فيروس كورونا..​​​.الجالية الصينية في فرنسا بين سندان العنصرية ومطرقة الخسائر الاقتصادية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 31 كانون الثاني 2020ء) منذ تسجيل أول ثلاث حالات مصابة بفيروس كورونا في فرنسا يوم السبت الماضي، حتى شهدت البلاد حالة من الهلع الجماعي دفع ثمنها في كثير من الأحيان جزء من الجالية الصينية أو الذين يتحدرون من أصول صينية في فرنسا بسبب التصرفات العنصرية التي طالتهم.

وعلت الصرخة لدى الجالية الصينية في فرنسا بعد تسجيل عدد كبير من المضايقات والتصرفات العنصرية التي طالتهم بسبب أصولهم مما دفع عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق هاشتاغ تحت عنوان "أنا_لست_فيروسا" كما تحدثوا عن تجارب يعيشونها يوميا منذ وصول فيروس كورونا إلى فرنسا.

وتقول جيسيكا، وهي طالبة من أصول صينية وُلدت في باريس، إنها ومنذ انتشار الفيروس تتلقى يوميا تعليقات عنصرية بسبب أصولها. وتقول لسبوتينك : "لم أذهب للصين سوى مرتين كل حياتي آخرها كانت منذ ثلاثة أعوام. أنا وُلدت هنا وإذا كنت من أصول صينية هذا لا يعني بأني أحمل الفيروس. في الجامعة بعض زملائي يهزؤون مني ويطرحون عليّ أسئلة مزعجة وشخصية حول أهلي ومحيطي. إنه كابوس".

وتتابع : "البارحة كنت أستقل الحافلة. كل المقاعد كانت ممتلئة باستثناء المقعد بجانبي الذي بقي شاغراً طيلة الطريق".

هذا وتجدر الإشارة إلى أن بعض المصالح الاقتصادية لعدد من الذين يتحدرون من أصول صينية تضررت بسبب المقاطعة الناتجة عن الهلع.

ويقول ميشيل وهو صاحب مطعم صيني في الدائرة التاسعة عشرة في باريس : "منذ ظهور الفيروس في فرنسا انخفض عدد زبائني بشكل كارثي. اليوم نحن نتكبّد خسائر كبيرة بسبب أحكام مسبقة وعنصرية غير مبررة. أنا لست فيروسا".

ويكفي لأي باريسي أن يتجوّل في الدائرة الثالثة عشرة التي تقطنها جالية صينية كبيرة - حيث الأسواق الصينية والمحال التجارية والمطاعم - لكي يلاحظ انخفاض عدد المارة ورواد المطاعم والأسواق.

لكن الجالية الصينية ليست هي الوحيدة التي تضررت اقتصاديا بسبب فيروس كورونا في فرنسا، بل أيضا القطاع السياحي ككل. وتجدر الإشارة إلى أن أعداد السياح الصينيين في فرنسا تزداد عاما بعد عام وقد تخطت المليوني سائح خلال الأعوام الأخيرة بحسب المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية. وأدى فيروس كورونا إلى انخفاض كبير جدا في أعداد السياح الصينيين الذين يعدّون الحجر الأساس في سياحة الترف في فرنسا إذ انهم أكثر من ينفق الأموال ويشتري البضائع الفاخرة مقارنة مع باقي الجنسيات.

هذا وتم تسجيل أول ثلاث حالات إصابة بفيروس كورونا في فرنسا يوم السبت الماضي، لكي يرتفع العدد تدريجيا ويصل إلى ستة يوم أمس الخميس. وبدأت فرنسا بإعادة مواطنيها المتواجدين في الصين لكي تتجنب إصابتهم بالمرض وقد وصلت اليوم الجمعة إلى مطار قاعدة إيستر العسكرية جنوب شرق البلاد طائرة عسكرية من نوع آ-340 على متنها 180 مواطناً فرنسياً، قادمةً من الصين. وأرسلت السلطات طائرة عسكرية ثانية إلى الصين لكي تستكمل عملية إجلاء رعاياها بالإضافة لرعايا أوروبيين متواجدين خاصة في ولاية ووهان التي انتشر منها الفيروس.