سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد.. قرارات أثارت الجدل مرارا وأخرى أثارت الإعجاب

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 11 كانون الثاني 2020ء) لعل سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، كان أكثر الشخصيات السياسية اختلافا في المنطقة العربية؛ فهو الذي آثر إبعاد بلاده عن كل التناقضات والتجاذبات في المنطقة، وعدم الدخول في أية تحالفات، خارج إطار الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.

كان من النادر رؤيته في اجتماعات القمم العربية والإسلامية، وبقى على الحياد في كل الخلافات العربية، التي كان آخرها أزمة الخليج، في 2017، بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى.

رفض السلطان قابوس إرسال قوات إلى اليمن عندما أعلنت السعودية، في 2015، عن إنشاء تحالف عربي لمساعدة الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق أخرى سيطرت عليها جماعة أنصار الله "الحوثيين" المقربة من إيران.

وأبقى السلطان الراحل، الذي غيبه الموت بساعة متأخرة من يوم أمس الجمعة، على علاقات متينة مع إيران، وحتى أنه وافق على ترسيم الحدود البحرية معها في 2015.

كما حافظ على علاقات جيدة مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وعلاقات غير معلنة مع إسرائيل؛ حتى أنه أصبح القائد العربي الوحيد، الذي لا تقيم بلاده علاقات مع إسرائيل، واستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا في قصره، في تشرين الأول/أكتوبر 2018.

تولى السلطان قابوس حكم سلطنة عمان، في 23  تموز/يوليو 1970؛ خلفا لوالده السلطان سعيد بن تيمور آل سعيد، الذي ورث عنه دولة تفتقر إلى أدنى مقومات الدولة الحديثة، ففي ذلك الوقت، كانت توجد في سلطنة عمان ثلاث مدارس فقط، ومستشفيين، وطرق معبدة بطول 10 كيلومترات لا غير.

أما اليوم فتتمتع سلطنة عمان بالعديد من الطرق السريعة الحديثة، والعيادات الصحية في جميع المدن الرئيسية، وأكثر من ألف مدرسة.

في بداية عهده، غير السلطان قابوس الاسم الرسمي لبلده من "سلطنة مسقط وعمان" إلى "سلطنة عمان"، لتعزيز الوحدة الوطنية.

وسرعان ما وضعت هذه الوحدة على المحك أمام تدفق المقاتلون الشيوعيون من اليمن عبر الحدود وإعلانهم تمرد إقليم ظفار.

تحركت قوات من إيران والأردن والمملكة المتحدة لمساعدة عُمان لوقف هذا التمرد، وهذا ما تم.