أبو الغيط: وقف التدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا أمر أساسي لأي دعوة لتسوية سياسية شاملة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 19 كانون الثاني 2020ء) أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنه لا يمكن الدعوة لتسوية سياسية شاملة للأزمة القائمة في ليبيا قبل وقف التدخلات العسكرية الخارجية على أراضيها.

وقال أبو الغيط، في كلمته خلال مؤتمر برلين اليوم الأحد لمناقشة الأزمة الليبية، "لا يمكن لأحد أن يدعو إلى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة ووطنية خالصة للوضع الليبي في الوقت الذي تستمر فيه التدخلات العسكرية الخارجية، المفضوحة والمكشوفة، في الأراضي الليبية"​​​.

وأضاف "ولا يمكن لأي وقف لإطلاق النار أن ينجح ويبقى نافذاً، بغض النظر عن ترتيباته ومهما كانت آليات مراقبته، دون أن يتم التوصل إلى معالجة مبكرة وموازية وجذرية لمشكلة الميلشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة التي تعمل كلها خارج سلطة الدولة، إذ أن وجودها سيظل يمثل تهديداً لديمومة مسار وقف إطلاق النار وللعملية السياسية التي يجب أن تكون مكملة وحاضنة له".

كما أكد أبو الغيط رفض الجامعة العربية "لكل مظاهر استقدام العناصر الإرهابية من الخارج والاستعانة بالمرتزقة الأجانب والتي لم تؤد سوى إلى إذكاء الصراع وتعقيد المشهد العسكري والأمني على الأرض".

وتشهد ليبيا مواجهات، منذ نيسان/أبريل من العام الماضي، بين حكومة الوفاق الوطني المتمركزة في العاصمة طرابلس، غربي البلاد، والجيش الوطني المدعوم من البرلمان في الشرق، والذي يسعى لتحرير العاصمة مما يصفه بالعناصر الإرهابية.

وتابع الأنيت العام لجامعة الدول العربية "إننا جميعاً نعي قدر التحديات التي ستواجه مسار تثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق واستكمال أي عملية سياسية في ليبيا، ونعلم أن هذه الجهود ستواجه بمعارضة شديدة سواء من أطراف مخربة داخل ليبيا أو من قوى معرقلة من خارجها، وهو الأمر الذي سيتطلب حسماً وحزماً من المجتمع الدولي، وعلى الأخص من مجلس الأمن، لمواجهته والتصدي له".

وأكد أبو الغيط على أهمية آليات المتابعة التي سنتوافق عليها [المشاركون في مؤتمر برلين]، عبر استحداث لجنة المتابعة الدولية التي ستجتمع لهذا الغرض على مستوى كبار المسئولين والخبراء، والتي ستجد كامل الدعم من الجامعة العربية، بل واستعداداً منا لاستضافة أي من اجتماعاتها في المراحل الأولى من عملها.

وتستضيف العاصمة الألمانية، اليوم، فعاليات مؤتمر برلين حول ليبيا، بمشاركة دولية رفيعة المستوى، وواسعة النطاق، وذلك بعد المحادثات الليبية - الليبية التي جرت مؤخراً، في موسكو، بحضور ممثلين عن روسيا الاتحادية وتركيا.

ويشارك في اجتماع برلين قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، وقادة وممثلين عن كل من روسيا الاتحادية، والولايات المتحدة الأميركية، ومصر، وفرنسا، وبريطانيا، والصين، وألمانيا، وتركيا، وإيطاليا، والإمارات والجزائر والكونغو، إلى جانب الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية.

ويأتي مؤتمر برلين بعد أيام من اجتماع عقد في موسكو تناول الموضوع الليبي بمشاركة ممثلين عن روسيا وتركيا، بالإضافة إلى حفتر والسراج.