شفاف، ومن هذه الأطراف الأشقاء المصريون والأمم المتحدة والأخوة في قطر.

-هنية: قادة الاحتلال لا يؤمنون بالسلام والولايات المتحدة لم تكن وسيطا نزيها...

كما صرح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بأنه مع إعلان صفقة ترامب هذه، وبعد مضي 27 عاماً على انطلاق مشروع التسوية السياسية، ثبت أن قادة الاحتلال لا يؤمنون بالسلام ويتخذون من هذا المسار غطاء لإخفاء مشروعهم الحقيقي.

وقال هنية في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "مع إعلان صفقة ترامب هذه، وبعد مضي 27 عاماً على انطلاق مشروع التسوية السياسية ثبت أن قادة الاحتلال لا يؤمنون بالسلام ويتخذون من هذا المسار غطاء لإخفاء مشروعهم الحقيقي بالاستيلاء على أرضنا والتنكر لحقوق شعبنا والإمعان في القتل ومصادرة الأرض والتهجير وفرض القوانين العنصرية والحصار، وحاولوا تحويل السلطة الفلسطينية إلى أداة وظيفية ومشروع أمني، ولم يجن شعبنا طوال هذه المدة إلا مضاعفة المستوطنات والمستوطنين والمزيد من الآلام والانتهاكات والحروب".

وأضاف بأنه : "وقد تبين للجميع بعد هذا الموقف الأميركي أن الولايات المتحدة لم تكن وسيطاً نزيهاً وإنما كانت دوما مع الرؤية الإسرائيلية وداعمة للموقف الإسرائيلي على حساب حقوق شعبنا، وأجهضت عبر حق الفيتو العديد من القرارات لصالح قضيتنا واحتكرت التعامل مع القضية الفلسطينية، حتى على حساب الرباعية الدولية التي سعت إلى إفراغها من مضمونها".

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن يوم 28 يناير/كانون الثاني تفاصيل خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين المعروفة بـ"صفقة القرن" بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

ورفض الفلسطينيون من جانبهم هذه الخطة، معتبرينها منحازة بالمطلق لإسرائيل ولا تلبي الحد الأدنى من حقوقهم العادلة في الدولة المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي 194.