ليبيا.. انقسام سياسي وواقع معيشي متردي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 17 كانون الثاني 2020ء) أثر الانقسام السياسي في ليبيا على طبيعة وحياة المواطن الليبي الذي يعاني من نقص حاد في الخدمات وأهمها نقص السيولة النقدية في البنوك، أما مدينة البيضاء بالجبل الأخضر شرقي البلاد تشتد بها موجة البرد وتساقط الأمطار الثلوج دون تقديم خدمات أساسية لتلك المناطق.

وقال عبدالله علي عمران أحد سكان مدينة البيضاء الليبية في حديث مع مراسل وكالة سبوتنيك إن "البنية التحتية ضعيفة وهناك زيادة كبيرة في السكان والبناء العشوائي كل المجالس والمؤسسات هي مؤسسات قبلية لا تهتم بخدمة المواطن بل بالسلب والنهب و المشاريع و الميزانيات الوهمية".

وأكد عمران أنه "لا تزال مشكلة الكهرباء المتكررة و انقطاع الكهرباء لمدة تتجاوز 8 ساعات يوميا ثم مشكلة غياب أسطوانات غاز الطهي والتي أرتفع سعرها من 5 دينار ليبي إلى 80 دينار ليبي للأسطوانة وغير متوفرة حتى بهذا السعر"، مؤكداً كذلك على "غياب المحروقات فهناك أزمة متوسطة في البنزين وأزمة كبيرة جداً في الكيروسين الذي يستخدمه الناس للتدفئة".

وتابع "كل هذا يحدث بالتزامن مع موجات برد كبيرة وانخفاض كبير في درجات الحرارة و اليومين الماضيين كميات أمطار غير مسبوقة أدت لغرق الشوارع و بعض المساكن و توقف حركة السير في كثير من المناطق بسبب انجراف الطرق".

وأضاف أن "مشكلة الكهرباء لا تتراوح المشكلة بين طرح طويل للأحمال 8 ساعات و بين 4 ساعات المشكلة مزمنة لم تحل منذ سنوات وتتفاقم خلال الشتاء و انخفاض درجات الحرارة".

وحول سؤال وكالة "سبوتنيك" بأن السلطات في البيضاء قامت اليوم بتوزيع الغاز في جميع المستودعات بناء ما أعلن عنه الحرس البلدي في البيضاء أكد بأن "مطلقا لا وجود لهذا الامر الحرس البلدي يشرف على التوزيع في مستودع أو أثنين و ذلك لا يوفر الغاز النقص يحدث بسبب تأخير من المصدر في طبرق و بنغازي او احتكار التجار و جشع أصحاب مستودعات الغاز".

يشار أن نشطاء ومواطنين في مناطق الجبل الأخضر شرقي البلاد ينشرون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر معاناتهم الإنسانية بعدم توفير الخدمات الرئيسية والأساسية بمدينة البيضاء وضواحيها وينشرون صوراً وفيديوهات لانقطاع الكهرباء لساعات ونقص أسطوانات الطهي والكيروسين.

فيما نشر آخرون صوراً لطفلة ليبية فقدت حياتها في مدينة البيضاء أثر غرق منزلهم بسبب الأمطار

وكتب أخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن "كارثة إنسانية جديدة في مدينة البيضاء طفلة فقدت حياتها نتيجة غرق منزلهم بسبب سيول المياه نتيجة السقوط المستمر للأمطار والتي لم تتوقف علي مدينة البيضاء طيلة اليومين في حي الغريقة".

ورادف "الطفلة جومانة التي لقت حتفها في غرق منزلهم لا تبلغ من العمر سوى القليل ولا تعرف عن الحياة أي شيء ولم تري منها سوى البؤس والظلم وها هي اليوم تغادرها حزينة وحيدة كما أتت إليها أول مرة".

وتابع "لكن المرة الأولى استقبلوها بالزغاريد والأفراح لقدومها واليوم ودعوها بالدموع والحزن والأنين على رحيلها".

من جهتها أعلنت مديرية أمن في مدينة شحات الليبية شرقي البلاد حالة الطوارئ في المدينة نظرا لسوء الأحوال الجوية بالمنطقة التي تشهد هطولا للأمطار الغزيرة ما أدى إلى غرق عدد من المنازل والطرق والشوارع الرئيسية في البلدية.

وحذرت مديرية الأمن شحات في بيان صحفي حصلت وكالة "سبوتنيك" إن "المواطنين من وجود مستنقعات من مياه الأمطار علي جوانب الطريق"، وشددت مديرية الأمن شحات على "ضرورة أخذ الحيطة والحذر مما قد تسببه من أضرار في الطريق العام مطالبة المواطنين بعدم الخروج إلا في حالة الضرورة القصوى".

وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة شحات بمنطقة الجبل الأخضر شرق البلاد إغلاق أغلب شوارع المدينة الرئيسيّة فيما غرقت بعض المنازل.

من جهة أخرى أكد الناطق الرسمي باسم مديرية أمن شحات الملازم حسين أبوكريم في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك إن "أسباب انقطاع الكيروسين هو نقص المادة في كافة المدن أما الغاز فشجع التجار له دور كبير ولكن رئيس الوزراء نقاش المشكلة وفي حلول مستقبلية وهي توفير الكيروسين والغاز بحصة كبيرة لمناطق الجبل"، مطالباً "نتمنى أن تكون في اسرع وقت ممكن"

ورداً على سؤال وكالة سبوتنيك حول سوء البنية التحتية الهشة بمناطق الجبل الاخضر عند هطول الأمطار التي تسببت في غرق كثير المنازل والسيارات وانجراف سيول أكد أبوكريم على أن "أغلب الفيضانات سببها تهالك البنية التحتية من جهة والبناء العشوائي من جهة اخرى وتقاعس عمداء البلديات كذلك".

وأكد أن "بلديات الجبل الأخضر هي بلديات خدمية لنفسهم فقط فهم موجودين إعلامياً فقط ولا يستطيعوا وضع حاول جذرية"، مضيفاً بأن "نحن كمديرية أمن شحات قمنا في وقت سابق بتشكيل غرفة طوارئ بالتعاون مع جهاز الإسعاف وجهاز المياه وشركة الكهرباء وهم حاليا من يعمل في هذه الأزمة".

وأوضح الناطق الرسمي باسم مديرية أمن شحات أن "عضو المجلس المحلي التسييري لشحات أفاد بأنه ليس لديه أي ميزانية"، موضحاً أن "مديرية أمن شحات في هذه الأوقات تعمل من دافع وطني بعيداً عن الميزانيات والبلدية يمكنها ذلك إذا أرادت".